صفقة قطر للطاقة وسينوبك.. الكشف عن طريقة التسعير وارتباطها بالنفط

أسماء السعداوي

2023-11-09

0 620

تم الكشف عن تفاصيل جديدة بشأن الاتفاقية طويلة الأمد لبيع وشراء الغاز المسال المُبرمة بين شركة قطر للطاقة وشركة الصين للبتروكيماويات "سينوبك" (Sinopec).

وبموجب الاتفاق الذي وقّعه الجانبان يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ستورّد قطر للطاقة 3 ملايين طن من الغاز المسال سنويًا من مشروع توسعة حقل الشمال الجنوبي، لمدة 27 عامًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، اليوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

ومن المحتمل تسعير الغاز المسال وفق معادلة تتضمن ارتباط جزء من سعر الغاز بأسعار النفط.

وسيبدأ سريان العقد مع دخول مشروع توسعة حقل الشمال الجنوبي حيز التشغيل، وفق ما نشرته وكالة "إس آند بي غلوبال" (spglobal).

ويتضمن مشروع توسعة حقل الشمال (أكبر حقل غاز في العالم) بناء 4 خطوط إنتاجية، لإنتاج إجمالي 32 مليون طن سنويًا، ومن المتوقع دخوله حيز التشغيل في عام 2026، كما ستجري توسعة حقل الشمال الجنوبي لإضافة خطَّي إنتاج بإجمالي قدرات 16 مليون طن سنويًا بدءًا من عام 2027.

وتسعى شركة قطر للطاقة إلى تسويق إنتاجها من الغاز لسنوات طويلة مقبلة، من خلال تنويع عملائها وفتح أسواق جديدة، بحسب ما جاء على لسان رئيسها التنفيذي المهندس سعد بن شريدة الكعبي، في شهر أغسطس/آب المنصرم (2023).

تفاصيل جديدة

تأتي اتفاقية بيع وشراء الغاز المسال طويلة الأمد في أعقاب اتفاقية سابقة وقّعها الجانبان في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي (2022)، لتورّد بموجبها قطر للطاقة 4 ملايين طن سنويًا من الغاز المسال لمدة 27 عامًا، وهي الأطول في تاريخ صناعة الغاز المسال العالمية.

وبحسب تقرير وكالة إس آند بي غلوبال، اتُّفِقَ على توفير المرونة لسينوبك في استقبال الشحنات بأيّ من محطات الاستيراد التابعة لها في الصين، وذلك طوال مدة سريان العقد.

وحاليًا، تدير سينوبك 5 محطات لاستيراد الغاز المسال في الصين، وهناك خطط لإنشاء المزيد منها.

موقع حقل الشمال الجنوبي في رأس لفان - الصورة من ميد

وبحسب التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة، فإن الاتفاق مع سينوبك بشأن عدد المحطات المستقبلة للغاز المسال أظهر درجة من المرونة في عقود قطر للطاقة.

فالعقود التي أبرمتها الشركة القطرية مع شل (Shell) وإيني (ENI) وتوتال إنرجي (TotalEnergies) ذكرت أن التسليم سيكون إلى محطة واحدة بعينها لكل شركة منها في أوروبا.

وحسب وكالة إس بي بلاتس، فإن الغاز المسال -بموجب العقد الجديد مع سينوبك- سيُسلَّم إلى سينوبك داخل الصين.

ويشير اتفاق بيع وشراء الغاز المسال طويل الأمد إلى اتّباع قطر للطاقة نهجًا يتطلع للأمام بهدف دعم استقرار إمدادات الطاقة عبر الاستعداد المحتمل لسعة التخزين المستقبلية، ما يشير إلى نظرة متفائلة لدى الشركة القطرية بشأن الطلب في المستقبل، أو توقّع بتحسّن الكفاءة في السوق الفورية.

وعلى جانب سينوبك، قال مشاركون بالسوق، إن الاعتبارات الإستراتيجية للشركة الصينية ربما تتضمن تأمين إمدادات كافية لتوسعاتها المقبلة في قدرات التخزين، بالإضافة لاستكشاف الفرص المتاحة بالسوق الفورية، وبذلك تعزز مكانتها في مشهد الطاقة.

شراكة بين قطر للطاقة وسينوبك

جاءت اتفاقية بيع وتوريد الغاز المسال جنبًا إلى جنب مع اتفاقية شراكة أخرى بموجبها ستحوّل قطر للطاقة إلى سينوبك 5% من حصتها في شركة مشروع مشترك تمتلك ما يعادل 6 ملايين طن سنويًا من طاقة إنتاج مشروع حقل الشمال الجنوبي من الغاز المسال سنويًا.

وهذه هي الاتفاقية الثانية من نوعها التي تُبرمها قطر للطاقة مع سينوبك منذ توقيع عقد الشراكة الأول بالعاصمة القطرية الدوحة في شهر أبريل/نيسان الماضي (2023)، والتي دخلت سينوبك بموجبها شريكًا في إحدى الشركات المشتركة المالكة لمشروع تطوير حقل الشمال الشرقي الذي يُعدّ أحد أهم المشروعات في صناعة الغاز المسال العالمية.

قطر للطاقة

وبحسب بيان صحفي أصدرته قطر للطاقة عبر موقعها الرسمي، لن تؤثّر اتفاقية الشراكة الأخيرة في حصص الشركاء الآخرين بالمشروع الضخم.

ووقّع الاتفاقيتين وزير الدولة لشؤون الطاقة العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة المهندس سعد بن شريدة الكعبي، ورئيس مجلس إدارة سينوبك الدكتور ما يونغ-شينغ في شانغهاي، بحضور عدد من كبار المسؤولين من الجانبين.

وتقول الشركة القطرية، إن الاتفاقيتين تشكّلان "علامة فارقة مهمة" في العلاقات الثنائية المتميزة بين الصين ودولة قطر، وكذلك بين سينوبك وقطر للطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..