رئيسيةأخبار السياراتسياراتعاجل

فشل أول مصنع عملاق لبطاريات السيارات الكهربائية في بريطانيا

دينا قدري

فشلت خطة بناء أول مصنع عملاق لبطاريات السيارات الكهربائية في بريطانيا، ما من شأنه أن يقوّض طموحات الحياد الكربوني في البلاد، فضلًا عن السعي إلى وقف الاعتماد على الصين.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أعلنت شركة بلاكستون الأميركية (Blackstone) شراء قطعة أرض كان من المتوقع أن تُستعمل لبناء المصنع العملاق.

وقالت بلاكستون، التي لم تكشف عن المبلغ المحدد للصفقة، إنها تريد بناء مركز بيانات على قطعة الأرض هذه.

وبالتالي، تمثّل الصفقة الجديدة بمثابة ضربة عنيفة لأهداف الحياد الكربوني في بريطانيا بحلول عام 2050، نظرًا إلى ضآلة حجم الأرض اللازمة لبناء أول مصنع عملاق لبطاريات السيارات الكهربائية في بريطانيا.

مصنع بطاريات السيارات الكهربائية في بريطانيا

كان من المفترض أن تستحوذ شركة بريتيش فولت (Britishvolt) البريطانية الناشئة لتصنيع بطاريات الليثيوم أيون، بدعم من شركة غلينكور (Glencore)، على قطعة الأرض هذه، من أجل بناء مصنع ضخم بقيمة 3.8 مليار جنيه إسترليني (4.73 مليار دولار).

(الجنيه الإسترليني = 1.24 دولارًا أميركيًا)

ومع ذلك، في يناير/كانون الثاني 2023، دخلت "بريتيش فولت" تحت الإدارة القضائية قبل أن تتمكن من تحقيق هذه الخطط الطموحة، ما أدى إلى الاستغناء عن أكثر من 200 موظف، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "يورو نيوز" (Euronews).

وحدث هذا على الرغم من أن شركة "بريتيش فولت" كانت في طور النظر للحصول على تمويل بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني (124.5 مليون دولار) من صندوق تحويل السيارات.

ومع ذلك، فشلت الشركة في تحقيق الأهداف المطلوبة للتمويل، وكان أحدها البدء في بناء مصنع بطاريات السيارات الكهربائية في كامبوا.

وبعد هذا الانهيار، سعت الشركة جاهدة لتنظيم بيع الأعمال أو الحصول على تمويل إنقاذ إضافي.

جاء ذلك بعد أن فشلت الشركة في تحقيق النتائج المرجوة من محاولات سابقة لخفض التكاليف في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مثل خفض رواتب الموظفين.

تصور لمصنع بطاريات السيارات الكهربائية في بريطانيا
تصور لمصنع بطاريات السيارات الكهربائية في بريطانيا - الصورة من منصة "كار ماغازين"

انهيار طموحات الحياد الكربوني في بريطانيا

وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تنص شروط اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على أنه يجب تصنيع ما لا يقل عن 70% من أجزاء السيارات الكهربائية إما في أوروبا وإما في بريطانيا، حتى يُسمح ببيع هذه المركبات في الاتحاد الأوروبي.

من ناحية أخرى، أعلنت الحكومة البريطانية -أيضًا- حظر مبيعات سيارات الديزل أو البنزين الجديدة، بدءًا من عام 2030 فصاعدًا.

ومع ذلك، فإن هذه الأرض التي استحوذت عليها شركة "بلاكستون" يُمكن أن تمثّل أحدث ضربة لخطط الحياد الكربوني في بريطانيا، لأن مساحة الأرض اللازمة لبناء مصنع ضخم آخذة في التضاؤل.

ودون مصنع "بريتيش فولت" المتوقع، فإن شركة إنفيجين الصينية (Envision) أصبحت المصنعة الوحيدة لبطاريات السيارات الكهربائية المتبقية في المنطقة.

ومع ذلك، اتخذت بريطانيا عدة خطوات لتقليل اعتمادها على الصين وشركات تصنيع بطاريات الليثيوم المدعومة من الصين، في الأشهر القليلة الماضية.

ويرجع ذلك إلى تفاقم التوترات الجيوسياسية بين الصين والغرب، التي يمكن أن تشهد موجات صادمة محسوسة في سلاسل توريد البطاريات.

علاوةً على ذلك، فإن الأعمال العدائية المتزايدة بين الصين وتايوان تجعل الاعتماد عليها في هذه المنتجات الرئيسة أمرًا محفوفًا بالمخاطر إلى حد كبير.

وبالتالي، تحتاج كل من بريطانيا وأوروبا إلى اتخاذ خطوات حاسمة لزيادة إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية محليًا، من خلال تقديم حوافز، مثل الأراضي الرخيصة، والإعفاءات الضريبية، وزيادة التمويل وغيرها من الفرص للمصنعين المحليين.

مبيعات السيارات الكهربائية في بريطانيا

في سياقٍ متصل، ارتفعت مبيعات السيارات الجديدة في بريطانيا إلى أعلى مستوى لها في شهر فبراير/شباط منذ 20 عامًا، مدعومة بشراء الشركات للسيارات الكهربائية لأساطيلها، حتى مع انخفاض إقبال القطاع الخاص على السيارات الكهربائية.

وزادت تسجيلات السيارات الجديدة بنسبة 14% على أساس سنوي إلى 84 ألفًا و886 سيارة في شهر فبراير/شباط الماضي، وهو أفضل أداء لشهر فبراير/شباط منذ عام 2004، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن جمعية مصنعي وتجار السيارات (SMMT).

وكان هذا هو الشهر الـ19 على التوالي من النمو، مدفوعًا بصورة أساسية بأساطيل الشركات التي تستثمر في أحدث المركبات.

وسجلت السيارات الكهربائية نموًا قويًا، إذ ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية الهجينة بنسبة 12.1%، ولكنها استحوذت على حصة سوقية أقل قليلًا بنسبة 12.7%.

وسجلت السيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي أكبر نمو خلال الشهر، إذ ارتفعت بنسبة 29.1%، لتصل إلى 7.2% من السوق، بحسب ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية.

كما تفوقت السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات على بقية السوق، إذ ارتفعت بنسبة 21.8%، لتشكل 17.7% من التسجيلات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق