تقارير السياراتالتقاريررئيسيةسيارات

إضراب صناعة السيارات في أميركا يعطل إنتاج أحد مصانع فورد

أحمد أيوب

يبدو أن إضراب صناعة السيارات في أميركا يشهد تطورات جديدة مع اتخاذ شركة فورد (Ford) -عملاقة صناعة السيارات الأميركي- قرارًا ستكون له تداعيات سلبية محتملة على العمال وكذا على أعداد أحد طرازات السيارات الكهربائية المُنتجة في مصنع تابع لها.

يأتي ذلك وسط إعلان "فورد"، يوم الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول، أنها ستوقف مُؤقتًا واحدة من 3 ورديات عمل في مصنع ميشيغان الذي يُنتج شاحنتها الكهربائية الصغيرة "إف -150"، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز، مساء أمس السبت.

وأثار هذا الإعلان استغراب الكثيرين، ولا سيما أن "فورد" تُصر على أن هذا القرار ليست له علاقة بمسألة إضراب صناعة السيارات في أميركا منذ نحو شهر وبالشركات الـ3 الكبرى في السوق الأميركية التي تعد "فورد" إحداها، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويشير مصطلح الـ3 الكبار في سوق صناعة السيارات الأميركية إلى الشركات التي تبيع منتجاتها تحت أكثر من علامة تجارية وهي شركات: فورد وجنرال موتورز وستيلانتس الشركة الأم لـ"كرايسلر".

هل الإضراب السبب؟

قالت "فورد" التي تحتل المرتبة الثانية في سوق صناعة السيارات الأميركية، إن تقليل عدد المناوبات لا علاقة له بمسألة إضراب صناعة السيارات.

في المقابل، عللت الشركة الأميركية قرارها بتقليل ورديات العمل بمصنعها في ولاية ميشيغان ليكون ورديتين بدلًا من 3، بمواجهتها قيودًا مُتعددة من بينها مشكلات تتعلق بسلاسل التوريد.

مصنع تجميع سيارات تابع لفورد في ولاية ميشيغان
مصنع تجميع سيارات تابع لفورد في ولاية ميشيغان - الصورة من بريدج مي

وأوضحت الشركة أن هذه الخطوة ستدخل حيز التنفيذ يوم الإثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول المُقبل وستؤثر في نحو 700 وظيفة.

وقالت إنها ستنظم الورديات وفقًا لنظام التناوب، ولم تذكر المدة التي سيستمر خلالها خفض الإنتاج.

وعلى الرغم من الحجج التي تسوقها شركة "فورد" بشأن عدم وجود علاقة بين إضراب صناعة السيارات في أميركا وإلغاء الوردية الثالثة بالمصنع، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية -يوم الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول- أن مسؤول في اتحاد عمال السيارات الأميركي (يونايتد أوتو وركرز) قال، في مذكرة، إن فورد تدرس إلغاء الوردية بسبب تباطؤ الطلب.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في "فورد" قوله، إن الشركة تتطلع إلى بناء المزيد من الشاحنات التي تعمل بالبنزين بدلًا من السيارات الكهربائية "إف-150".

وجاء، في المذكرة، بحسب الصحيفة: "الأمر واضح أن مبيعات السيارة الكهربائية التي تنتجها الشركة قد تراجعت، لا يحتاج إلى الكثير من المجهود لفهم ذلك".

تطورات الإضراب

مضى نحو شهر على بدء إضراب صناعة السيارات في أميركا الذي شمل أكثر من 34 ألف عضو نقابي يعملون في شركات "فورد" و"جنرال موتورز" و"ستيلانتس"، بحسب ما نشرته وكالة رويترز.

وبدأ الإضراب في 3 مصانع تابعة لشركات جنرال موتورز؛ الأول في ولاية ميسوري، ومصنع فورد فى واين بميشيغان والقريب من ديترويت، وأخيرًا بمصنع ستيلانتس جيب في توليدو بولاية أوهايو.

وتُعَد هذه هي المرة الأولى منذ 80 عامًا التي تواجه فيها الشركات الـ3 الكبرى إضرابًا مماثلًا في وقت واحد، وفقًا لما نشره موقع بي بي إس.

وتُعزى أسباب إضراب صناعة السيارات في أميركا إلى مجموعة من العوامل المختلفة؛ تتمثل في التأثيرات التي خلّفتها جائحة "كورونا" وارتفاع تكاليف المعيشة في أميركا والتطور التكنولوجي الحاصل في تكنولوجيا صناعة السيارات وغيرها من العوامل الأخرى.

ويقول العمال المشتركون في الإضراب إن أجورهم ظلّت ثابتة على الرغم من زيادة أرباح شركات السيارات في مدينة ديترويت التابعة لولاية "ميشيغان" الأميركية، والعائد الكبير الذي يحصل عليه المديرون التنفيذيون لهذه الشركات.

وتتمثل مطالب إضراب صناعة السيارات في أميركا في زيادة بنسبة الأجور بواقع 36% في الأجر العام على مدى 4 سنوات، وفي هذا السياق يحصل عامل مصنع التجميع رفيع المستوى على نحو 32 دولارًا في الساعة الآن، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

الإضراب والسيارات الكهربائية

يبدو أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين استمرار إضراب صناعة السيارات في أميركا والسياسات التي تنتهجها الشركات للتوسع في إنتاج السيارات الكهربائية، للتماشي مع توجهات الحكومة الأميركية بسرعة كهربة أسطول السيارات في أكبر الاقتصادات العالمية.

فالسيارات الكهربائية تتطلب أعدادًا أقل من العمالة وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا على تسريح الكثير من الموظفين في مصانع السيارات العاملة بالبنزين.

مصنع سيارات كهربائية تابع لفورد في ولاية ميشيغان الأميركية
مصنع سيارات كهربائية تابع لفورد في ولاية ميشيغان الأميركية - الصورة من techxplore

وفي هذا السياق، قالت الأستاذة في جامعة واين ستيت، ماريك ماسترز -تعقيبًا على إضراب صناعة السيارات في أميركا- إن قضية السيارات الكهربائية هي الخلفية لكل شيء، وفق ما نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.

وأضافت ماسترز: "السيارات الكهربائية هي خلفية للمزايا التي يمكن أن تمنحها الشركات لنقابات العمال".

وربما يفسر ذلك التقدم البطيء الذي يحرزه الاتحاد العمالي لصناعة السيارات في أميركا مع الشركات الـ3 فيما يتعلق برفع قيمة عقود الموظفين لدى الشركات.

خسائر فورد

قالت شركة "فورد"، الأسبوع الماضي، إن مبيعات السيارة الكهربائية "إف-150" في الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 46% في الأشهر الـ3 المنتهية يوم 30 سبتمبر/أيلول (2023) إلى 3 آلاف و503 سيارات كهربائية، لكنها لا تزال مرتفعة بنسبة 40% مقارنة بالأشهر الـ9 الأولى من العام الماضي (2022).

وتجدر الإشارة إلى أن مبيعات سيارات "إف- 150" تمثل نحو 2% من إجمالي مبيعات إنتاج الشركة الأميركية.

يقول نائب رئيس التصنيع في فورد، برايس كوري، إن نحو 4 آلاف و600 عامل في الشركة قد يُصبحون عاطلين عن العمل بسبب إضراب صناعة السيارات في أميركا.

وعلى صعيد الخسائر المتوقعة للشركة، قدّر محللون لدى "ويلز فارغو" أن "فورد" ستخسر نحو 150 مليون دولار أسبوعيًا من أرباحها الأساسية جراء إضرار مصنعها في "كنتاكي".

وردًا على موقفها من المطالب، قال أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركة، يوم الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول، إن فورد قدّمت الحد الأقصى المُمكن للإنفاق على الأجور والمزايا المستحقة للعمال.

وحذَّر المسؤول التنفيذي من أن استمرار إضراب الاتحاد العمالي للسيارات في أميركا في المصنع الأكثر ربحية للشركة قد يضر بالعمال ويخفّض الأرباح.

وقال: "نعمل أيضًا مع الاتحاد على إيجاد آلية لإدراج العمال في مصانع بطاريات السيارات الكهربائية إلى الاتفاقية المشتركة الموقّعة بين الطرفين، في إشارة إلى إمكان إدخال هؤلاء العمال تحت مظلة الاتحاد، وهذا أحد المطالب".

موقف الشركات حاليًا

ضاعفت شركات صناعة السيارات في أميركا عروض زيادة الأجور الأولية بأكثر من الضعف، ووافقت على رفع الأجور إلى جانب تحسين أجور العمال المؤقتين، لكن النقابة تريد أجورًا أعلى، وإلغاء نظام الشرائح المختلفة للمرتبات وضم مصانع البطاريات إلى الاتحاد العمالي لقطاع السيارات في أميركا.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، إن الإدارة الأميركية تراقب عن كثب التأثير الاقتصادي لمسألة إضراب صناعة السيارات في أميركا المتزايدة، مشيرة إلى أنها لا تزال تأمل في أن يتوصل الجانبان إلى "اتفاق مُربح للجانبين".

وستعلن شركات صناعة السيارات في ديترويت النتائج المالية للربع الثالث في المدة بين 24 و31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ويمكن أن يستغل الاتحاد إعلان الأرباح المتوقعة بوصفه ورقة ضغط قوية لكسب أرض جديدة في مفاوضاتها للحصول على عقود عمل ذات أجور أعلى لأعضائه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق