سياراتأخبار السياراتأخبار الطاقة المتجددةأخبار الكهرباءرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

فورد تعترف بمشكلة احتراق بطارية شاحنة كهربائية وتُوقف الإنتاج مؤقتًا

الظاهرة تتفاقم من واشنطن إلى بكين

رجب عز الدين

اعترفت شركة فورد، الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، بمشكلة احتراق بطاريات إحدى شاحنات "بيك أب" التي تحمل علامتها التجارية، ما اضطرها إلى وقف الإنتاج مؤقتًا.

وأعلنت الشركة الأميركية العملاقة نشوب حريق في بطارية شاحنة كهربائية بيك أب، من طراز "إف 150 لايتنغ" في 4 فبراير/شباط 2023، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية المتخصصة.

وقالت فورد، إن هذه الشاحنة كانت في ساحة انتظار تابعة، عندما اشتعلت فيها النيران في أثناء عملية فحص الجودة قبل التسليم، ما أدى إلى وصول ألسنة اللهب إلى شاحنة أخرى قريبة.

وقف الإنتاج

فورد
سيارة فود بيك أب من طراز إف 150 لايتنغ - الصورة من موقع fox business

اضطرت الشركة إلى إصدار قرار وقف إنتاج هذا الطراز أوائل الأسبوع الماضي، لفحص مشكلة محتملة في البطارية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأصدرت فورد تطمينًا إلى العملاء الذين اشتروا طراز "إف 150 لايتنغ" من الأسواق، وما زالوا يستعملونه على الطرق السريعة، لكن تطمينها لم يجزم بأن شاحناتهم لن تتعرض للاحتراق بصورة مفاجئة، كما حصل مع السيارة المشتعلة في إحدى ساحات انتظار الشركة.

واكتفت فورد بقولها: "ليس لدينا سبب للاعتقاد أن شاحنات البيك أب من هذا الطراز، والموجودة لدى العملاء، قد تأثرت بهذه المشكلة.. ويمكن لبائعي التجزئة الاستمرار في بيع المركبات المتوافرة لديهم".

وشاحنات بيك أب هي إحدى الشاحنات الكهربائية التي تجمع بين استعمالات السيارات الخاصة وسيارات النقل بصورة جزئية، ويطلق عليها في بعض الدول العربية -مثل مصر- شاحنة نصف نقل.

نتيجة التحقيق خلال أسبوع

يراقب المستثمرون شاحنة بيك أب فورد -تحديدًا- بحرص شديد، لكونها أول طراز رئيس يطرح في السوق الأميركية، ما قد يهز ثقة المستهلكين بالشركة مستقبلًا، إذا تكررت هذه الحوادث بصورة متصاعدة.

وتعتقد فورد أنها وصلت إلى السبب الجذري لحادثة الاحتراق في البطارية، لكنها لم تفصح عنه حتى الآن، وما زالت تتوقع انخفاض الإنتاج حتى نهاية الأسبوع المقبل على الأقل.

ويتوقع مهندسو الشركة انتهاء التحقيق في المشكلة بحلول نهاية الأسبوع المقبل، مع إجراء تعديلات على عملية إنتاج بطارية الشاحنة، ما قد يستغرق بضعة أسابيع، وفقًا لشبكة سي إن بي سي الأميركية.

الرئيس التنفيذي منزعج

أبدى الرئيس التنفيذي لشركة فورد جيم فارلي، انزعاجه من الحادث، مشددًا على ضرورة أن تكون الشركة حازمة بشأن إزالة عيوبها التنظيمية بصورة مستمرة بسبب السجل الحافل بالإصلاحات المتكررة.

وقال فارلي: "يحتم على منصبي رئيسًا تنفيذيًا للشركة، أن أتأكد من إصلاح المشكلات بصورة جذرية، وألا أسمح بنموّها بعد رحيلي".

وأكد فارلي ضرورة زيادة مخصصات الإنفاق على الضمان والصيانة والإصلاحات، رغم تفوق فورد على منافسيها في هذا الباب بهامش كبير.

وتشتكي الشركة اتساع فجوة التكاليف مقارنة بالشركات الأميركية المنافسة في سوق السيارات والشاحنات الكهربائية.

الأعلى في تكاليف الضمان

يقدر المدير المالي للشركة جون لولر، حجم هذه الفجوة بما يتراوح بين 7 و8 مليارات دولار سنويًا، ويفسر ذلك بتعقد التشكيلة التي تقدمها فورد وزيادة إنفاقها على المواد والتصميم ومطالبات الضمان بصورة لا تقارن بالمنافسين.

وتفوّقت فورد في حجم الإنفاق على مطالبات الضمان والصيانة عن نظيراتها في السوق الأميركية، بفارق مليار دولار خلال عام 2022، وفقًا للمدير المالي.

وتحتل فورد المركز الثاني في سوق السيارات الكهربائية الأميركية، بعد شركة تيسلا المملوكة لرجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك.

ويرجع الفضل في هذا المقام إلى جهود إعادة الهيكلة الداخلية المتراكمة التي خطط لها ونفذها الرئيس التنفيذي جيم فارلي على مدار عامين متواصلين من قيادته الشركة.

نتائج أعمال محبطة

على الرغم من ذلك، واجهت الشركة الأميركية نتائج أعمال محبطة خلال الربع الأخير من العام الماضي، ما أسهم في خروج نتائج الأعمال السنوية كاملة بصورة مخيبة للتوقعات.

فورد
مقر شركة فورد في الولايات المتحدة - الصورة من رويترز

وسلّط الأداء المتراجع للشركة خلال الربع الأخير من 2022 الأضواء على مشكلات قطاع تصنيع الصواميل والمسامير وتأخره عن اللحاق بباقي القطاعات منذ سنوات، وهو ما لم ينكره الرئيس التنفيذي.

وانخفض صافي ربح الشركة إلى 2.6 مليار دولار -قبل خصم الفوائد والضرائب- خلال المدة من سبتمبر/أيلول إلى ديسمبر/كانون الأول 2022، مقارنة بتوقعات المحللين عند 3.45 مليار دولار.

وأسهمت الفجوة، البالغة 800 مليون دولار في الربع الأخير -إلى جانب بنود أخرى- في تكبد الشركة خسارة صافية بقيمة ملياري دولار عن العام الماضي كاملًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتشتكي فورد ضعف معدلات الربحية من أعمال السيارات الكهربائية في الوقت الحالي، وتأمل في تحقيق هامش ربح أعلى بحلول عام 2026، عندما تنتقل إلى تكثيف خطة الإنتاج وتنويع المنتجات مع خفض تكاليف البطاريات، المكون الأغلى في كل السيارات الكهربائية عالميًا.

افتتاح مصنع جديد للبطاريات

نجحت فورد في استقطاب مجموعة من الخبراء المختصين في مجال صناعة البطاريات، لتنفيذ خطة تستهدف تصغير حجم البطارية واستكشاف أنماط كيميائية مختلفة لتفاعلاتها تتناغم مع نهجها النظيف في تطوير الطرازات الكهربائية.

وتخطط الشركة الأميركية -هذا الأسبوع- لافتتاح مصنع لإنتاج البطاريات بتكاليف منخفضة في ولاية ميشيغان بتكلفة استثمارية قدرها 3.5 مليار دولار، بالتعاون مع شركة أمبركس تكنولوجي الصينية.

كما تتبنّى الشركة برامج أخرى لخفض التكاليف عبر تنظيم شبكة بيع السيارات الكهربائية وتوزيعها، ما قد يوفر 2000 دولار على الأقل لكل مركبة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتأمل الشركة في تحقيق هذا الخفض، عبر الانتقال إلى نظام جديد يعفي تجار ووكلاء السيارات من تخزين كميات أكبر، ويسهل عليهم إجراء عمليات البيع والشراء عبر الإنترنت بصورة أكبر.

ليست فورد وحدها

تواجه الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية مشكلة استدعاء بعض المركبات لأسباب مختلفة، لكن مشكلة البطاريات تثير قلقًا واهتمامًا خاصًا بالأمن والسلامة.

وليست فورد الشركة الوحيدة التي تتعرّض لاحتراق بطاريات إحدى مركباتها الكهربائية، فقد حصلت حوادث مشابهة مع طرازات من إنتاج شركتي شيفروليه وجنرال موتورز، كما حدثت مع طرازات من إنتاج بي إم دبليو الألمانية.

كما تنتشر هذه الظاهرة في طرازات مختلفة من السيارات الصينية، ما يجعلها مسألة عالمية متصاعدة الانتشار ما زالت تبحث عن حلول تقنية حاسمة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

مسلسل حرائق السيارات الكهربائية مستمر.. وبي إم دبليو تستدعي 83 وحدة (تقرير)
حرائق البطاريات تهدد ثورة السيارات الكهربائية.. وحلول للتغلب على الأزمة
مبيعات السيارات الكهربائية في 2022 تتجاوز 10 ملايين وحدة.. وتيسلا بالمرتبة الثانية

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق