تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

3 مكاسب لتطوير طاقة الرياح في اليابان (تقرير)

أسماء السعداوي

تمضي طاقة الرياح في اليابان بخطى وئيدة، رغم اعتماد البلد الآسيوي بصورة كبيرة على واردات الوقود الأحفوري والطاقة النووية، وهو ما يُرهق خزينتها ويستنزف احتياطي العملة الأجنبية.

وعلى الجانب الآخر، تحمل طاقة الرياح منافع هائلة، كما تُعدّ خيارًا عمليًا لتحقيق استقلال الطاقة وأهداف إزالة الكربون وتوفير كهرباء بأسعار رخيصة للمستهلكين، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ولتحقيق ذلك، ينبغي على الحكومة -أولًا- التخلص من الأعباء الإدارية وتقديم سياسات أكثر طموحًا، حتى تتخلص اليابان من اتهامات التأخر المناخي، بحسب تقرير نشرته منصة "إنرجي تراكر آسيا" (energytracker.asia).

وهزّت فضيحة فساد مدوّية صناعة الرياح، بعدما أُطيح بالبرلماني أكيموتو ماساتوشي المعروف بدعمه للقطاع على خلفية اتهامات بتلقّيه رشوة من رئيس شركة "جابان ويند ديفيلوبمنت" (Japan Wind Development) ماسايوكي تسوكاواكي، للحصول على دعمه للفوز بمشروعات بحرية حكومية في خليج موتسو.

وفي مطلع شهر أغسطس/آب 2023، قررت السلطات تعليق إقامة مشروعات بقطاع طاقة الرياح في اليابان، بسبب مخاوف من اصطدام الصقور الجبلية والنسور الذهبية المهددة بالانقراض بتوربينات الرياح.

ويصعب الحصول على موافقات رسمية للمشروعات دون استصدار التوصيات الخاصة بحماية الطيور، رغم أنها غير مُلزمة قانونًا.

أهداف وإمكانات الرياح في اليابان

تستهدف طوكيو أن تشكّل طاقة الرياح في اليابان نحو 5% من مزيج الكهرباء، والطاقة النظيفة عمومًا ما بين 36 و38% بحلول عام 2030، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ووضع البلد الآسيوي هدف خفض الانبعاثات المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 46% بحلول عام 2030، وصولًا إلى تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول 2050.

وحاليًا، تبلغ القدرة المركبة لطاقة الرياح البرية 4.5 غيغاواط و52 ميغاواط للرياح البحرية، وتخطط البلاد لإضافة 3.5 غيغاواط لقدرات الرياح البرية ونحو 1 غيغاواط للرياح البحرية بحلول عام 2026.

ومن المتوقع نمو سوق طاقة الرياح البحرية إلى أكثر من 6 غيغاواط بحلول 2030، وتعتزم الحكومة دعم تركيب 600 توربين رياح بحري بحلول العام نفسه، لإضافة 6 غيغاواط، ارتفاعًا من 59 توربينًا بقدرة 190 ميغاواط حاليًا، بحسب بيانات مركز كلاركسونس للأبحاث في تقرير نشرته منصة "ري نيوز.بيز" (renews.biz).

وتقول جمعية طاقة الرياح اليابانية، إن هناك إمكانات وافرة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح، ولذلك اقترحت رفع هدف زيادة قدرات الإنتاج إلى 140 غيغاواط بحلول عام 2050، مقارنة بنحو 5 غيغاواط فقط حاليًا.

وتفصيليًا، ستأتي 40 غيغاواط من الرياح البرية و40 غيغاواط من الرياح البحرية و60 غيغاواط من الرياح البحرية العائمة.

وفي حالة الوصول لتلك القدرات، يمكن لطاقة الرياح تلبية نحو ثُلث الطلب على الكهرباء في اليابان، وحسب تقديرات البنك الدولي، لدى جغرافية اليابان القدرات التقنية لإنتاج نحو 550 غيغاواط من الكهرباء بوساطة طاقة الرياح البحرية.

وتشير تقديرات أخرى إلى قدرة تزيد على أكثر من 9 آلاف تيراواط/ساعة سنويًا، وهو ما يفوق بـ9 أضعاف الطلب المتوقع على الكهرباء في 2050.

كما تقول دراسات، إن اليابان تمتلك موارد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البحرية بزيادة 14 ضعف المطلوب لتوليد 100% من الكهرباء من مصادر متجددة.

وعلى نحو خاص، تمتلك المنطقة الاقتصادية الخاصة القدرة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح البحرية، بمقدار أكثر من 50 ضعف معدلات الاستهلاك الحالية.

توربينات رياح في اليابان
توربينات رياح في اليابان- الصورة من "ocean-energyresources"

3 مكاسب

من المتوقع أن يقدّم تطوير طاقة الرياح في اليابان حلًا قويًا لمشكلات الوقود الأحفوري، وخاصة ارتفاع التكاليف، إضافة إلى تحقيق استقلال الطاقة وخفض الانبعاثات وتحسين سمعة البلاد.

وتقدّر جمعية طاقة الرياح أن تحقيق الأهداف الموضوعة سيجلب منافع اقتصادية هائلة تُقدَّر بنحو 44.4 مليار دولار سنويًا في 2050، بالإضافة لتوفير 355 ألف فرصة عمل، وخفض التكاليف السنوية لواردات الوقود الأحفوري بنحو 16.7 مليار دولار سنويًا.

ويشير تقرير الرياح العالمي 2023، الصادر عن المجلس العالمي لطاقة الرياح، إلى أن تقنيات طاقة الرياح خفضت بصورة كبيرة تكلفة إنتاج الكهرباء على مدار الـ20 عامًا الماضية.

وكانت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من بين أرخص موارد توليد الكهرباء على مستوى العالم، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب خطة الحياد الكربوني المحلية، ستكون طاقة الرياح البحرية أرخص من محطات الفحم، ودون انقطاع للإمدادات، كما ستكون تقنيات الرياح البحرية العائمة (الأكثر تعقيدًا وتكلفة) أرخص من، أو تتساوى مع، بدائل الفحم الأكثر تنافسًا حاليًا.

وستنخفض تكلفة بناء قدرات الرياح البحرية الجديدة، دون نظيرتها من محطات الطاقة النووية الجديدة أو الفحم، مع تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.

طاقة الرياح

استقلال الطاقة

تستورد اليابان 90% من احتياجات الطاقة، كما أنها أحد كبار مستوردي الغاز المسال عالميًا، ومن شأن منح الأولوية للطاقة المتجددة أن يساعد في تخفيف عبء فاتورة الواردات الباهظة.

ويقول خبراء، إن إقامة مزرعة رياح عائمة بقدرة 1 غيغاواط يمكن أن تحلّ محلّ 0.8 مليار متر مكعب من الغاز.

وكان من الممكن أن تحُول مزرعة رياح بقدرة 1 غيغاواط دون دفع 928 مليون دولار، هي تكلفة استيراد الغاز الطبيعي في عام 2022.

وسيساعد التحول من الفحم والغاز في توليد الكهرباء إلى طاقة الرياح في اليابان -بالإضافة إلى مصادر الطاقة المتجددة الأخرى- في حل مشكلة أصول البنية الأساسية المهجورة المرتبطة بالوقود الأحفوري، والتي تُقدَّر قيمتها بالمليارات.

ويمكن أن تعزز طاقة الرياح في اليابان مسيرة إزالة الكربون، وإزالة اتهامات بـ"التأخر المناخي"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب تقديرات، يمكن إزالة 90% من الكربون من قطاع الكهرباء عبر رفع حصة الرياح البحرية إلى 18% فقط.

مزرعة رياح بحرية
مزرعة رياح بحرية - الصورة من "إيكونوميك تايمز-إنرجي وورلد"

 

تحديات وتوصيات

يقول خبراء، إن طوكيو تفتقر للبنية الأساسية المتينة لتنفيذ طموحات طاقة الرياح في اليابان.

وفي هذا الصدد، حذّرت وكالة الطاقة الدولية من أن نجاح نشر مشروعات الرياح البحرية يعتمد على تطوير قدرات شبكة الكهرباء على البر، لذلك فإن الفشل في تطوير وتوسعة الشبكة سيبدّد إمكانات الرياح البحرية الهائلة.

كما يُعدّ وضع آلية تسعير تنافسية للكربون خطوة حاسمة لتشجيع الاستثمارات في صناعة الرياح، لأن آلية الضرائب الحالية على الكربون تلقى معارضة شديدة، ولذلك فهي الأدنى عالميًا.

وتتضمن مقترحات التطوير الأخرى حل مشكلة المدة الزمنية الطويلة التي يستغرقها إصدار تقييم الأثر البيئي اللازم للمشروعات، وتسهيل عمليات توصيل المشروعات بالشبكة، وتوضيح قواعد العطاءات، وضمان شراء إنتاج الكهرباء، واستكمال ودعم صناعة الرياح البحرية، وزيادة التعاون بين القطاعين العام والخاص.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق