طاقة متجددةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

إنتاج الليثيوم في أميركا قد يغيّر مشهد المعادن النادرة عالميًا

أسماء السعداوي

يمثّل إنتاج الليثيوم في أميركا بارقة أمل، لتخفيف الاعتماد على واردات المعدن الحيوي لتحول الطاقة، وسط مساعي خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وفي هذا الصدد، عثرت شركات التنقيب على رواسب لليثيوم في مدينة ماغنوليا جنوب غربي ولاية أركنساس، وهو ما فتح شهية عدة شركات لبدء مشروعات ضخمة لاستخراج المعدن اللازم لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتسعى الولايات المتحدة لتخفيف اعتمادها على واردات بطاريات الليثيوم أيون، خاصة من الصين.

وسجلت واردات الولايات المتحدة، خلال الأشهر الـ3 الأولى من هذا العام 2023، قفزة قياسية بنسبة نمو 66% على أساس سنوي إلى 235 ألفًا و386 طنًا متريًا، وخلال العام الماضي 2022 نموًا بنسبة 99%، وشكلت الصين 87% من الواردات، بحسب منصة "إس آند بي غلوبال".

ويُعد الليثيوم أبرز عناصر المعادن الأرضية النادرة المستعملة في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، وبطاريات التخزين وغيرهما.

استثمارات إكسون موبيل

تُعد شركة إكسون موبيل أحدث الشركات الساعية للتنقيب عن الليثيوم في أميركا، إذ تخطط لبناء أحد أكبر مصانع معالجة الليثيوم في العالم، بالقرب من ماغنوليا، بقدرة إنتاج تتراوح بين 75 ألفًا و100 ألف طن متري من الليثيوم سنويًا.

ويقول أحد المحللين، إن ذلك الرقم يمثّل نحو 15% من إجمالي الليثيوم المُنتج عالميًا في 2022.

واشترت إكسون موبيل 120 ألف فدان في المنطقة، مقابل 100 مليون دولار أميركي، وتُشير تقديرات إلى أن تلك المنطقة تحتوي على 4 ملايين طن من مكافئ كربونات الليثيوم، وهي كافية لتشغيل 50 مليون سيارة كهربائية.

وقال مطلعون على الأمر، إنه من الممكن بناء المشروع على مراحل، بالإضافة إلى إقامة خطوط إنتاج نموذجية داخل منطقة واحدة أو في مواقع منفصلة جنوب أركنساس.

وسيتعيّن على إكسون موبيل التوسع في تكنولوجيا استخراج الليثيوم من رواسب المحاليل الملحية، وهو ما ظل لسنوات هدفًا بعيد المنال عن الصناعة.

وتقول شركة إكسون موبيل، إنها قادرة على الاستفادة من إمكاناتها الهندسية، لتصبح موردًا محليًا منخفض التكلفة لليثيوم، كما أجرت مباحثات مع مصنعي البطاريات والسيارات الكهربائية في هذا الصدد، وفق مصادر مطلعة على الأمر.

وستستفيد الشركة من إعانات الطاقة الخضراء التي يقدمها قانون خفض التضخم الأميركي، وستحصل بموجبه على ائتمانات ضريبية بنسبة 10% من تكلفة إنتاج الليثيوم.

ورغم تفاؤلها بشأن مستقبل صناعة النفط والغاز، تتوقع إكسون تراجع الطلب على البنزين، ونمو السيارات الكهربائية والهجينة، لتشكل 50% من إجمالي المبيعات الجديدة بحلول عام 2050.

شركة إكسون موبيل تستثمر في قطاع الليثيوم في أميركا
شعار شركة إكسون موبيل أمام إحدى المصافي- الصورة من "نيويورك تايمز"

تشكيل سماكوفر

يمتد تشكيل سماكوفر الجيولوجي من تكساس إلى فلوريدا، مرورًا بأركنساس، ويحوي بين طياته المحاليل الملحية التي تحتوي على الليثيوم بكميات صغيرة، ويغمر الشركات تفاؤل كبير بشأن قدراتها على تعزيز التقنيات التي ستمكنها من استخراجه.

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة ستاندرد ليثيوم، ومقرها فانكوفر، روبرت مينتاك، إن تشكيل سماكوفر قد يحمل أهمية كبيرة لإنتاج الليثيوم في أميركا، مثل تلك التي يحملها حوض برميان في غرب تكساس ونيومكسيكو لإنتاج النفط الأميركي.

وأعرب عن أمله في استمرار إنتاج الليثيوم طويلًا في ظل البيئة المواتية لمستقبله مقارنة بالنفط.

في المقابل، توقّع مينتاك ارتفاع تكلفة إنتاج 25 ألف طن متري من الليثيوم إلى 1.5 مليار دولار، بعدما تسبّب التضخم في رفع أسعار مواد البناء.

ويوضح الرسم البياني التالي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- وجود الليثيوم على قائمة المعادن المستعملة في بعض تقنيات الطاقة النظيفة:

الليثيوم في أميركا

3 مشروعات لشركة ستاندرد ليثيوم

تخطط شركات أخرى من بينها "ستاندرد ليثيوم"، و"تيترا تكنولوجيز"، المُنتجة للكيماويات اللازمة لمعالجة وإعادة تدوير المياه، من أجل بناء القدرات المتعلقة باكتشاف المعدن المحوري لتحول الطاقة ومعالجته.

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة تيترا، برادي مورفي: "سيتكون طفرة كبيرة في جنوب غرب أركانساس".

وتُجري "ستاندرد ليثيوم" بدعم من شركة "كوش إندستريز" دراسة جدوى لبناء أول منشأة لاستخراج الليثيوم في أميركا، بقدرة إنتاج 6 آلاف طن متري سنويًا، على أن تبدأ عمليات الإنشاء مطلع العام المقبل (2024).

كما اقترحت بناء مصنع بقدرة 30 ألف طن ليثيوم في غرب مدينة ماغنوليا، إذ يُتوقع -بحسب مينتاك- أن يكون تركيز رواسب الليثيوم أعلى بمقدار مرتين عن الموقع الحالي في تشكيل سماكوفر، على أن تبدأ الإنشاءات خلال السنوات القليلة المقبلة.

وكشف مصدر مطلع على الأمر، عن أن المشروعات الثلاثة تستلزم توفير 6 آلاف فرصة عمل و1600 شاحنة بحلول عام 2028.

وربما تمنح مشروعات الليثيوم دفعة اقتصادية لمدينة ماغنوليا، إلا أن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 12 ألف نسمة فقط، تعاني شح المنازل الجديدة ومحدودية الطرق، وعدم جاهزية أنظمة المياه والصرف الصحي.

وعلى الجانب الآخر، يساور القلق بعض سكان ماغنوليا، بشأن تأثير النمو الاقتصادي المحتمل في انتشار الجريمة وتعاطي المخدرات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق