سياراتأخبار السياراتتقارير السياراترئيسيةعاجل

الحرب تضع السيارات الكهربائية في أزمة.. ولوسيد تدرس رفع الأسعار (تقرير)

حياة حسين

ما زالت الحرب الروسية الأوكرانية تلقي بظلال مخيفة على قطاعات متعددة؛ من بينها قطاع السيارات الكهربائية الذي يعاني -مثل الجميع- أزمة ارتفاع أسعار السلع العالمية؛ حيث شهدت خامات صناعة البطاريات قفزات كبيرة منذ بداية الحرب، وحتى من قبلها.

ورغم أن أزمة ارتفاع أسعار السلع تمس كل القطاعات؛ فإنها بالنسبة للسيارات الكهربائية تتسم بالخصوصية؛ لأنها ما زالت في مراحل مبكرة، كما أن تكلفتها بالنسبة للمستهلكين ستكون عنصرًا أساسيًا في شرائها.

وكان منتجو السيارات الكهربائية يأملون في خفض أسعارها لزيادة مبيعاتها في الأسواق المختلفة، غير أن الحرب الروسية الأوكرانية تقوض هذا الحلم، وفق تقرير تحليلي، نشرته وكالة رويترز، اليوم الإثنين.

النيكل والليثيوم

بطاريات الليثيوم أيون
بطاريات الليثيوم أيون - أرشيفية

دفعت الحرب سعر النيكل إلى أعلى مستوى له في 11 عامًا، وسط مخاوف من أن تتأثر صادرات روسيا، التي تُعد أكبر مورديه عالميًا؛ إذ تسيطر موسكو على 7% من مناجمه، إضافة إلى أنها مصدر رئيس لخامي الألومنيوم والبلاديوم.

كما تضاعف سعر الليثيوم منذ بداية العام الجاري، بسبب نقص المعروض، وزيادة الطلب.

ويُعَد الليثيوم مكونًا أساسيًا في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، كما تدخل الخامات الأخرى في إنتاجها، والتي تمثل ما بين 70% و80% من تكلفة بطاريات السيارات الكهربائية، وفق الشركات المُنتجة.

ويأتي ارتفاع أسعار الخامات الأساسية، التي تدخل في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، في وقت يعاني القطاع، منذ العام الماضي، أزمة الرقائق الإلكترونية.

تيسلا وريفيان

أدت الأزمة إلى رفع شركتي تيسلا وريفيان أوتوموتيف الأميركيتين أسعار السيارات الكهربائية، في وقت لا يُتوقع أن يدفع المستهلكون لمركبات لم تُجرب على نطاق واسع، مزيدًا من الأموال.

وبلغ متوسط سعر السيارة الكهربائية في أميركا، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، 63 ألف دولار، وهو سعر أعلى بنسبة 35% تقريبًا من متوسط كل المركبات الأخرى في السوق، والذي يصل إلى 46 ألف دولار، وفق شركة أبحاث السيارات "كوكس".

وقال مسح لكوكس: إن المستهلكين الآن لا يقلقون كثيرًا بشأن عدم وجود محطات شحن كهربائي على الطرق للسيارات الكهربائية، بقدر ارتفاع الأسعار.

وأضاف محلل شركة كوكس، ميشل كريبس، أن أي إضافات على تكلفة السيارات الكهربائية، ستعطل قرارات شرائها من جانب المستهلكين.

توقعات عام 2030

قالت وكالة الطاقة الدولية -في وقت سابق- إن مبيعات السيارات الكهربائية كانت 9% من إجمالي مبيعات السيارات العام الماضي.

إيلون ماسك - تيسلا
الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك

وتوقعت شركة الاستشارات "ألكس بارتنرز" توسع مبيعات السيارات الكهربائية؛ لتستحوذ على نسبة 24% من إجمالي المبيعات بحلول عام 2030.

وأشارت دراسة لشركة "أو سي أند سي" لبحوث المستهلكين في أميركا والصين ودول أخرى، العام الماضي، إلى أن أكثر من نصف المستهلكين ليس لديهم استعداد لشراء السيارة الكهربائية؛ إذا زاد سعرها، "حتى ولو مجرد 500 دولار"، ومع انخفاض تكلفة تشغيلها.

وبحسب التحليل؛ فإن كل ما سبق يشير إلى أن منتجي السيارات، وعلى رأسهم مؤسس شركة تيسلا، إيلون ماسك، يواجهون موقفًا صعبًا يعوق أحلامهم في توسع رقعة المبيعات إلى المستهلكين الأقل في القوة الشرائية، بدلًا من التركيز فقط على أثرياء بلدانهم، كما يحدث حاليًا.

حلم ماسك

كان مؤسس شركة تيسلا، إيلون ماسك، يأمل في خفض سعر السيارات مع منتجين آخرين، وأعلن، خلال عام 2020، عزمه طرح سيارة كهربائية بسعر 25 ألف دولار.

إلا أن شركة تيسلا رفعت سعر بعض السيارات الكهربائية، مثل السيارة السيدان موديل3، بنسبة 18% منذ ديسمبر/كانون الأول من 2020، لتبلغ 44990 دولارًا.

وتراجع ماسك، الشهر الماضي، عن إنتاج السيارة بسعر 25 ألف دولار، وصرح قائلًا: "هناك كثير من الأشياء في جعبتي".

واستغل بعض التجار أزمة نقص المركبات في الأسواق بصورة عامة، ورفعوا أسعار السيارات الكهربائية، رغم تحذيرات بعض الشركات مثل هيونداي وفورد.

محاولة فاشلة

حاولت شركة ريفيان تمرير زيادة التكلفة برفع سعر سيارتيها الصغيرتين (بيك أبس) و(إس يو في)، بنسبة 20%، الأسبوع الماضي، لكنها تراجعت بالنسبة لعملائها الذين حجزوا وحدات، بسبب تهديدات بإلغاء الحجز.

ورغم أن منافستها لوسيد لم ترفع أسعارها بعد؛ فإن المديرة المالية للشركة، شيري هاوس، قالت، في فبراير/شباط الماضي: "إن زيادة الأسعار قيد الدراسة بالتأكيد، لتعويض ارتفاع تكلفة سلسلة الإمدادات".

ووسط أزمة أسعار السلع المتزايدة، ستكون معاناة الشركات الصغيرة أكبر، كونها لا تستطيع التفاوض مع الموردين على سعر أقل مثل الشركات الكبيرة، وفق مدير أبحاث التكنولوجيا في شركة مركز أبحاث السيارات، برت سميث.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق