المقالاترئيسيةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةمقالات الطاقة المتجددة

الطاقة الشمسية بوابة أذربيجان لتأمين الكهرباء النظيفة لأوروبا (مقال)

أومود شوكري- ترجمة: دينا قدري

تشهد أذربيجان، الغنية تاريخيًا بالنفط والغاز الطبيعي، تحولًا كبيرًا في مجال الطاقة، ينطوي على بذل الجهود لزيادة نسبة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، مع التركيز على تحول شامل للطاقة.

وشهد توليد الطاقة الشمسية في أذربيجان زيادة ملحوظة بنسبة 6.4% في الأشهر الـ8 الأولى من عام 2023، لتصل إلى 46.9 كيلوواط ساعة، ما يوضح التزام الدولة بتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.

على الرغم من احتياطياتها الوفيرة من النفط والغاز، تدرك أذربيجان أهمية تنويع مزيج الطاقة لديها، مدفوعة بالمخاوف البيئية، واتجاهات الطاقة العالمية، والحاجة إلى أمن الطاقة على المدى الطويل.

ويُشكّل التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية، عنصرًا حاسمًا في تحقيق هذه الأهداف.

القوة الدافعة لتحول الطاقة

يمتد تحول الطاقة في أذربيجان إلى ما هو أبعد من الطاقة الشمسية، ليشمل طاقة الرياح والوقود الحيوي والطاقة الكهرومائية، وتستعد البلاد لأداء دور مهم في صناعة الطاقة النظيفة العالمية، مع إمكانات اقتصادية تُقدَّر بـ27 غيغاواط في مجال الطاقة المتجددة.

علاوةً على ذلك، فإن هذا التحول له آثار إقليمية وعالمية، بما يتماشى مع أهداف المناخ الدولية، ويعزز مكانة البلاد بوصفها لاعبًا عالميًا مسؤولًا في مجال الطاقة.

وبينما تواصل تحولها الملحوظ إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، يبدو مستقبل البلاد في مجال الطاقة الشمسية واعدًا للغاية.

وتتمتع الدولة بإمكانات كبيرة لتسخير الطاقة النظيفة من مواردها الطبيعية، مع إمكانات تقنية تبلغ 135 غيغاواط لمصادر الطاقة المتجددة البرية، و157 غيغاواط للموارد البحرية.

إن الاعتراف بهذه الإمكانات الاقتصادية الكبيرة البالغة 27 غيغاواط في مصادر الطاقة المتجددة هو القوة الدافعة وراء التحول في أذربيجان.

وتشمل هذه الإمكانات 520 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية، و380 ميغاواط من الطاقة الحيوية، و23 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية، و3 آلاف ميغاواط من طاقة الرياح، و23 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية، ما يمثّل تحولًا إستراتيجيًا بعيدًا عن الاعتماد التاريخي على الوقود الأحفوري.

إن التزام أذربيجان بالاتفاقيات الدولية والجهود المناخية العالمية يؤكد أهدافها الطموحة؛ فقد تعهدت بخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 35% بحلول عام 2030، مقارنةً بمستويات عام 1990، والتزمت مؤخرًا بخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 40% بحلول عام 2050، بما يتماشى مع جهود الاستدامة العالمية.

ومع مساهمة مصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والكتلة الحيوية والطاقة الشمسية، بنسبة 16.5% من إجمالي قدرة الكهرباء في البلاد، فإن البنية التحتية الحالية للطاقة المتجددة في أذربيجان بدأت في إحداث تأثير كبير.

وتبلغ قدرة الطاقة الشمسية وحدها 51.9 ميغاواط، وشكّلت مصادر الطاقة المتجددة 7% من إجمالي إنتاج الكهرباء في عام 2022.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- كمية الكهرباء المولدة في أذربيجان منذ عام 1985:

كمية الكهرباء المولدة في أذربيجان

تعزيز مصادر الطاقة المتجددة

تعمل أذربيجان بنشاط على تعزيز أهدافها في مجال الطاقة المتجددة من خلال مبادرات إستراتيجية مختلفة.

وتشمل هذه الاتفاقيات استكمال محطة خيزي-أبشرون لطاقة الرياح ومحطة غاراداغ للطاقة الشمسية، فضلًا عن توقيع اتفاقيات تنفيذ مع شركاء أجانب مثل أكوا باور ومصدر لمشروعي طاقة الرياح والطاقة الشمسية بقدرة 240 ميغاواط لكل منهما، وتمثّل هذه الجهود تقدمًا كبيرًا نحو أهداف الطاقة المتجددة في البلاد.

علاوةً على ذلك، تستكشف أذربيجان فرص طاقة الرياح البحرية، وخاصةً في بحر قزوين، إذ تشير التقييمات المبكرة إلى إمكانات كبيرة.

ويؤكد التعاون مع مؤسسات التمويل الدولية ووضع خطة لطاقة الرياح البحرية، التزام البلاد بتوسيع الطاقة المتجددة.

بالإضافة إلى ذلك، يتجلّى تفاني أذربيجان في تحقيق الاستدامة من خلال إنشاء مناطق الطاقة الخضراء في المناطق المحررة مؤخرًا.

وتُسلّط الشراكات مع شركات الطاقة الكبرى متعددة الجنسيات، مثل بي بي (BP) وتوتال إنرجي (TotalEnergies)، الضوء على الاهتمام الأجنبي الكبير والاستثمار بقطاع الطاقة المتجددة في أذربيجان.

ومن المتوقع أن تجلب عمليات التعاون هذه أحدث التقنيات والخبرات لتسريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.

ومع التركيز القوي على الاستدامة والشراكات الدولية، تتمتع البلاد بمكانة جيدة لقيادة التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، والاستفادة من إمكاناتها الهائلة في مجال الطاقة المتجددة.

وقد شهدت أذربيجان زيادة بنسبة 6.4% في إنتاج الطاقة الشمسية، لتصل إلى 46.9 كيلوواط/ساعة في الأشهر الـ8 الأولى من عام 2023.

وبالمقارنة، نما إجمالي إنتاج الكهرباء بنسبة 0.8%، ليصل إلى 19.25 ألف ميغاواط/ساعة.

وعلى الرغم من وضعها بوصفها منتجًا رئيسًا للنفط الخام والغاز الطبيعي، تعطي البلاد الأولوية لمصادر الطاقة المتجددة، إذ تتمتع بإمكانات اقتصادية تُقدَّر بـ27 غيغاواط.

ويشمل ذلك 3 آلاف ميغاواط من طاقة الرياح، و23 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية، و380 ميغاواط من إمكانات الطاقة الحيوية، و520 ميغاواط من الأنهار الجبلية.

منذ عام 2016، تصدّر الدولة الطاقة المتجددة إلى الاتحاد الأوروبي، ما يعزز أمن الطاقة الإقليمي من خلال إسهامات الطاقة الخضراء.

إمكانات هائلة للطاقة الشمسية

تمتلك الطاقة الشمسية إمكانات اقتصادية كبيرة تبلغ 23 ألف ميغاواط لأذربيجان، ما يوفر فرصة ممتازة لتنويع مزيج الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وتشمل المزايا الرئيسة للطاقة الشمسية في البلاد فوائدها البيئية، بوصفها مصدرًا للطاقة النظيفة والمستدامة، مع عدم إسهامها في تلوث الهواء أو انبعاثات غازات الدفيئة، ومن الممكن أن يقلل توسيع الطاقة الشمسية من البصمة الكربونية للبلاد، ويعزز جودة الهواء.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعزز أمن الطاقة عن طريق تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد، ويخلق فرص عمل في قطاعات الصيانة والتركيب والتصنيع، مع تعزيز التنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي.

وتسهم إمكانات تصدير الطاقة الشمسية لأذربيجان إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2016 بشكل أكبر في توليد الإيرادات واستقرار إمدادات الطاقة الإقليمية.

وتؤكد الزيادة الكبيرة التي حققتها أذربيجان في إنتاج الطاقة الشمسية من جديد التزامها بتوسيع قدرة الطاقة المتجددة.

الطاقة الشمسية في أذربيجان

ويؤكد هذا الارتفاع، إلى جانب زيادة بنسبة 0.8% في إجمالي إنتاج الكهرباء، المساهمة الكبيرة للطاقة الشمسية في محفظة الطاقة في أذربيجان.

تقليديًا، اعتمد قطاع الطاقة في البلاد بشكل كبير على احتياطياته الهائلة من النفط والغاز الطبيعي.

ومع ذلك، فإن التحول نحو الطاقة المتجددة يتماشى مع الاتجاه العالمي لتنويع مصادر الطاقة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ومعالجة تغير المناخ.

ويتجلى طموح أذربيجان لأداء دور محوري في التحول إلى الطاقة النظيفة بإمكاناتها الاقتصادية المقدَّرة بـ27 غيغاواط عبر مصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحيوية والطاقة الكهرومائية.

تحول ملحوظ في مشهد الطاقة

يشير تركيز أذربيجان المتزايد على الطاقة الشمسية إلى تحول ملحوظ في مشهد الطاقة في البلاد؛ فعلى الرغم من اعتمادها تقليديًا على النفط والغاز، تدرك البلاد أهمية تنويع مصادر الطاقة لديها لعدّة أسباب قاهرة.

أولًا، توفر الإمكانات الاقتصادية الكبيرة للطاقة الشمسية، والتي تقدَّر بـ23 ألف ميغاواط، فرصة واضحة للدولة لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري والإسهام في الاستدامة البيئية.

ويتماشى هذا التحول مع الاتجاهات العالمية التي تهدف إلى الحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة ومكافحة تغير المناخ.

علاوةً على ذلك، فإن الزيادة في إنتاج الطاقة الشمسية بنسبة 6.4% في الأشهر الـ8 الأولى من عام 2023 تُظهر التزام أذربيجان بتوسيع قدرتها في مجال الطاقة المتجددة.

ولا يؤدي هذا التحول إلى تعزيز أمن الطاقة من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد فحسب، بل يعزز أيضًا النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص العمل في قطاعات الصيانة والتركيب والتصنيع.

ومع استمرار أذربيجان بالاستثمار في الطاقة الشمسية، فإنها تصبح لاعبًا محوريًا في التحول الدولي للطاقة النظيفة.

ويحمل دخول أذربيجان في مجال الطاقة الشمسية أهمية جيوسياسية كبيرة، إذ يعزز أمن الطاقة الإقليمي، ويتوافق مع أهداف الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة المتجددة.

ويسلّط تصدير الطاقة المتجددة إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2016 الضوء على إمكانات أذربيجان بوصفها مزودًا موثوقًا للطاقة.

ويشير التعاون مع شركات الطاقة المتعددة الجنسيات، مثل بي بي (BP) وتوتال إنرجي (TotalEnergies)، إلى الاهتمام والاستثمار الأجنبي، ما يؤدي إلى اعتماد التكنولوجيا في قطاع الطاقة المتجددة.

ومن خلال تركيزها على الاستدامة وشراكاتها العالمية، تستعد أذربيجان لقيادة التحول إلى الطاقة النظيفة، والاستفادة من إمكاناتها الهائلة في مجال الطاقة المتجددة.

ويتأكد هذا الانتقال من خلال تحول البلاد بعيدًا عن الوقود الأحفوري نحو مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وهو ما يتماشى مع الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ، ويمثّل استجابة تطلعية للطلب على الطاقة والمخاوف البيئية وضرورة أمن الطاقة.

إن دور أذربيجان المتنامي بوصفها دولة مصدرة للطاقة المتجددة إلى الاتحاد الأوروبي يُظهر التزامها بالممارسات المستدامة، ويضعها بصفتها مسْهِمًا مهمًا في جهود الاستدامة العالمية.

ومع ازدهار صناعة الطاقة الشمسية داخل أذربيجان، تعزز الدولة صورتها بصفتها موردًا موثوقًا ومستدامًا للطاقة، وتعزز بنيتها التحتية المحلية، مع تعزيز الممارسات الصديقة للبيئة، من خلال الشراكات الدولية.

* الدكتور أومود شوكري، الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة، الزميل الزائر الأول في جامعة جورج ميسون الأميركية، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001".

* هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق