التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

خفض الطلب على المعادن الحيوية يبدأ بتقليل حجم السيارة والبطارية (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • السيارات الكهربائية تثير المخاوف بشأن التأثير البيئي لسلسلة التوريد لديها.
  • • عمليات استخراج المعادن قد تؤدي لإزالة الغابات والإضرار بالتنوع البيولوجي المحلي.
  • • انبعاثات دورة حياة السيارات الكهربائية تُعَد أفضل 3 مرات من الديزل أو البنزين.
  • • السيارات الكهربائية الصغيرة تُعَد ضرورة بيئية وسياسة اقتصادية وصناعية سليمة.

يرى محللون وخبراء أن أكثر الطرق فاعلية لخفض الطلب على المعادن الحيوية، تتمثل في تقليل حجم السيارة والبطارية، ويتوقعون ارتفاع الطلب على المواد الخام للبطاريات في أوروبا بسرعة من الآن حتى عام (2050)؛ حيث تتسابق القارة للتحول إلى وسائل النقل البري المحايدة كربونيًا.

وعلى الرغم من أن السيارات الكهربائية اجتذبت اهتمامًا كبيرًا بسبب انعدام الانبعاثات من عوادمها؛ فإنها تثير المخاوف بشأن التأثير البيئي لسلسلة التوريد لديها، وفق تقرير حديث اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويعتمد تصنيع هذه المَركبات على مجموعة من المعادن الحيوية المهمة مثل النحاس والنيكل والليثيوم، التي ارتبط استخراجها بمخاوف بيئية واجتماعية مختلفة، بحسب تقرير نشرته مجلة أوتوموتيف وورلد (automotiveworld) في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

أزمات بيئية بسبب المعادن الحيوية

يمكن أن تتسبب عمليات استخراج المعادن الحيوية في إزالة الغابات والإضرار بالتنوع البيولوجي المحلي، بالإضافة إلى المشكلات المتعلقة بعمالة الأطفال وظروف العمل غير الإنسانية التي شهدها قطاع التعدين لمدة طويلة.

تقول مديرة المركبات النظيفة والتنقل الكهربائي لدى الاتحاد الأوروبي للنقل والبيئة (تي آند إي) جوليا بوليسكانوفا: "من المهم التأكيد أن انبعاثات دورة حياة السيارات الكهربائية؛ بما في ذلك سلسلة التوريد بأكملها، تُعَد حاليًا أفضل بنحو 3 مرات من سيارات الديزل أو البنزين".

سيارة الدفع الرباعي الكهربائية الجديدة فيات 600 إي
سيارة الدفع الرباعي الكهربائية الجديدة فيات 600 إي – الصورة من موقع مجلة كار ماغازين

تقول جوليا بوليسكانوفا، إن تصنيع السيارات الكهربائية غير ممكن دون هذه المعادن الحيوية، مشيرةً إلى أنه بالطريقة نفسها "لا يمكن إنتاج سيارات الاحتراق دون استخراج النحاس أو النفط"، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأكدت أن الصناعات الاستخراجية الأوسع -سواء كانت للنفط أو الغاز أو الليثيوم- تعاني مخاوف بيئية واجتماعية مماثلة، ولا ينبغي لهذه الأمور وحدها أن تعوق اعتماد السيارات الكهربائية.

وخلصت إلى أن "الانتقال إلى السيارات الكهربائية له فوائد مناخية كبيرة مؤكدة"، ويمكن أن يتوقف مدى أهمية هذه الفوائد على الطلب المستقبلي على المواد الخام للبطاريات".

سيناريوهات السوق المستقبلية

وضع الاتحاد الأوروبي للنقل والبيئة (تي آند إي) 3 سيناريوهات لطلب أوروبا على المواد الخام للبطاريات بين عامي 2023 و2050.

وتشمل التوقعات الليثيوم والنيكل والكوبالت والمنغنيز، وتتراوح السيناريوهات من سيناريو "العمل كالمعتاد" إلى "الابتكار المتسارع وتقليل عدد الكيلومترات المقطوعة للسيارات" إلى "الابتكار القوي وتقليل عدد الكيلومترات المقطوعة للسيارات".

وتفترض جميع السيناريوهات كهربة كاملة لنقل الركاب بحلول عام 2050 ولكنها تتبع أساليب مختلفة للتركيبة الكيميائية للبطاريات بالإضافة إلى حجم السيارات الخاصة وعددها.

واعتمادًا على السيناريو المحدد، من المتوقع أن يكون الطلب التراكمي على البطاريات في أوروبا بحلول عام 2050 أعلى بما يتراوح بين 100 و200 مرة مما كان عليه في عام 2022؛ ما يتطلب ما يصل إلى 20 مليون طن من معادن البطاريات.

ويقارن ذلك باستهلاك 170 مليون طن من النفط المكافئ في عام 2022، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت مديرة المركبات النظيفة والتنقل الكهربائي لدى الاتحاد الأوروبي للنقل والبيئة (تي آند إي) جوليا بوليسكانوفا: "اليوم، في أوروبا، نتجه نحو سيناريو "العمل كالمعتاد" بلا شك"، حسب مجلة أوتوموتيف وورلد.

وعلى الرغم من أن جميع السيناريوهات الـ3 تفترض تزايد الطلب على المعادن الحيوية؛ فإن الاتحاد الأوروبي للنقل والبيئة (تي آند إي) يتوقع أنه يمكن خفض الطلب إلى النصف تقريبًا من خلال التكنولوجيا المبتكرة وسياسة استعمال السيارات.

بطاريات السيارات الكهربائية
أحد مصانع بطاريات السيارات الكهربائية في الصين - الصورة من وكالة الأنباء الفرنسية

تقول جوليا بوليسكانوفا إن "النقطة المهمة هي أن الجميع لا يحتاجون إلى قيادة سيارات الدفع الرباعي.. يمكننا أن نضمن تمامًا مستوى التنقل نفسه ولكن بتكلفة أقل".

وأشارت إلى غياب سياسات لمعالجة "إضفاء الطابع الرسمي على سيارات الدفع الرباعي للأسطول"، وأن العديد من سياسات المدن للحد من استعمال السيارات الخاصة يتم تأخيرها أو التشكيك فيها.

"ومع ذلك؛ فمن خلال مجموعة معقولة جدًا من التدابير السياسية، يمكننا المضي بسهولة نحو السيناريو المتسارع، الذي نَعُده ليس مرغوبًا فيه فحسب، بل ممكنًا للغاية"، حسب تصريحات جوليا بوليسكانوفا، التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويفترض سيناريو "العمل كالمعتاد" اتجاهات الصناعة المتوقعة حاليًا فيما يتعلق بحجم البطارية وتركيبتها الكيميائية، والوضع الراهن لنشاط السيارات الخاصة.

في المقابل، يفترض سيناريو "الابتكار المتسارع وتقليل عدد الكيلومترات المقطوعة للسيارات" تحولًا كبيرًا إلى البطاريات الأصغر حجمًا، واستيعابًا أسرع للتركيبة الكيميائية للبطاريات التي تحتوي على معادن أقل أهمية، وعددًا أقل من الكيلومترات المقطوعة باستعمال السيارات الخاصة.

وأوضحت بوليسكانوفا أن "التركيبات الكيميائية المبتكرة والتوجه نحو السيارات الأصغر حجمًا والبطاريات الأصغر حجمًا تُعَد فوائد في متناول اليد.

وقالت "إن البطاريات الأصغر حجمًا هي العامل الوحيد الذي يحقق أكبر التخفيضات في الطلب على المواد الخام للبطاريات"، التي يقدرها الاتحاد الأوروبي للنقل والبيئة (تي آند إي) بما يتراوح بين الخُمس والرُّبع. وهذا يعادل تجنب أكثر من 70 منجمًا جديدًا لليثيوم وأكثر من 50 منجمًا للنيكل.

من ناحيته، يدعو الاتحاد الأوروبي للنقل والبيئة (تي آند إي) إلى اتخاذ إجراءات حكومية على صعيد الضرائب، بحسب تقرير نشرته مجلة أوتوموتيف وورلد (automotiveworld) في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

أهمية كهربة نقل الركاب

يرى تقرير الاتحاد الأوروبي للنقل والبيئة (تي آند إي) أن كهربة نقل الركاب ستكون ضرورية لتحقيق الأهداف المناخية، لكنه يؤكد أنها لا تحتاج إلى "تلويث الكوكب".

ويعتمد ذلك على ضمان الحصول على المعادن المطلوبة من مصادر مسؤولة واستخراجها من المنتجات القديمة حيثما أمكن ذلك، بالتزامن مع التدابير الجديدة لتقليص حجم أسطول السيارات وتغيير الطريقة التي يتنقل بها الناس.

وقالت مديرة المركبات النظيفة والتنقل الكهربائي لدى الاتحاد الأوروبي للنقل والبيئة (تي آند إي) جوليا بوليسكانوفا: "إذا كنا جادين في عدم تكرار أخطاء الاعتماد الكبير على النفط؛ فيجب أن تؤدي كفاءة استعمال الموارد دورًا كبيرًا".

وأردفت: "في عالم يعاني قيود العرض، تُعَد السيارات الكهربائية الصغيرة ضرورة بيئية وسياسة اقتصادية وصناعية سليمة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق