التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في الإمارات يحتاج إلى 40 مليار دولار (تقرير)

أدنوك تواجه تحديات معقدة في تطوير الموارد الحامضة

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

يواجه حلم الاكتفاء الذاتي من الغاز في الإمارات تحديات فنية واقتصادية عالية بسبب الطبيعة المعقدة لموارد النفط والغاز محل التطوير؛ ما يستلزم دفع تكاليف باهظة لتحقيق هذا الهدف في غضون سنوات قليلة.

وقدّر تقرير تحليلي حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- حجم الاستثمارات التي تحتاج إليها شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" لتحقيق هذا الهدف بما يتجاوز 40 مليار دولار.

وتأتي هذه التقديرات الصادرة عن شركة أبحاث الطاقة "وود ماكنزي"، بالنظر إلى حقول الغاز الحامض والموارد غير التقليدية التي تخطط أدنوك لتطويرها، التي كان يُنظر إليها في السابق على أنها موارد معقّدة ذات تكاليف باهظة.

إستراتيجية الغاز في الإمارات

تعتمد إستراتيجية تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في الإمارات، التي أقرها المجلس الأعلى للبترول في عام 2018، على تطوير موارد الغاز عالي الحموضة والموارد غير التقليدية، لتلبية الطلب المحلي؛ بل التحول من مستورد إلى مصدر للغاز، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتحتاج شركة أدنوك إلى دراسة جميع خيارات التطوير لموارد الغاز الطبيعي في البلاد إضافة إلى التوسع في إنتاج الغاز المصاحب حتى تتمكن من تحقيق الالتزام بهدف الاكتفاء الذاتي، بحسب محلل الشرق الأوسط في وود ماكنزي ألكسندر أرامان.

وتستهدف أدنوك تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في الإمارات بحلول عام 2030؛ أي قبل عامين من انتهاء مدة عقود خط دولفين، الذي ينقل إليها الغاز من حقل الشمال القطري، كما توضح الخريطة التالية:

خط أنابيب دولفين يربط بين 3 دول خليجية

ومنذ عام 2008، تعتمد الإمارات على قطر في توفير نحو 1.9 مليار متر مكعب (67 مليار قدم مكعبة) من الغاز لتلبية احتياجاتها، عبر خط أنابيب دولفين البالغ طوله 364 كيلومترًا، كما تستورد الغاز الطبيعي المسال دوريًا لتلبية ذروة الطلب، خاصة خلال أشهر الصيف.

توقعات الحقول المقترحة وتحدياتها

تعتقد وود ماكنزي أن تطوير منطقة غشا البحرية يمكن أن يساعد على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في الإمارات، مع تقديرها بوصول إنتاجها إلى مليار قدم مكعبة يوميًا قبل عام 2030.

وتضم منطقة غشا البحرية 9 حقول تحتوي على موارد عالية الحموضة، ستحتاج إلى معالجة مكلفة؛ ما قد يرفع تكلفة تطوير هذا المشروع إلى 20 مليار دولار، بحسب محلل النفط والغاز ألكسندر أرامان.

وتمتد التوقعات إلى توسعات حقل شاه، أحد المشروعات المستهدفة في إستراتيجية أدنوك، مع تقديرات بزيادة القدرة الإجمالية بعد تنفيذ خطط التوسع إلى 1.85 مليار قدم مكعبة يوميًا، مقارنة بمستواها الحالي البالغ 1.45 مليار قدم مكعبة يوميًا.

إدارة أدنوك في زيارة لمنصة حفر بحرية تابعة
إدارة أدنوك في زيارة لمنصة حفر بحرية تابعة - الصورة من حساب الشركة على إكس

وإذا وافقت أدنوك على تنفيذ هذه الخطط؛ فمن المتوقع ارتفاع حجم مبيعات الغاز من هذا المشروع من 0.74 مليار قدم مكعب يوميًا إلى 0.94 مليار قدم مكعبة يوميًا، بحسب تقديرات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وتتسم موارد الغاز في حقل شاه بأنها شديدة الحموضة؛ ما يفرض تحديات فنية ومالية كبيرة أمام شركة أدنوك حتى تتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في الإمارات.

وتدرس الشركة مشروعات أخرى لتطوير موارد غاز غير تقليدية كبيرة في حوض الذياب بمنطقة الرويس على مسافة 200 كيلومتر غرب مدينة أبوظبي.

وتعتمد إستراتيجية تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في الإمارات -أيضًا- على تطوير الأغطية الغازية الكبيرة -غطاء الغاز الطبيعي الموجود فوق مكامن النفط- وموارد غاز تقليدية أخرى، لكن المشكلات الفنية والتكاليف المتصاعدة قد تدفع أدنوك إلى تمديد الجداول الزمنية للعديد من المشروعات المخططة.

وتبدو أدنوك عازمة على تسريع التقدم في تطوير موارد الغاز في البلاد على جميع الجبهات عبر عقد الشراكات مع شركات النفط العالمية، لكن الطبيعة المعقّدة والمكلفة للموارد عاقت مسار التقدم وأبطأت وتيرته؛ ما أدى إلى تأخر قرارات الاستثمار النهائية التي تترقبها المشروعات للانطلاق، بحسب وود ماكنزي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق