سياراتالتقاريرتقارير السياراتتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

خبراء: الطلب على المعادن الحيوية يرتفع.. والليثيوم في المقدمة

داليا الهمشري

شهدت الآونة الأخيرة زيادة الطلب على المعادن الحيوية في ظل التوسع الكبير بصناعة السيارات الكهربائية، وفي مقدمة تلك المعادن الليثيوم المُستَعمَل في صناعة البطاريات.

ويعتمد تصنيع السيارات الكهربائية على مجموعة من المعادن الحيوية المهمة، مثل النحاس والنيكل والليثيوم.

أكد ذلك عدد من الخبراء، مشيرين إلى أنّ تحول الطاقة يفرض التوجه نحو الاستثمار في هذه المعادن الحيوية؛ لمواكبة التوسع في مصادر الطاقة المتجددة وكهربة وسائل النقل.

جاء ذلك في ندوة بعنوان "تأثير المعادن الحيوية في تطلعات قطاع الكهرباء" -حضرتها منصة الطاقة المتخصصة عبر خاصية التواصل المرئي أمس الثلاثاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني- وأدارها الأستاذ المشارك مدير برنامج اقتصادات المعادن والطاقة بكلية كولورادو للمعادن إيان لانغ.

دعم تحول الطاقة

أكد مستشار وزارة الصناعة والثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية أحمد عجب نور -خلال مشاركته في الندوة- أن السعودية تمضي قدمًا في عملية تحول الطاقة.

ومع تزايد الطلب على المعادن الحيوية، أوضح أن السعودية طورت إستراتيجيتها للتعدين في عام 2016 لتعظيم استغلال المعادن، وبدأت رحلة من التشريعات والسياسات.

وأشار إلى أن هذه الإستراتيجية وضعت نصب عينيها تحقيق الاستدامة من خلال القيام بعمليات التعدين بأساليب نظيفة لا تضرّ بالبيئة في إطار أهداف المملكة وخططها الطموحة لعام 2040.

وأفاد عجب نور أن عملية تحول الطاقة ومواجهة التغيرات المناخية تتطلب تطوير التقنيات من أجل الحفاظ على درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل الصناعة.

وأوضح أن السعودية خططت لاستغلال المعادن الحيوية من منظور العرض والطلب، لافتًا إلى أنه ما تزال هناك فجوة كبيرة بينهما.

وأضاف أنه على الرغم من انخفاض أسعار البطاريات نسبيًا خلال المدة الأخيرة، فإنها لا تغطي الفجوة بين العرض والطلب.

جانب من ندوة حول تأثير المعادن الحيوية على تطلعات قطاع الكهرباء
جانب من ندوة حول تأثير المعادن الحيوية في تطلعات قطاع الكهرباء

مؤتمر مستقبل التعدين

قال عجب نور، إن وزارة الصناعة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية حاولت تنسيق الجهود التعاونية بين مختلف الأطراف الدولية من خلال إطلاق مؤتمر مستقبل التعدين بالسعودية في يناير/كانون الثاني المقبل.

وأضاف أن المؤتمر يشتمل على جلسات وزارية تجمع مسؤولي الحكومات من شرق وغرب آسيا وجنوب أفريقيا والعديد من دول العالم الأخرى.

وتابع: "ندعو هذه الدول إلى مشاركة تجربة المملكة والتعلم منها، وسنعمل على تحويل الكلمات إلى أفعال من خلال إطلاق مبادرات عدّة، إحداها تتعلق بالمعادن الإستراتيجية الحيوية في هذه الدول الغنية بالثروات".

وأوضح أن المؤتمر سيُعقد بمشاركة 81 دولة يمثّلون 80% من العالم، لافتًا إلى أن المملكة تسعى لوضع إستراتيجية عالمية لتحقيق الاستفادة القصوى من المعادن الحيوية الإستراتيجية".

واستطرد قائلًا: "نعلم أن كل دولة لديها إستراتيجيتها الخاصة، وندرك أن 16 دولة من مجموعة الـ20 لديها إستراتيجيات للمعادن الحيوية، ولكننا نحاول إيجاد حالة من التكاتف وتبادل الخبرات بين الدول".

جانب من ندوة حول تأثير المعادن الحيوية على تطلعات قطاع الكهرباء
جانب من ندوة حول تأثير المعادن الحيوية في تطلعات قطاع الكهرباء

تغيير خريطة الطاقة

أكد الرئيس التنفيذي لشركة إس إف أيه SFA لاستشارات الطاقة المتجددة والثروة المعدنية هانك دي هوب -خلال مشاركته في الندوة- أن التوسع في عملية تحول الطاقة سيسلّط الضوء على أنواع جديدة من المعادن لم تكن بالأهمية نفسها من قبل.

وسلّط الضوء على دراسة حديثة صادرة عن وكالة الطاقة الدولية تؤكد أن طاقة الرياح البحرية، تليها البرية، ثم الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ستتصدر قائمة مصادر الطاقة، بينما سيتراجع كلٌّ من الفحم والغاز الطبيعي والطاقة النووية إلى ذيل القائمة.

وأوضح أن هذا التغيير في خريطة مصادر الطاقة سينعكس تدريجيًا على منظور الدول لأهمية المعادن.

وأشار إلى أن التوسع المرتقب في السيارات الكهربائية إلى نحو 50% من قطاع السيارات عالميًا بحلول 2030، سيرفع الطلب على البطاريات بصورة هائلة؛ ما يجعل الليثيوم على سقف أولويات الدول من المعادن.

وتوقّع أن يؤدي الطلب المتزايد لصناعة السيارات الكهربائية إلى زيادة تبلغ نحو 5 أضعاف في الطلب على الليثيوم بحلول العام 2030.

الصين في المقدمة

قال هوب، إن تأمين إمدادات الليثيوم يتصدر اهتمامات شركات صناعة السيارات حول العالم، مشيرًا إلى أن الصين تتصدر قائمة تحويل المعدن إلى مواد خام للبطاريات.

وأضاف أن الشركات الصينية وضعت استثمارات ضخمة بإمدادات الليثيوم في إفريقيا وأميركا اللاتينية، عندما كانت أسعار الليثيوم منخفضة، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا تدركان تفوّق الصين في سلاسل الإمداد لتصنيع السيارات الكهربائية.

من جانبه، أوضح رئيس إدارة المرافق والطاقة المتجددة بمركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، أحمد البلوي، أن المعادن الحيوية ترتبط بعملية تحول الطاقة لدخولها في تصنيع معدّات الطاقة المتجددة.

وتوقّع انتشارًا كبيرًا لمصادر الطاقة النظيفة خلال المدة المقبلة، يجعلها تتفوق على الفحم والغاز الطبيعي.

جانب من ندوة حول تأثير المعادن الحيوية على تطلعات قطاع الكهرباء
جانب من ندوة حول تأثير المعادن الحيوية في تطلعات قطاع الكهرباء

إستراتيجية التعدين في السعودية

قال البلوي، إن إستراتيجية التعدين في السعودية تقوم على تلبية الطلب المحلي، مع استكشاف فرص التصدير.

وأضاف أن السعودية نفّذت إصلاحات شاملة لقطاع التعدين لتحفيز استثمارات القطاع الخاص، وتوفير بيئة تنظيمية شفافة، وطورت قانون التعدين الجديد ليحقق 3 أهداف رئيسة، هي: الحوكمة والشفافية، وجذب الاستثمارات، وتحقيق الاستدامة على المستوى العالمي.

كما أطلقت برنامجًا استكشافيًا سريعًا لتحديد وتقييم الرواسب المعدنية المحتملة في البلاد.

وتابع أن برنامج المسح الجيولوجي الإقليمي الذي وضعته المملكة يهدف إلى مسح ورسم خريطة لنحو 600 ألف كيلومتر مربع من منطقة الدرع العربي الغنية بالمعادن في غرب السعودية.

وأكد أن آفاق استخراج النحاس والزنك واعدة في عدّة مناجم محتملة، ولا بد من زيادة عمليات الاستكشاف للحصول على الإمكانات الكاملة لهذه المناجم.

وتوقّع أن تصل الوظائف المرتبطة بمجال التعدين في السعودية بناءً على التوقعات إلى 35 ألفًا و435 فرصة عمل إضافية، في إطار العمل على تدعيم بنية تحتية قوية وإمكان توصيل الخدمات إلى معظم المناجم المحتملة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق