التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير السياراترئيسيةسيارات

تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية في الصين يخفض أسعار الليثيوم والكوبالت

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • توقعات بأن تظل أسعار المعادن المستعملة في السيارات الكهربائية منخفضة بعض الوقت
  • انتهاء دعم السيارات الكهربائية في الصين نهاية العام الماضي أدى إلى تباطؤ الطلب
  • توجد خطط في جميع أنحاء العالم لزيادة إنتاج معادن البطاريات
  • أستراليا تنتج نصف الليثيوم في العالم، بينما تنتج تشيلي 20% إلى 30%

نظرًا لتباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية في الصين، تتجه أسعار المعادن المستعملة في تصنيعها -على سبيل المثال، الليثيوم والكوبالت- إلى الانخفاض، مع تراجع قيمة الليثيوم بنسبة 50% تقريبًا عن الذروة الأخيرة في الخريف الماضي.

ويتوقع المحللون أن تظل أسعار المعادن، بما في ذلك الكوبالت والنيكل، منخفضة لبعض الوقت، إذ يخطط منتجو الموارد لتوسعة الإنتاج، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويمكن أن يؤدي هذا الاتجاه، بدوره، إلى انخفاض أسعار السيارات الكهربائية نفسها، ما يزيد من انتشارها، كما يتوقع بعض الخبراء، حسبما نشره موقع نيكاي آسيا (asia.nikkei) في 30 يونيو/حزيران.

أسعار معادن بطاريات السيارات الكهربائية

بيعَت كربونات الليثيوم، وهو معيار لأسعار الليثيوم، بمتوسط 177 ألفًا و500 يوان (24 ألفًا و500 دولار) للطن من منتصف أبريل/نيسان إلى أواخره، في بيانات نشرتها أرغوس ميديا.

وكان هذا هو أدنى مستوى خلال 19 شهرًا تقريبًا، وبانخفاض 69% عن أعلى مستوى له على الإطلاق في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في البيانات القابلة للمقارنة التي تعود إلى عام 2016.

وبدأت الأسعار في الارتفاع مرة أخرى، عندما خفض المنتجون الإنتاج، ثم استقرت في يونيو/حزيران.

عمال داخل مصنع لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية
عمال داخل مصنع لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية - أرشيفية

وانخفض السعر البالغ 310 آلاف يوان (42 ألفًا و692 دولار)، يوم الثلاثاء 27 يونيو/حزيران، بنسبة 45% عن ذروة نوفمبر/تشرين الثاني، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت الأسعار الفورية الأوروبية للكوبالت، التي تعدّ بمثابة المعيار الدولي، نحو 15.25 دولارًا للرطل يوم الثلاثاء 27 يونيو/حزيران، وهو أدنى مستوى منذ أغسطس/آب 2020، وانخفض هذا السعر بنسبة 62% عن ذروة مايو/أيار 2022.

في المقابل، أغلقت العقود الآجلة للنيكل يوم الإثنين 26 يونيو/حزيران عند 20305 دولارات للطن لعقود مدتها 3 أشهر في بورصة لندن للمعادن، متراجعة بنسبة 63%عن أعلى مستوى سجلته في مارس/آذار 2022.

وبدأت أسعار معادن البطاريات في الارتفاع في عام 2021، لتصل إلى مستويات قياسية في العام التالي، وكان الدافع وراء هذا الاتجاه هو الطلب المتوقع وسط التحول العالمي نحو تقليل انبعاثات الكربون.

السيارات الكهربائية الجديدة

تضاعف الإنتاج الصيني لما يسمى بسيارات الطاقة الجديدة (السيارات الكهربائية) في عام 2022، ما دفع صانعي مواد البطاريات إلى الاندفاع لشراء المعادن، ولم يستطع الإنتاج في المناجم مواكبة الطلب.

وأسهمت قيود العرض بارتفاع الأسعار، وفي بورصة لندن للمعادن، ضخ المضاربون الأموال في صفقات النيكل، وراهنوا على ارتفاع الطلب.

وحصلت نقطة التحول عندما بدأ إنتاج السيارات الكهربائية في الصين في التباطؤ 2023 منذ سبتمبر/أيلول 2022، حتى نهاية الشهرين الأولين من العام الجاري، وفقًا للمكتب الوطني الصيني للإحصاء.

بي واي دي الصينية تعرض مجموعة من سياراتها الكهربائية الجديدة
بي واي دي الصينية تعرض مجموعة من سياراتها الكهربائية الجديدة- أرشيفية

وتضاعف إنتاج السيارات الكهربائية في الصين العام الماضي، لكن الزيادة بلغت 37% فقط في العام خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار من هذا العام.

وأدى انتهاء دعم السيارات الكهربائية في الصين في نهاية العام الماضي إلى تباطؤ الطلب، وساعد انتشار بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم للسيارات الكهربائية، التي لا تستعمل الكوبالت أو النيكل، في خفض الأسعار.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الصينية تقدّم تخفيضًا ضريبيًا على السيارات الجديدة، لكن الخبراء يعتقدون أن التأثير في الطلب سيكون ضئيلًا وقصير الأجل.

وأعلنت الحكومة الصينية، في 21 يونيو/حزيران الجاري، تمديد سياستها التفضيلية لضريبة شراء السيارات الكهربائية الجديدة حتى نهاية عام 2027، بهدف دعم تنمية قطاع المركبات الخالية من الانبعاثات وتحفيز استهلاك السيارات.

وقال كبير الاقتصاديين لدى معهد إيتوتشو للأبحاث في اليابان، أتسوشيتا كيدا: "إن شهية الأسر للإنفاق ضعيفة، وسيكون تأثير الارتقاء محدودًا، والنتيجة الإجمالية هي أن المصنّعين قد توقفّوا عن التدافع لشراء معادن البطاريات، وتراجعت الأسعار".

زيادة إنتاج معادن البطاريات

توجد خطط في جميع أنحاء العالم لزيادة إنتاج معادن البطاريات، وتنتج أستراليا نصف الليثيوم في العالم، بينما تنتج تشيلي 20% إلى 30%.

ويوجد العديد من المشروعات تمضي على قدم وساق لزيادة الإنتاج في كلا البلدين، إذ سيتضاعف إنتاجهما المشترك في عام 2030 مقارنة بعام 2019، بحسب توقعات الخبراء.

ويتوقع مصرف الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس أن تنخفض أسعار الليثيوم بشكل حادّ عن المستويات الحالية في السوق الفورية.

في إندونيسيا، أكبر منتج للنيكل، يستعد المصنّعون لزيادة الإنتاج. وتوجد خطط لتوسيع إنتاج الكوبالت في الكونغو المنتج الرئيس، حسبما نشره موقع نيكاي آسيا (asia.nikkei) في 30 يونيو/حزيران.

وقال رئيس قسم المعادن والسبائك المتخصصة لدى شركة هانوا اليابانية لتجارة المعادن، جونيتشيتو مونو: "لن نشهد نقصًا كبيرًا في الكوبالت لبعض الوقت."

تستعد أسعار معادن البطاريات المنخفضة لزيادة انتشار السيارات الكهربائية، إذ أفادت وكالة الطاقة الدولية في توقعات صدرت في أبريل/ نيسان، أنه إذا استمرت أسعار الليثيوم في الانخفاض، "فقد يترجَم ذلك إلى انخفاض أسعار البطاريات".

ونظرًا إلى أن البطاريات تمثّل ثلث تكاليف إنتاج السيارات الكهربائية، فإن تأثير الأسعار المنخفضة سيكون كبيرًا.

في الوقت نفسه، من المتوقع أن يرتفع الطلب على الليثيوم في المدى الطويل.

ترى وكالة الطاقة الدولية أن الطلب يتضخم إلى نحو 13 ضعفًا لمستويات 2021 في عام 2050، إذا تمّ تحقيق أهداف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارية في ذلك الوقت، وأوضحت الوكالة أن أسعار الكوبالت ستتضاعف 3 مرات، وستتضاعف أسعار النيكل.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق