التقاريرتقارير السياراتتقارير منوعةرئيسيةسياراتمنوعات

إنتاج الليثيوم في بريطانيا مؤهّل لطفرة كبيرة.. هل تدعمه حكومة المحافظين؟ (تقرير)

في مقاطعة كورنوول الغنية بالمعادن

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • تهدف شركتا كورنيش ليثيوم وإيمريز بريتيش ليثيوم إلى استخراج الليثيوم من الميكا.
  • إنتاج الليثيوم القائم على الميكا قد يُكلّف أكثر من طريقة إنتاج أستراليا للصخور الصلبة.
  • دعم الدولة لمشروعات التعدين قد يظل ضئيلًا في ظل حكومة محافظة.
  • الولايات المتحدة قدّمت مِنحًا بـ1.4 مليار دولار لـ8 مشروعات في سلسلة توريد الليثيوم.

يترقّب قطاع الليثيوم في بريطانيا طفرة كبيرة في ظل مساعي بعض الشركات المتخصصة إلى استخراج هذا المعدن المهم من أراضي مقاطعة كورنوول الواقعة جنوب غرب إنجلترا، وسط شكوك بأن تحظى هذه المشروعات بدعم من حكومة المحافظين الحالية.

وتسعى مقاطعة كورنوول إلى إحياء قطاع التعدين المتراجع لحماية المملكة المتحدة من الواردات الصينية باستخدام عنصر مهم آخر، هو الليثيوم، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتتطلع المقاطعة المشهورة بشواطئها ورياضة ركوب الأمواج، إلى أن تصبح مركزًا لإنتاج الليثيوم في بريطانيا، والذي يُعَد عنصرًا رئيسًا في ثورة السيارات الكهربائية، وسط توقعات بتحقيق مكاسب كبيرة.

ويعتمد نجاح استخراج الليثيوم في منطقة "كورنيش الألب"، وهي الجبال التي تكوّنت من نفايات تعدين الطين، على حفنة من المطورين الذين يكافحون لتأمين رأس المال، وفقًا لما نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية (The Financial Times).

وتتصدر هذه المهمة شركة كورنيش ليثيوم، وهي شركة ناشئة في مجال التنقيب عن المعادن في سعيها للحصول على حزمة تمويل كبيرة، وشركة إيمريز بريتيش ليثيوم، وهو مشروع مشترك بقيمة 575 مليون جنيه إسترليني (753.63 مليون دولار) بين شركة تعدين الطين الفرنسية إيمريز ومجموعة استخراج الليثيوم البريطانية.

تأمين التمويل

تواجه شركتا كورنيش ليثيوم وإيمريز بريتيش ليثيوم طريقًا شاقًا لتأمين التمويل وتقديم تقنيات غير مثبتة تجاريًا لاستخراج الليثيوم من الأرض لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، وقد تكون المكاسب كبيرة في حال نجاحهما.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة كورنيش ليثيوم، جيريمي راثال: "إن الموقف يشبه الوقوف في العصر الحجري بالنظر إلى العصر البرونزي المقبل".

ويعتقد جيريمي راثال أن "مملكة الغرانيت"، كما تُعرف مقاطعة كورنوول، يمكن أن تؤدي دورًا في هذا المجال البارز مع إمكان أن تصبح مركزًا وطنيًا لإنتاج الليثيوم في بريطانيا، ورابطًا في سلسلة توريد السيارات الكهربائية في أوروبا.

وقال راثال، متحدثًا من موقع مهجور لمعالجة الطين، تعتزم الشركة تحويله إلى مصنع لليثيوم: "التعدين جزء من التكوين الجيني لمقاطعة كورنوول".

وأضاف مدير شركة بريتيش ليثيوم، أندرو سميث، "أنه ليس مجرد برنامج أو مشروع؛ بل هو صناعة وُلدت في المملكة المتحدة".

وعلى الرغم من أن مقاطعة كورنوول لن تنافس إمدادات أكبر منتجي الليثيوم في العالم في أستراليا وتشيلي والصين؛ فإنها تتمتع بمزايا نسبية، وفقًا لراثال.

من أعمال شركة بريتيش ليثيوم في التنقيب عن الليثيوم في بريطانيا
جانب من أعمال شركة بريتيش ليثيوم في التنقيب عن الليثيوم في بريطانيا - الصورة من PR4Photos Ltd

انتشار الليثيوم

تُعَد مقاطعة كورنوول البريطانية موردًا متجانسًا، مع انتشار الليثيوم بالتساوي في الصخر. ويمكن للمقاطعة أن تعتمد على المجتمعات المحلية المعتادة على التعدين، والوصول المباشر إلى الغرانيت من طبقة الطين التي أُزيلت من خلال الاستخراج السابق والبنية التحتية الحالية.

وتشمل تلك البنية التحتية السكك الحديدية ومحطات المعالجة غير المستعملة للمساعدة في تقليل تكاليف النقل وتجنب التخطيط الروتيني، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتهدف شركتا كورنيش ليثيوم وإيمريز بريتيش ليثيوم إلى استخراج الليثيوم من الميكا، وهو معدن لامع موجود في الغرانيت تحت طبقات الطين، قبل أن يشق طريقه إلى المحطات القريبة لإنتاج بطاريات الليثيوم.

وقد تختلف هذه الطريقة عن طريقتين رئيستين للاستخراج حاليًا، تعتمدان على محلول ملحي مبخر في تشيلي، وسحق الصخور الصلبة من أستراليا التي تحتوي على معدن يسمى الإسبودومين الذي يُعالَج في الصين.

كمية الإنتاج المتوقعة

تعتقد شركة كورنيش ليثيوم أن مشروعها، الذي تبلغ تكلفته 244 مليون دولار، يمكن أن ينتج نحو 7 آلاف طن من معادل كربونات الليثيوم (إل سي إي) سنويًا بدءًا من أواخر عام 2026. وتهدف شركة إيمريز بريتيش ليثيوم إلى إنتاج 20 ألف طن بدءًا من عام 2028.

ولن تؤدي هذه الكميات سوى دور صغير في تلبية الطلب العالمي، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 3.7 مليون طن بحلول عام 2030 بفضل شركة ألبيمارل، أكبر منتج لليثيوم في العالم.

ويرى المحللون أن هذه الكميات ستغطي جزئيًا احتياجات السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة التي تبلغ 80 ألف طن، وفقًا لمركز معلومات المعادن الحيوية في المملكة المتحدة.

ويمكن أن تكون طريقة شركة كورنيش للميكا أقل كثافة كربونية من غيرها؛ إذ يمكن فصل الليثيوم دون تسخين الفلز إلى أكثر من ألف درجة مئوية، مثلما تُعالَج الصخور الأسترالية الصلبة.

في المقابل، تولّد المحاليل الملحية في تشيلي انبعاثات منخفضة وسط مخاوف بشأن توافر المياه، وفقًا لما نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية (The Financial Times).

وقد يكلف إنتاج الليثيوم القائم على الميكا أكثر من طريقة إنتاج أستراليا للصخور الصلبة، التي تنتج ما يقرب من نصف إمدادات العالم، بسبب تركيز الليثيوم المنخفض في الصخور.

ويُصر الرئيس التنفيذي لشركة كورنيش ليثيوم، جيريمي راثال، على أن تقنية شركة كورنيش ليثيوم تنطوي على إمكانات، مشيرًا إلى أن الشركة الصينية المصنعة للبطاريات (كاتل) تطور مشروعًا يعتمد على الميكا في منطقة جيانشياو.

وقال راثال: "إن الصينيين هم أفضل مبتكري المعادن على هذا الكوكب.. سوف يقومون بتعدين الليثيوم من الميكا، وهو في الواقع شيء ذكي جدًا يجب القيام به".

ويمتلك راثال طموحات لاستخراج الليثيوم من المياه الجوفية الحرارية الغنية بالمعادن التي تتدفق عبر الشقوق في الغرانيت غير المنفذ بالقرب من قرية بلاك ووتر في مقاطعة كورنوول.

وهذا يعطي شركة راثال طريقة استخراج جديدة باستخدام تقنيات الحفر وضخ السوائل في صناعة النفط والغاز بدلًا من تقنيات التعدين التقليدية.

ومع ذلك، كما هو الحال مع طريقة الميكا، فإن فصل الليثيوم عن الماء باستخدام المرشحات والخرز والأغشية هو تقنية غير مثبتة على نطاق تجاري.

وقد تمثّل الطبيعة غير المجرّبة للاستخراج مشكلة بالنسبة لجمع الأموال، خصوصًا مع انخفاض أسعار الليثيوم بنسبة 44% إلى 42 ألف دولار للطن هذا العام بعد أن خفضت الصين دعمها للسيارات الكهربائية.

ويقول المحللون إن دعم الدولة لمشروعات التعدين قد يظل ضئيلًا في ظل حكومة محافظة؛ فقد تلقّى كل مشروع من مشروعات شركة كورنيش أقل من 10 ملايين جنيه إسترليني (13.10 مليون دولار) في شكل منح عامة.

على النقيض من ذلك، أنشأت فرنسا صندوقًا بقيمة ملياري يورو (2.25 مليار دولار) للمعادن الحيوية من القطاعين العام والخاص، وقدّمت الولايات المتحدة مِنحًا بقيمة 1.4 مليار دولار لـ8 مشروعات في سلسلة توريد الليثيوم تغطي ما يقرب من 40% من إجمالي تكاليف التطوير.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق