تقارير منوعةرئيسيةمنوعات

المعادن الحيوية تجذب الأنظار.. واحتياطيات الليثيوم في بوليفيا قد تغير المشهد

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • سباق المعادن الحيوية يثير الصراع بين القوى العظمى لفرض سيطرتها
  • بوليفيا تمتلك 25% من الاحتياطيات العالمية للّيثيوم
  • بوليفيا تضع شروطها لاستخراج الليثيوم
  • نقص محتمل في الإمدادات بدءًا من عام 2025

يتزايد الاهتمام بسوق المعادن الحيوية -خاصةً الليثيوم والكوبالت- التي تُعدّ ضرورية لصناعة البطاريات والسيارات الكهربائية، في ظل التركيز العالمي على الابتعاد عن الوقود الأحفوري.

وأصبحت المناطق النائية جغرافيًا، من صحراء أتاكاما التشيلية إلى سهول كاتانغا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بين أكثر المناطق إستراتيجية؛ إذ تُعدّ تربتها المليئة بالليثيوم والكوبالت هي الغرفة الخلفية للسباق الكبير لتحول الطاقة.

من ثم، فإن هذه الموارد هي موضوع كل الأطماع التي تسعى إليها القوى العالمية الكبرى الحريصة على الحفاظ على سيادتها الصناعية، وكذلك عمالقة قطاعي التعدين والسيارات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

علاوةً على ذلك، إذا كانت الصين تحافظ على وتيرة متسارعة في احتكار الموارد والسيطرة على عمليات التكرير، فإن أوروبا والولايات المتحدة تحاولان اللحاق بالركب.

احتياطيات الليثيوم في بوليفيا

من جانبها، تسعى الدول التي تمتلك احتياطيات عالمية إلى الاستفادة من ودائعها لتطوير صناعاتها الخاصة، بحسب ما أوردته منصة "راديو فرانس" (Radio France).

من بين هذه الدول، تبرز بوليفيا التي تُقدَّر احتياطياتها من الليثيوم بـ23 مليون طن متري (أو 25% من الاحتياطيات العالمية)، وهي الأكبر في العالم، لكنها لم تترجم إمكاناتها بعد إلى إنتاج على نطاق تجاري.

وأوضحت الجغرافية والباحثة الفرنسية أودري سيراندور أن استخراج الليثيوم البوليفي ما يزال في مراحله الأولى، بعيدًا عن المنتجين الرئيسَين الآخرين في المنطقة، الأرجنتين وتشيلي، على الرغم من مشروع الاستغلال الذي أطلقه الرئيس الأسبق إيفو موراليس في عام 2008.

وتمتلك بوليفيا أكبر مجمع ملح في العالم "سالار دو أويوني"، الذي يقع في جنوب غرب البلاد، على ارتفاع أكثر من 3650 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وهو جافّ منذ آلاف السنين.

10 آلاف متر مربع من الأرض البيضاء، مكونة من قشور سميكة لا ينمو فيها شيء: هذا هو المكان الذي توجد فيه احتياطيات الليثيوم الهائلة في بوليفيا، والتي ما يزال من الصعب تحديد كميتها.

احتياطيات الليثيوم في بوليفيا
مجمع "سالار دو أويوني" الملحي في بوليفيا - الصورة من منصة "ماينينغ"

ومع تصميمها على اللحاق بهذه الثروة والاستفادة منها في سياق الطلب العالمي المتزايد، تعمل الحكومة على زيادة اتفاقيات الاستثمار.

تقول أودري سيراندور: إن "دول أميركا الجنوبية وبوليفيا على وجه الخصوص، كانت تاريخيًا دولًا مصدّرة للمواد الخام، ومن ثم لم تستفد من الإيجارات والتصنيع".

وتابعت: "لهذا السبب تدرس الحكومة البوليفية جميع سلسلة القيمة: معالجة الليثيوم في الموقع، ثم إنتاج الكاثودات والبطاريات، أو حتى السيارات الكهربائية".

شروط بوليفيا لاستخراج الليثيوم

كان الرئيس البوليفي لويس آرسي قد أعلن استعداد بلاده لإقامة علاقات مع الشركات الأوروبية وغيرها من الشركات العالمية، للتنقيب عن الليثيوم واستخراجه، بشرط أن تلتزم بالشروط.

وبهدف الاستفادة من احتياطيات الليثيوم في بوليفيا، يقول الرئيس آرسي: "نحن منفتحون على أيّ شركة تريد القدوم إلى بوليفيا، لكن الشروط واضحة"، مضيفًا أن بلاده تريد المشاركة في سلسلة الإنتاج بأكملها، وذلك في مقابلة اطّلعت عليها منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وتابع: "لدينا احتياطيات كافية حتى يتمكن العديد من الشركات من العمل في وقت واحد دون الاصطدام ببعضها"، مشيرًا إلى أن الشركات الأوروبية ستكون في وضع جيد للمشاركة: "ما نريده هو الكفاءة في مجال التكنولوجيا".

وتقوم حاليًا شركتان صينيتان وشركة روسية باستكشاف 3 من المسطحات الملحية في بوليفيا، وما يزال يتعين استكشاف العشرات من التكوينات.

وشدد آرسي، الذي كان يتحدث على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على أن بلاده في سباق مع الزمن باستخراج الليثيوم، بالنظر إلى الطلب من عالم يتطلع إلى الانتقال من الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وقال: "نحن في طريقنا للقيام بذلك في أسرع وقت ممكن، لأن العالم يحتاج إليه".

نقص متوقع في إمدادات الليثيوم

في سياقٍ متصل، وفيما يتعلق بالمعادن الحيوية، قد يواجه العالم نقصًا في الليثيوم مع زيادة الطلب عليه، إذ يتوقع بعض المحللين أنه قد يحدث في عام 2025، في حين يرى آخرون إطارًا زمنيًا أطول قبل أن يصل هذا النقص.

وكانت شركة بي إم آي (BMI) -وهي وحدة أبحاث تابعة لشركة فيتش سوليوشنز (Fitch Solutions)- من بين تلك التي توقعت عجزًا في المعروض من الليثيوم بحلول عام 2025، نظرًا لأن الطلب في الصين يتجاوز العرض، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.

يقول التقرير: "نتوقع نموًا سنويًا بنسبة 20.4% في المتوسط على أساس سنوي للطلب على الليثيوم في الصين من أجل السيارات الكهربائية وحدها خلال المدّة 2023-2032".

وفي المقابل، فإن إمدادات الليثيوم في الصين ستنمو بنسبة 6% فقط خلال المدّة نفسها، حسبما ذكرت شركة بي إم آي، مضيفة أن هذا المعدل لا يمكن أن يشبع حتى ثلث الطلب المتوقع، وفق ما نقلته منصة "سي إن بي سي" (CNBC) الأميركية.

يُذكر أن الإنتاج العالمي من الليثيوم بلغ 540 ألف طن متري في عام 2021، ويتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن يصل الطلب العالمي إلى أكثر من 3 ملايين طن متري بحلول عام 2030.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكثر الدول إنتاجًا للّيثيوم في العالم:

الليثيوم في إيران

ولا يتوقع محللون آخرون حدوث عجز بهذه السرعة، لكنهم ما زالوا يتوقعون حدوث عجز بحلول نهاية العقد.

وفقًا لشركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، هناك مئات من مشروعات الليثيوم قيد الاستكشاف حاليًا، لكن التعقيد في الجيولوجيا وعملية التصاريح التي تستغرق وقتًا طويلًا ما يزال يشكّل تحديات.

وقدّرت نائبة رئيس الشركة سوزان زو أن إجمالي إمدادات مناجم الليثيوم سيزيد بنسبة 30% و40% على أساس سنوي في عامي 2023 و2024، وأن عمال المناجم سيستمرون في تطوير المشروعات القائمة والجديدة وسط "دفعة عالمية لكهربة وسائل النقل".

وفي حين إن ذلك قد يشير إلى فائض عالمي في العام المقبل (2024)، فإن النقص قد يبدأ في التأثير بسلاسل التوريد عام 2028.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق