أخبار النفطأخبار الغازالنشرة الاسبوعيةرئيسيةسلايدر الرئيسيةغازنفط

فشل بيع اكتشاف نفط وغاز في بحر الشمال.. ما علاقة مصر؟

دينا قدري

باءت صفقة بيع اكتشاف نفط وغاز في بحر الشمال بالفشل، بعد أن تعثرت شركة "كواترو إنرجي" البريطانية (Quattro Energy) في جمع الأموال اللازمة لإبرام الاتفاق مع نظيرتها "يونايتد أويل آند غاز" (United Oil & Gas).

وأعلنت "يونايتد" إنهاء اتفاقية شراء الأصول مع شركة "كواترو"، التي بموجبها وافق الطرفان على بيع الترخيص "بي 2519"، الواقع في وسط بحر الشمال بالمملكة المتحدة، والذي يحتوي على اكتشاف ماريا في المربع 15/18.

وقالت الشركة -في بيان حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه-، إنها قررت عدم التقدم للانتقال إلى المرحلة التالية من الترخيص "بي 2519"، نظرًا لأن المرحلة الحالية تنتهي في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وتتطلب حفر بئر للاستمرار بعد هذا التاريخ.

لذلك، من المتوقع أن تتوقف حصة الشركة في هذا الترخيص يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد استنفاد جميع السبل الأخرى المتاحة للتقدم.

وأكدت الشركة أن تركيزها سيظل منصبًا على المضي قدمًا بمشروع البيع في جامايكا، وأنشطة الحفر المقبلة في مصر، بما في ذلك حفر البئر الاستكشافية "إيه إس دي-إس-1 إكس" خلال وقت لاحق من العام الجاري (2023).

تفاصيل فشل صفقة البيع

أبرمت شركة "يونايتد أويل آند غاز" اتفاقية شراء أصول ملزمة في 17 يناير/كانون الثاني (2023) لبيع الترخيص "بي 2519" الذي يحتوي على اكتشاف "ماريا"، إلى شركة "كواترو إنرجي" مقابل 5.7 مليون جنيه إسترليني (6.95 مليون دولار أميركي).

وأعلنت "يونايتد" -في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2023- تمديد تاريخ انتهاء المهلة لتلبية شروط اتفاقية شراء الأصول الخاصة ببيع اكتشاف نفط وغاز في بحر الشمال، حتى 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ولم تستوفِ شركة "كواترو" شروط التمويل بموجب اتفاقية شراء الأصول بحلول تاريخ انتهاء المهلة الممتد، ولم يتفق الطرفان على تمديد آخر، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

إذ لم تتمكن من جمع الأموال لإكمال الصفقة، على خلفية التحديات التنظيمية والمالية الحالية التي تؤثّر في بحر الشمال بالمملكة المتحدة، والتي تقوّض ثقة المستثمرين بتقدم التطورات المحتملة في هذا القطاع.

وعلّق الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد" بريان لاركين: "على مدى السنوات الأخيرة، نجحنا بتحقيق أموال من مصالحنا في التراخيص في كل من بحر الشمال وإيطاليا، باستعمال العائدات لتمويل أنشطتنا في جامايكا وبحر الشمال".

وتابع: "لقد حددنا اهتمامنا بترخيص ماريا بوصفه غير أساسي لإستراتيجيتنا المستقبلية، وبناءً على ذلك قمنا بعملية شاملة أدت لاتفاق البيع إلى كواترو، وفقًا للشروط المعلنة في يناير/كانون الثاني من العام الجاري (2023)".

وقال: "منذ توقيع هذه الاتفاقية مع كواترو، سعينا إلى دعم جهودهم لجمع الأموال المطلوبة لإكمال هذه الصفقة، وكان هناك تفاعل منتظم مع فريق كواترو ومستشاريهم خلال تقدّمهم في عملية التمويل. ولذلك، كانت النتيجة مخيّبة للآمال لكلا الطرفين، نظرًا للبيئة التنظيمية والضريبية الصعبة في بحر الشمال، لم تتمكن كواترو من إكمال عملية التمويل الخاصة بها".

وأشار لاركين إلى أنه "طوال الـ12 شهرًا الماضية، تكبدت الشركة تكاليف الترخيص فقط فيما يتعلق بترخيص ماريا، الذي غُطِّيَت تكلفته فعلًا من خلال الوديعة غير القابلة للاسترداد البالغة 100 ألف دولار، والتي استُلِمَت في سبتمبر/أيلول".

احتياطيات هائلة في اكتشاف مهم

كان تاريخ انتهاء المهلة لتلبية شروط اتفاقية شراء الأصول الملزمة هو 16 أبريل/نيسان 2023، ووافقت الشركتان على تمديد لمدّة شهر واحد حتى 17 مايو/أيار 2023، ثم مرة أخرى حتى 31 يوليو/تموز، دون أن تنجح "كواترو" في الوفاء بالتزاماتها.

حصلت شركة "يونايتد" على الترخيص "بي 2519" في ديسمبر/كانون الأول 2020.

ويشمل اكتشاف "ماريا" -الذي يقع ضمن هذا الترخيص- المربعين "15/18 إي" و"15/19 سي"، اللذين يغطيان مساحة تبلغ نحو 225 كيلومترًا مربعًا، بالقرب من البنية التحتية الحالية في وسط بحر الشمال.

ويحتوي الترخيص على تقدير مستقل لموارد تبلغ 6.3 مليون برميل من النفط، و23.3 مليار قدم مكعّبة من الغاز (10.2 مليون برميل من النفط المكافئ)، وفق سيناريو الحالة المتوسطة.

وتشمل المنطقة اكتشافات "ماريغولد" و"يومان"، حيث تجري أنشطة تطوير كبيرة، وحقول النفط "بايبر" و"ماكولوتش" و"كليمور"، بحسب ما أفادت به منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).

وتوصلت شركتا "شل" و"إسو" إلى اكتشاف "ماريا" عام 1976، في أثناء الحفر، بحثًا عن أهداف أعمق مكافئة لـ"بايبر"، ولكن في ذلك الوقت لم يُعدّ مجديًا تجاريًا.

اكتشاف بايبر في بحر الشمال
اكتشاف بايبر في بحر الشمال - الصورة من منصة "إنرجي فويس"

تراخيص جديدة في بحر الشمال

تلقّى إنتاج بحر الشمال دفعة كبيرة، في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع عرض 27 ترخيصًا جديدًا في المناطق ذات الأولوية، فضلًا عن دمج 6 مربعات أخرى -كانت جاهزة أيضًا للعرض- في 5 تراخيص موجودة.

ومُنحت هذه التراخيص في وسط وشمال بحر الشمال وغرب شتلاند أولًا، للسماح للمشغّلين بالمضي قدمًا في خططهم لاستكشاف وتطوير موارد النفط والغاز، بحسب ما جاء في بيان صحفي، اطّلعت منصة الطاقة على تفاصيله.

وتأتي هذه التراخيص الجديدة ضمن جولة تراخيص النفط والغاز الـ33، التي أُطلِقَت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2022، مع إتاحة 931 مربعًا ومربعًا جزئيًا لتلقّي الطلبات.

في المجمل، تلقّت هيئة بحر الشمال الانتقالية (NSTA) 115 طلبًا من 76 شركة للحصول على 258 مربعًا أو مربعًا جزئيًا، عندما أُغلق باب التقديم في 12 يناير/كانون الثاني 2023.

وكانت هذه أعلى مشاركة منذ تقديم التراخيص في الجولة الـ29 عام 2016-2017.

وقالت وزيرة أمن الطاقة البريطانية كلير كوتينيو: "كما اعترفت لجنة تغير المناخ المستقلة، سنظل بحاجة إلى النفط والغاز على مدى العقود المقبلة، حيث نحقق الحياد الكربوني".

وتابعت: "من المنطقي أن نقلل اعتمادنا على الواردات الأجنبية، وأن نستعمل إمداداتنا الخاصة، فهذا أفضل لاقتصادنا وبيئتنا وأمن الطاقة لدينا".

وأكدت هيئة بحر الشمال الانتقالية أن هناك حاليًا 284 حقلًا بحريًا قيد الإنتاج في بحر الشمال بالمملكة المتحدة، وما يُقدَّر بنحو 5.25 مليار برميل من النفط المكافئ في إجمالي الإنتاج المتوقع حتى عام 2050.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الإنتاج السنوي من الحقول في بحر الشمال:

الإنتاج السنوي من الحقول في بحر الشمال

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق