تقارير السياراترئيسيةسيارات

السيارات الكهربائية.. إدارة بايدن تكافح خفض انبعاثات الوقود بشاحنات البريد

أمل نبيل

تضع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أمالًا كبيرة على السيارات الكهربائية في تحقيق خطّتها لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني، إذ تخطط إلى تغيير كامل الأسطول الحكومي إلى المركبات منخفضة الانبعاثات.

وفي هذا الإطار، نجحت الحكومة الأميركية في اللحظات الأخيرة من يوم الأربعاء، بعرقلة خطة مكتب البريد لإنفاق مليارات الدولارات على أسطول جديد من شاحنات التوصيل التي تعمل بالبنزين.

وحذّرت الإدارة الأميركية من الأضرار التي يمكن أن تُلحقها الشاحنات الملوثة بالمناخ وصحة الأمريكيين، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.

وتتعارض خطة مكتب البريد الأميركي في إنفاق نحو 11.3 مليار دولار على 165 ألف شاحنة توصيل خلال الـ10 سنوات المقبلة مع هدف الرئيس بايدن بتحويل جميع السيارات والشاحنات الفيدرالية إلى الطاقة النظيفة.

ويتبنّى الرئيس الأميركي خطة لمكافحة تغير المناخ تهدف إلى تقليص انبعاثات السيارات والتحول نحو الطاقة المتجددة، لتصل إلى 80% بحلول عام 2030.

ويسهم التحول نحو الطاقة النظيفة في إنقاذ حياة 317.5 ألف شخص في الولايات المتحدة خلال الـ30 عامًا المقبلة، وتوفير نحو 13 تريليون دولار للقطاع الصحي، وفقًا لصحيفة الغارديان.

أرسلت وكالة حماية البيئة ومجلس مستشاري جودة البيئة رسائل إلى مكتب البريد الأميركي، تحثّه على إعادة النظر في شراء المركبات التي تعمل بالبنزين، وعقد جلسة استماع عامة حول خطتها لتحديث الأسطول.

ويخطط الرئيس الأميركي لتحويل أسطول السيارات في الحكومة الفيدرالية من الوقود التقليدي إلى الطاقة النظيفة.

ووفقًا لبيانات رسمية، يقدَّر عدد سيارات الأسطول الفيدرالي بنحو 173 ألف مركبة عسكرية و245 ألف مركبة مدنية، يعمل منها نحو 3 الأف سيارة فقط بالطاقة الكهربائية، وتمثّل مركبات خدمة البريد ثلث الأسطول الحكومي.

إدارة بايدن وأسعار النفط وأوبك+
الرئيس الأميركي جو بايدن - أرشيفية

أكبر مصدر لانبعاثات الغاز

تعدّ وسائل النقل في الولايات المتحدة أكبر مصدر منفرد لانبعاثاث غاز الاحتباس الحراري، ولم تنجح مبيعات السيارات الكهربائية المتزايدة في الحدّ من هذه الانبعاثات، ويعلّق مؤيدو السيارات الكهربائية أمالًا على أن تمنح عملية الشراء المزمعة من قبل مكتب البريد دفعة لهذه الصناعة.

وتأتي أميركا في المرتبة الثانية من حيث انبعاثات السيارات عالميًا، إذ يستحوذ قطاع النقل عالميًا على 24% من الانبعاثات، منها نحو 75% للنقل البري الأكثر استخدامًا.

وعلى الرغم من اتفاق صانعي السياسات في الولايات المتحدة إلى حاجة أسطول سيارات مكتب البريد المتهالكة وغير الأمنة إلى تحديث، فإن السؤال حول كيفية القيام بذلك أشعل معركة بين مدير مكتب البريد العام لويس ديغوي- أحد مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترمب، ومسؤولي بايدن والمجموعات الداعمة للبيئة ونقابة عمّال السيارات.

وقّع ديغوي، الذي أشرف على قرار وكالة البريد بمنح عقد الشاحنات لشركة "أوشكوش ديفينس" بولاية ويسوكنس، خطة تدعو إلى أن تمثّل السيارات الكهربائية 10% فقط من الشاحنات الجديدة لتقليص استهلاك الوقود مقارنة بالأسطول الحالي الذي يبلغ عمره نحو 30 عامًا، مشيرًا إلى أنه لايستطيع تحمّل تكلفة شراء مزيد من السيارات الكهربائية.

وتعتقد شركات صناعة السيارات الأميركية أنه بحلول عام 2030، ستكون نحو 50% من السيارات المباعة في الولايات المتحدة سيارات كهربائية، وخلال العام الماضي، بلغت مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا نحو 4% فقط.

 

تهديدات باللجوء إلى القضاء

خلال الأسبوع الماضي، طالب أنصار حماية البيئة وكالة حماية البيئة الأميركية بمنع مكتب خدمات البريد من المضي قدمًا في عملية شراء الشاحنات-غير المدروسة-، والتي من شأنها إلحاق الضرر بالمجتمع الأميركي، وإحالة النزاع إلى مجلس مستشاري جودة البيئة في البيت الأبيض، المسؤول عن حلّ النزاعات بين الوكالات الفيدرالية فيما يتعلق بالبيئة والصحة العامة.

وهو الأمر الذي رفضته وكالة حماية البيئة، وقررت إرسال خطابات تحذيرية إلى مكتب البريد، لمنح قيادتها فرصة إلى تغيير خطة الشراء طواعية.

وترى الوكالة أنه في حال إصرار المدير الحالي لمكتب البريد على شراء السيارات التي تعمل بالبنزين في عام 2023، فإن هناك فرصة للتحول نحو السيارات الكهربائية في الأعوام اللاحقة حال توافر التمويل، أو تغير رؤية الإدارة.

وتهدد جماعات حماية البيئة باللجوء إلى القضاء حال إصرار مكتب البريد على شراء الشاحنات التي تعمل بالبنزين، وفقًا لتصريحات محامي شركة ايرث جاستيس للمحاماة البيئية أدريان مارتتيز.

السيارات الكهربائية

ويصوّت الكونغرس الأميركي خلال الأيام المقبلة على تشريع يعفي خدمة البريد من جزء كبير من ديونها التي تتخطى 200 مليار دولار.

ويخشى مسؤولو مكتب البريد أن يؤدي النزاع القائم حول تأثير شراء الشاحنات في البيئة إلى تأجيل التصويت من قبل الكونغرس.

وقالت وكالة حماية البيئة، إن مكتب البريد لم يكشف عن إجمالي قيمة صفقة شراء الشاحنات، وإنه أرسل نحو 482 مليون دولار لشركة أوشكوش قبل إجراء التحليل البيئي "مخالفًا" اللوائح.

ومنح مكتب البريد شركة أوشكوش عقد الشراء بشرط الانتهاء بنجاح من عملية التقييم البيئي.

وتساءلت وكالة حماية البيئة عن سبب افتراض مكتب البريد في دراسته الاقتصادية والمناخية أن أسعار البطاريات والبنزين ستظل كما هي خلال العقود المقبلة، في حين بالغ بتقدير كمية انبعاثات الغاز الحراري التي تنتجها المركبات الكهربائية.

شاحنات متهالكة

بدأت شاحنات التوصيل الحالية لمكتب البريد الأميركي العمل في عام 1987، ومع استخدامها لمئات الألاف من الأميال بدأت تلك السيارات في التهالك.

وتفتقر تلك الشاحنات الى وجود وسائد هوائية أو مكيفات هواء، مما يجبر عملاء البريد على العمل في درجات حرارة مرتفعة، الأمر الذي يعرّضهم لخطر الإصابة بضربة شمس.

السيارات الكهربائية

وتمثّل السيارات المتهالكة التحدي الأكبر لقيادات مكتب البريد، إذ يضطر إلى إنفاق ملايين الدولارات سنويًا على أعمال الصيانة، كما تؤثّر هذه السيارات على تنافسية مكتب البريد في سوق التجارة الإلكترونية، إلّا أن تضخّم مديونية الوكالة البالغة 206.4 مليار دولار يمنعها من الاستثمار في شاحنات جديدة.

ومن المتوقع أن تستهلك السيارات الجديدة مكيفة الهواء لمكتب البريد 110 مليون غالون من البنزين سنويًا، وهو ما يمثّل انخفاضًا بنحو 18% من استهلاك الوقود في الشاحنات الحالية.

تشير تقديرات وكالة حماية البيئة إلى أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الشاحنات الجديدة لمكتب البريد ستبلغ نحو 20 مليون طن متري خلال 20 عامًا، وهو ما يعادل تقريبًا الانبعاثات السنوية من 4.3 مليون سيارة ركوب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق