أخبار النفطرئيسيةنفط

أزمة وقود الطائرات في باكستان تنتهي بـ"قرض عاجل"

أسماء السعداوي

وجدت أزمة وقود الطائرات في باكستان سبيلًا للخروج من براثن الخلاف مع شركة الوقود الوطنية، وهو ما تسبّب في شل حركة الخطوط الجوية على مدار الأسبوعين الماضيين، بعد إلغاء عشرات الرحلات.

وفي آخر التطورات، تمكّنت شركة الخطوط الجوية من إعادة حركة الطيران لطبيعتها، بعد تأمين قرض جديد بقيمة 500 مليون روبية باكستانية (1.8 مليون دولار أميركي)، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

(الروبية الباكستانية = 0.0036 دولارًا أميركيًا)

وكان شح الموارد المالية لدى الناقل الوطني السببَ وراء رفض شركة النفط الوطنية الباكستانية (بي إسو أو) تقديم إمدادات الوقود، بعد توقف الخطوط الجوية عن الدفع مقابل المستحقات المتأخرة.

وتواجه الخطوط الجوية أزمة مالية حادة، دفعت رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال أنور الحق كاركار، لتسريع عملية خصخصتها، بغية وقف نزيف الخسائر المستمر منذ التسعينيات.

حل أزمة وقود الطائرات في باكستان

أشار المتحدث باسم الخطوط الجوية الباكستانية إلى تسوية الخلاف المالي بين الناقل الوطني وشركة النفط الباكستانية؛ ما يسمح بزيادة تدفقات الوقود إلى شركة الطيران قريبًا، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا فرايداي تايمز" (thefridaytimes).

وألغت الخطوط الجوية نحو 375 رحلة داخلية ودولية خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب شح إمدادات وقود الطائرات في باكستان، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

طائرة تابعة للخطوط الجوية الباكستانية
طائرة تابعة للخطوط الجوية الباكستانية - الصورة من "khaleejtimes"

وكان من المقرر أن تدفع الخطوط الجوية مستحقات وقود الطائرات مقدمًا لشركة النفط الوطنية، إلا أن الأولى تخلّفت عن السداد؛ ما اضطرها إلى تعديل الرحلات بناءً على مدى توافر الوقود.

ورغم تراجع حجم المدفوعات؛ فإن شركة النفط لم تتوقف عن توفير الوقود، ومنحت الخطوط الجوية تسهيلات ائتمانية بقيمة 15 مليار روبية باكستانية (54.1 مليون دولار أميركي).

وتقول شركة النفط المملوكة للدولة إنها تواجه تحديات مالية بقيمة 765 مليار روبية باكستانية حاليًا، وإنها تعمل لتوفير وقود الطائرات في باكستان للخطوط الجوية، رغم مستحقاتها المتأخرة التي تبلغ قيمتها 26.8 مليار روبية حتى يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري (2023).

وبحسب البيان، تُجرى اتصالات بين الشركتين لإيجاد حل عملي للخروج من الأزمة.

وفي آخر جولة محادثات بين ممثلي الشركتين في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قالت شركة النفط الوطنية إنها قدّمت تسهيلات ائتمانية إضافية بقيمة 500 مليون روبية، لمساعدة الناقل الوطني.

أزمة نقدية حادة

بالإضافة إلى أزمة وقود الطائرات في باكستان، استغاثت وزارة الطيران بالحكومة، قائلة إنها تعاني أزمةً نقدية حادة، بحسب تقرير نشرته صحيفة داون (dawn) المحلية وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعاني باكستان ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع حجم احتياطيات النقد الأجنبي، ووافق صندوق النقد الدولي، في شهر يوليو/تموز 2023، على منحها قرضًا بقيمة 3 مليارات دولار، إلا أنه قدم عدة شروط كان من بينها رفع أسعار الغاز الطبيعي.

جاءت الاستغاثة بعدما اضطرت الخطوط الجوية الباكستانية، في منتصف شهر سبتمبر/أيلول (2023)، إلى وقف تشغيل بعض طائراتها مؤقتًا لضمان استمرار عملياتها خلال الأشهر القليلة المقبلة، مؤكدة عودة تلك الطائرات إلى الخدمة فور سداد مستحقات متأخرة.

وتضم قائمة الدائنين مؤجري الطائرات وموردي وقود الطائرات في باكستان وشركات التأمين ومشغلي المطارات المحليين والأجانب والاتحاد الدولي للنقل الجوي.

ونتيجة لتلك الديون، أوقفت شركة الطيران 5 من أصل 13 طائرة مستأجرة، ومن المحتمل أن تواجه 4 طائرات أخرى المصير ذاته.

وبحسب الوزارة، كانت شركتا بوينغ وإيرباص على وشك وقف توريد قطع غيار الطائرات بحلول منتصف سبتمبر/أيلول.

وبناءً على كل ذلك، طلبت الوزارة من الحكومة ضخ 23 مليار روبية، والسماح بوقف تسديد أي رسوم أو ضرائب أو مدفوعات للأجهزة المحلية، إلا أنها لم تقدم خطة عمل ملموسة وقابلة للتطبيق.

خصخصة الخطوط الجوية

وجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال أنور الحق كاركار، بتسريع خصخصة شركة الخطوط الجوية الباكستانية، لتقديم خدمات موثوقة للركاب، ولجعل الشركة على قدم المساواة مع معايير قطاع الطيران الدولي.

رئيس حكومة تصريف الأعمال في باكستان
رئيس حكومة تصريف الأعمال في باكستان - الصورة من "cfr"

 

وتملك الحكومة حصة 92% من أسهم الشركة التي تضاعف حجم خسائرها منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، بسبب عدم قدرتها على المنافسة وسوء الإدارة وعدم كفاية التمويل من بين أسباب أخرى.

ووصل حجم ديون الشركة حتى نهاية العام الماضي 2022 إلى 743 مليار روبية؛ أي أكثر من 5 أضعاف إجمالي قيمة أصولها، كما أن حجم ديونها في العام المالي 2023-2022 بلغ 86.6 مليار روبية؛ منها 11 مليار روبية خسائر تشغيلية.

على الجانب الآخر، قال الأمين العام لرابطة كبار العاملين في شركة الخطوط الجوية صافدار أنجوم، إن ثمة مؤامرة تُحاك لتدمير الشركة، وتسهيل خصخصتها، بحسب تصريحاته قبل أيام.

وألقى أنجوم باللوم على الرئيس التنفيذي للشركة محمد أمير حياة وفريقه، قائلًا إن "حياة" جاء لتدمير الشركة، مطالبًا بإقالته من منصبه.

وأكد أن الشركة ما زالت تحقق إيرادات جيدة، رغم تشغيل 16 طائرة فقط، إلا أن العبء الوحيد هو القروض المصرفية التي يمكن تسديدها شرط التغلب على الأزمة المالية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق