التقاريرتقارير السياراتتقارير دوريةرئيسيةسياراتوحدة أبحاث الطاقة

مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا قد تتجاوز مليون وحدة.. هل تواصل النمو؟

معايير قياس الحصة السوقية تتعرض لانتقادات تحليلية

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا تقترب من 14 مليون وحدة خلال 2023
  • طفرة نمو هائلة في المبيعات الأوروبية بنسبة 20% إلى 3.3 مليون وحدة
  • معايير تحليل مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا تتعرض لانتقادات منهجية
  • منحنى استهلاك السلع الاستهلاكية المنزلية لا يصلح مع السيارات الكهربائية
  • كبرى الشركات الأميركية تخفض أهدافها بالفعل مثل فورد وجنرال موتورز

تشهد مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا طفرة قوية خلال السنوات الأخيرة، بقيادة شركة تيسلا الرائدة في الصناعة، إذ تحاول اللحاق بالصين التي تقود الزخم عالميًا.

وتتجه مبيعات السيارات الكهربائية العالمية نحو تسجيل رقم قياسي جديد قد يتجاوز 14 مليون سيارة هذا العام (2023)، بزيادة 35% عن العام الماضي، وفق تقرير حديث حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه.

وتقود الصين هذه الطفرة المتوقعة في مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا، إذ شكّلت السيارات التي تعمل بالبطاريات 38% و32% من إجمالي مبيعات سيارات الركاب خلال شهري أغسطس/آب، وسبتمبر/أيلول الماضيين على التوالي، بحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.

كما تتجه مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا إلى تسجيل طفرة نمو بنسبة 20%، لتصل إلى 3.3 مليون وحدة هذا العام، رغم تخفيضات برامج الدعم الموجهة في بعض الأسواق الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا.

توقعات مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا

رغم انتعاش سوق السيارات الكهربائية في أميركا واتجاه المبيعات نحو الارتفاع بنسبة 40% خلال هذا العام، لتتجاوز حاجز المليون سيارة لأول مرة، فإن السوق ما زالت متخلفة كثيرًا عن المنافسين في الصين وأوروبا والهند، بحسب تقرير بلومبرغ نيو إنرجي الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وتتوقع بلومبرغ أن يصبح طراز السيارات الكهربائية "واي" من شركة تيسلا "Tesla" الأكثر مبيعًا في العالم هذا العام، مقارنة بأنواع المركبات الكهربائية الأخرى المطروحة في الأسواق، وذلك بعد نجاحه في اقتحام المراكز الـ5 الأولى في عام 2022.

سيارة تيسلا موديل واي
سيارة تيسلا موديل واي - الصورة من Insid Eevs

كما ترجح شركة الأبحاث استحواذ مبيعات شركتي تيسلا الأميركية، وبي واي دي الصينية "BYD"، على 6% من سوق السيارات العالمية هذا العام.

ووسعت شركة بي واي دي الصينية من تشكيلة طرازاتها وقدراتها التصنيعية بصورة كبيرة، ما مكنها من اختراق الأسواق الخارجية بما في ذلك السوق الأوروبية التي تتجه إليها الآن بصورة متزايدة، بحسب خرائط السوق التي ترصدها وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.

وتُعد قصة تحول الشركة من كيان مغمور في إنتاج البطاريات إلى شركة عالمية عملاقة في صناعة السيارات، واحدة من أكثر قصص النجاح البارزة في تاريخ الصناعة، على حد وصف رئيس قسم أبحاث النقل المتقدم في بلومبرغ، كولن ماكراشر.

توقعات محطات الشحن

يمتد التفاؤل بشأن مبيعات السيارات الكهربائية إلى البنية التحتية للشحن والبطاريات، وسط توقعات بتسجيل رقم قياسي في تركيب محطات الشحن العامة الجديدة، ليصل عددها إلى 1.4 مليون محطة أو نقطة شحن في عام 2023.

وارتفع معدل استعمال محطات أو نقاط الشحن المخصصة للمركبات الكهربائية بصورة متزايدة خلال السنوات الأخيرة، ما يشجع المشغلين على التوسع استنادًا إلى حسابات تكلفة واقتصادات مشجعة على الاستثمار.

وما يزال الحصول على اتصالات مناسبة بالشبكة يمثّل تحديًا أمام صناعة السيارات الكهربائية، لكن هناك عددًا متزايدًا من مراكز الشحن الكبيرة يجري بناؤه حول العالم، لتمكين سيارات الركاب والشاحنات التجارية من الوصول إلى المحطات بسهولة مستقبلًا.

أما بالنسبة إلى قطاع تصنيع البطاريات، فتشير الدلائل إلى أن أسعارها في عام 2023، ستواصل استئناف مسيرتها المنخفضة منذ عقود بعد ارتفاعها قليلًا خلال العام الماضي.

ويرجع السبب في تراجع أسعار البطاريات إلى انخفاض أسعار الليثيوم ومعادن البطاريات الأخرى، ما يمثل فرصة أمام الشركات المصنعة للتوسع والانتشار في أسواق جديدة.

كما يمكن للشركات الاستفادة من التقدم التقني المحرز في قطاع تصنيع البطاريات، مع بدء تسويق كيميائيات جديدة من البطاريات مثل بطاريات أيون الصوديوم التي قد تنافس بطاريات الليثيوم أيون باهظة الثمن.

لماذا السوق الأميركية غامضة؟

رغم التطورات الإيجابية في الصناعة والطفرة المحققة بسوق السيارات الكهربائية في أميركا، فإنها ما زالت متأخرة عالميًا مقارنة بالأسواق المنافسة، كما تعاني غموض منهجية حسابات النمو والمبيعات، بحسب تقرير بلومبرغ نيو إنرجي.

وتشهد سوق السيارات الكهربائية في أميركا حالة ملحوظة من عدم اليقين في الوقت الحالي، مع تراجع شركات كبرى عن أهدافها الخاصة، لا سيما فورد وجنرال موتورز خلال الأشهر الأخيرة.

كما تعرّضت الشركات الناشئة للخسائر، إلى جانب حالة من عدم الارتياح والتشاؤم التي أبداها إيلون ماسك -صاحب شركة تيسلا الأميركية الرائدة- في تعليقه على نتائج الأعمال الأخيرة.

وبات المستهلكون أكثر ترددًا في عديد من الأسواق، إذ ما يزال طرح الشاحنات الكهربائية الصغيرة بأسعار تنافسية أمرًا بالغ الصعوبة بسبب الحجم والوزن الزائدين.

كما أصبحت السيارات الكهربائية في أميركا موضوعًا مسيسًا بصورة متزايدة، إذ تتركز الغالبية العظمى من المبيعات حتى الآن في الولايات الزرقاء، التي تميل للحزب الديمقراطي.

وتشير هذه المفارقة إلى وجود علاقة ارتباطية ما بين شراء السيارات الكهربائية وأنماط التصويت في الانتخابات الأميركية، وربما تتطور هذه العلاقة وتقوى بمرور الوقت، بحسب تحليل رئيس قسم النقل المتقدم في بلومبرغ كولن ماكراشر.

نقد الافتراضات التحليلية للسوق

تمثل ظروف الاقتصاد الكلي عاملًا من عوامل الغموض في سوق السيارات الكهربائية في أميركا، إذ يرجح أن تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة وتعثر أسعار المنازل وعدم اليقين في سوق الأوراق المالية إلى إضعاف حماس المشترين للمركبات الكهربائية.

ورغم هذه الظروف غير المواتية للسوق فإن الاقتصار عليها سيكون مبالغًا فيه، خاصة في ظل وجود تساؤلات جادة حول مدى اهتمام المستهلكين الأميركيين في التحول إلى الكهرباء وبأي ثمن.

ويُفترض من الناحية النظرية أن تكون سوق السيارات الكهربائية في أميركا قد وصلت إلى نقطة الانطلاق، إذ يظهر التحليل النظري العام أن مبيعات المركبات الكهربائية تميل إلى التسارع في مكان ما بنسبة تتراوح بين 5% و8%، ثم تنطلق بعد ذلك إلى مستويات أعلى وانتشار أوسع وعندها يتغير كل شيء، استنادًا إلى متتالية منحنى "S" في تحليل الاستهلاك العام.

ورغم استعمال هذا المنحنى في تحليل أسواق السيارات الكهربائية الناشئة، فإنه يواجه مشكلات في افتراض حدوث الطفرة الاستهلاكية في كل مكان، بحسب رئيس قسم أبحاث النقل المتقدم في بلومبرغ كولن ماكراشر.

ويشكك كولن في هذا التحليل لاعتماد نقطة الانطلاق المفترضة للمبيعات على عدد صغير نسبيًا من البلدان التي لديها برامج سياسية داعمة للسيارات الكهربائية، ما يصعب من عملية حساب الطلب الإجمالي بصورة واضحة، إلا إذا جرى سحب برامج الدعم المختلفة في الوقت نفسه.

منحنى استهلاك السلع المنزلية لا يصلح

النقطة الثانية في نقد كولن تتعلق باستعارة منحنى "S" من تحليل السلع المنزلية أو الاستهلاكية مثل أجهزة التلفاز والراديو والهواتف الذكية إلى السيارات الكهربائية التي تبدو أسعارها متجاوزة للحد الأعلى للقدرة الشرائية لعموم البشر، خلافًا للسلع السابقة التي تبدو في متناول القدرة الشرائية لهم وإن ارتفعت أسعارها.

واستنادًا إلى هذه الفروق، يعتقد المحلل أن مسار انحدار منحنى سوق السيارات الكهربائية في أميركا سيأخذ شكلًا مختلفًا عن السلع الاستهلاكية الأخرى، وسيتوقف على مدى سرعة انخفاض تكاليفها، وليس على مدى سرعة تبني الأشخاص، كما في حالة أجهزة التلفاز أو الهواتف الذكية.

إلى جانب هذه الانتقادات، تستند أغلب الدراسات السابقة حول مدى سرعة تبني المنتجات الاستهلاكية إلى حساب حصتها من إجمالي المخزونات، وليس حصتها من المبيعات الجديدة في أي سنة معينة.

ويختلف هذا تمامًا بالنسبة إلى السيارات، فعلى الرغم من التوقعات التي تشير إلى السيارات الكهربائية ستشكل 18% من إجمالي مبيعات السيارات العالمية هذا العام (2023)، فإن ذلك لا يمثّل سوى 3% من إجمالي المركبات على الطريق.

يوضح الرسم التالي -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- حركة مبيعات السيارات الكهربائية في العالم منذ عام 2015 وحتى عام 2023:

مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا

وتشير هذه الانتقادات المنهجية إلى ضعف المعيار السائد في حساب حصة السيارات الكهربائية عالميًا، استنادًا إلى حصتها في المبيعات الجديدة، ما يتطلب تفكيرًا خارج الأطر التحليلية السائدة لتجاوز الغموض السائد في قطاع يشبه المياه المجهولة على تعبير كولن.

وتعرضت توقعات تبني السيارات الكهربائية على مستوى العالم لمراجعات مختلفة خلال السنوات الـ5 الماضية، للتحقق من مدى انتشارها ومستقبلها خلال السنوات المقبلة.

وتوقع محلل بلومبرغ أن تشهد السنوات القليلة المقبلة تخفيض التوقعات الأكثر تفاؤلًا، إذا استمرت حالة عدم اليقين السائدة في سوق السيارات الكهربائية لدى أميركا، خاصة بعد تراجع كبار الشركات المصنعة عن أهدافها مثل فورد وجنرال موتورز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق