أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

إنتاج النفط الصخري الأميركي.. أنس الحجي يفسر ارتفاعه لمستويات تاريخية (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن إنتاج النفط الصخري الأميركي ارتفع إلى أعلى مستوياته تاريخيًا، إذ بلغ 13 مليون برميل يوميًا.

وأوضح الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قدّمها تحت عنوان "مستجدات أسواق الطاقة بين أميركا وإسرائيل"-، أن هذا الارتفاع أسهم في حفاظ الولايات المتحدة على المركز الأول عالميًا في إنتاج النفط.

وأضاف: "هناك خلاف بين الخبراء حول إذا ما كانت زيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي ستستمر أم لا، ولكن هناك جزئية مهمة يجب إدراكها، وهي: هل ستحاول إدارة الرئيس جو بايدن السيطرة على أسواق الغاز المسال العالمية؟".

السيطرة على العالم من خلال الطاقة

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إنه من الواضح الآن عبر أدلة عديدة، يمكن وصل بعضها ببعض لتكوين صورة، أن هناك هدفًا إستراتيجيًا أميركيًا من الدولة العميقة لاستعمال الطاقة لتعزيز سيطرة الولايات المتحدة على العالم.

وأوضح أن من بين هذه الأدلة الحديث عن السيارات الكهربائية، والخلاف مع الصين والأمور المتعلقة بذلك، ولكن من الواضح الآن أنه رغم سياسات التغير المناخي المعادية للنفط، فإن الدولة العميقة أدركت تمامًا أهمية ثورة إنتاج النفط الصخري الأميركي، وأهمية السيطرة وزيادة الإمدادات.

صادرات الغاز المسال الأميركية

 

ومن ثم -وفق الدكتور أنس الحجي- فإن أميركا تحاول الآن تعزيز العلاقات مع إيران وفنزويلا، وتحجيم العلاقات بين الصين وروسيا، في محاولة للسيطرة على أسواق الطاقة ككل، وليس فقط الغاز المسال.

وتابع: "كنا في السابق نتحدث عن الغاز المسال، ولكن الآن أصبح واضحًا تمامًا لماذا، لأنه أصبح هناك تركيز بصورة مفاجئة على صادرات الفحم وتأمين أسواق له، رغم أن الأميركيين يُعادون الفحم عداء شديدًا، ولكن ما دام أنه يُحرق في مكان آخر فلا توجد مشكلة لديهم".

ولفت إلى أن أميركا تحاول الآن -كما تفعل إسرائيل في غزة أو الضفة- السيطرة الكاملة على كل إمدادات الطاقة، مثلما تحاول إيران السيطرة على إمدادات الطاقة في العراق وسوريا ولبنان، فهو ما تحاول أميركا فعله ذاته مع أغلب دول العالم.

وأضاف: "إحدى الإشكاليات الآن في إنتاج النفط الصخري الأميركي، أنه بافتراض أن الزيادة توقفت تمامًا، هناك من يرى أن هذا سيؤدي إلى زيادة أسعار النفط، وهذا الكلام غير صحيح، لأنه بالنظر إلى البيانات والتفصيلات، نجد أن مشكلة الصخري أن نسبة الغاز والسوائل الغازية فيه كبيرة".

وأشار إلى أن هذا الأمر دائمًا يسبب مشكلة، إذ إن الزيادات أغلبها من السوائل الغازية التي لا تعد نفطًا، ولكن لأسباب محاسبية أميركية -خاصة لدى إدارة معلومات الطاقة- تم حسابها على أنها نفط خام، ولكن وجود السوائل والغاز في آبار النفط يسبب خسائر للشركات.

ماذا فعلت شركات النفط الأميركية؟

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الشركات الأميركية تعاملت مع أزمة زيادة الغاز والسوائل الغازية ضمن إنتاج النفط الصخري الأميركي، من خلال التركيز على الطبقات التي تحتوي على النفط المرغوب.

ومن ثم -وفق الحجي- فقد قلَّت نسبة السوائل الغازية والغاز، وبالتالي فإنه حتى إذا لم يشهد إنتاج النفط الصخري الأميركي زيادة على الإطلاق، فإنه ضمن هذه الـ13 مليون برميل يوميًا التي بلغها حجم الإنتاج، سيزيد خلال الأشهر المقبلة.

إنتاج النفط الصخري الأميركي

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن ما سيترتب على ذلك أنه ستكون هناك زيادة في الإمدادات، دون أن ينتبه المتخصصون إلى ذلك، لأن الرقم الكلي ثابت وهو 13 مليون برميل يوميًا.

ولفت إلى أن هذا الأمر يُعد إشكالية سيتحتم على أوبك التعامل معها، لأنه حتى أوبك ووكالة الطاقة الدولية لا تعلم أي منهما شيئًا عن هذه التفاصيل، وأنه يمكن أن يزيد إنتاج النفط الأميركي، رغم أن الرقم الكلي ثابت أو يتناقص.

السيطرة على أسواق الغاز المسال

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن حكومة بايدن تحاول بصورة كبيرة السيطرة على أسواق الغاز المسال في العالم، والغريب في الأمر أن كل ما يحدث في غزة الآن يخدم صناعة الغاز المسال الأميركية.

وأضاف: "كما ذكرنا سابقًا في الحلقة الخاصة عن غزة، فإن وقف تصدير الغاز المسال المصري إلى أوروبا يخدم الغاز الأميركي، فالآن ليس هناك أي أمل لعبور أنبوب غاز عبر شرق المتوسط إلى أوروبا، هذا الموضوع انتهى تمامًا، وهو أمر يصب في صالح الأميركيين".

كما أن عسكرة المنطقة أمام قناة السويس تعرقل الغاز القطري، ومحاولة الأميركيين أن يرسلوا أو يوقعوا عقودًا طويلة الأجل مع الصين، التي يعدونها عدوًا ويحاربونها، والآن يتوددون لها بعقود طويلة الأجل للغاز، وهو ما جرى توقيعه بالفعل خلال وقت سابق.

شاحنات لنقل الغاز المسال في أحد المواني القطرية
شاحنات لنقل الغاز المسال في أحد المواني القطرية

وتابع: "من الواضح تمامًا أن هناك تحركًا أميركيًا كبيرًا على كل المستويات للسيطرة العالمية على الطاقة، والتأثير من خلالها، على غرار ما تفعله إسرائيل أو إيران في هذا المجال، فالموضوع يجب مراقبته بشدة، لأنه ستكون له آثار كبيرة في المستقبل".

ولفت إلى أنه من ضمن المعروف أن إدارة بايدن حققت ما تريده فيما يخص السيطرة على أسواق الغاز في أوروبا، والمثير في الأمر أن شركات الغاز الأميركية تسيطر على وضع الطاقة في أوروبا، في حين شركات الطاقة الأوروبية تحاول السيطرة على الطاقة المتجددة في أميركا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق