سلايدر الرئيسيةالتقاريرتقارير النفطنفط

الطائرات المسيرة تُشعل ثورة في صناعة النفط والغاز.. 5 مهام شاقة

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تُستَعمل الطائرات المسيرة في صناعة النفط والغاز على نطاق واسع.
  • تساعد الطائرات المسيرة على تحسين جودة الإنتاج وتوفير نفقات التشغيل في صناعة النفط والغاز.
  • تستطيع الطائرات دون طيار التحليق على مسافة قريبة جدًا من الأصول والبنية التحتية.
  • توقعات بوصول قيمة سوق الطائرات دون طيار إلى 89.6 مليار دولار بحلول 2030.
  • تنفذ الطائرات المسيرة مهام تسليم المواد وقطع الغيار والإمدادات إلى منصات الحفر البحرية.

يتزايد استعمال الطائرات المسيرة في صناعة النفط والغاز –يومًا تلو الآخر- إذ جعلت تلك المعدات فائقة التطور عمليات الفحص والمراقبة واكتشاف التسربات أسرع وأكثر أمانًا وأرخص من أي وقت مضى؛ ما يتيح فرصة ذهبية لشركات الطاقة لتوفير نفقات التشغيل وتوفير الوقت وتقليل المخاطر وتحسين جودة الإنتاجية، من بين مزايا أخرى عديدة.

وتتوقع منصة غلوبال داتا GlobalData أن تصل قيمة سوق الطائرات دون طيار إلى 89.6 مليار دولار بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، بزيادة من 13.7 مليار دولار في عام 2021، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع -أيضًا- أن تقفز الحصة السوقية للطائرات المسيرة التجارية من 34% في عام 2021 إلى 64% في عام 2030، على أن تحجز صناعة النفط والغاز لنفسها مساحة كبيرة في قطاع سوق الطائرات دون طيار التجارية، وفق غلوبال داتا.

شل وتوتال إنرجي في المقدمة

سبقت شركة شل Shell متعددة الجنسيات ونظيرتها الفرنسية توتال إنرجي TotalEnergies، أقرانها في قطاع الطاقة العالمي باستعمال الطائرات دون طيار في عملياتها النفطية.

وفي الآونة الأخيرة، شرعت شركات الخدمات النفطية في تضمين الخدمات المعتمدة على تلك الطائرات في محفظتها الاستثمارية، مثل شركة بيكر هيوز الأميركية ومواطنتها شلمبرجيه، في تقديم خدمات الكشف عن الانبعاثات وتخفيف آثارها باستعمال الطائرات دون طيار.

وتكتسب الطائرات المسيرة أهمية متزايدة في الوقت الراهن بفضل استعمالها على نطاق واسع لتنفيذ العديد من المهام بدقة بالغة؛ إذ تتفاوت تلك المهام من عمليات التسليم السهلة إلى الفحص وجمع البيانات المعقدة في الأماكن التي يصعب الوصول إليها.

ورغم أن هناك صناعات مثل التجارة الإلكترونية والدفاع والترفيه، من بين أخرى عديدة، تستعمل تلك الطائرات منذ بداية تطويرها، أضحت تلك المعدات جزءًا لا يتجزأ من كل الصناعات في الوقت الحالي، ومن بينها النفط والغاز.

طائرة مسيرة تُحلِّق فوق أحد المواقع النفطية
طائرة مسيرة تُحلِّق فوق أحد المواقع النفطية - الصورة من commercialuavnews

صناعة النفط والغاز

أسهمت التطورات المذهلة التي شهدتها تطبيقات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، في جعل الطائرات المسيرة أكثر أمانًا وموثوقية؛ ما جعلها جزءًا أصيلًا من صناعة النفط والغاز؛ إذ يُستعان بتلك المركبات غير التقليدية لأداء مجموعة واسعة ومتنوعة من المهام، مثل فحص المنصات البحرية، ومعدات التكرير، وكشف حوادث تسرب النفط والغاز، والمعدات المُستعملة في عمليات النقل والتخزين والتسويق، والاستجابة السريعة في حالات الطوارئ، ومعالجة المواد.

وتعتمد تلك الطائرات، خلال أداء تلك المهام، على مستشعرات الصور أو الكاميرات المزودة بتقنية "آر جي بي" RGB المرئية أو الأشعة تحت الحمراء أو تقنية الليدار LIDAR -تحديد المدى عن طريق الضوء أو الليزر، وهي تكنولوجيا استشعار عن بُعد مرئية.

وبالفعل مكّنت التطورات في مجالات التصوير والاستشعار والنقل وبرمجيات التحكم من قِبل تلك الطائرات بالغة التطور، صناعة النفط والغاز من استحداث المزيد من حالات استعمال تلك التقنية بالغة الأهمية، مثل التقاط الصور ومقاطع الفيديوهات بسرعة، واستشعار عوامل الطقس والصدأ وخصائص التباعد للأصول.

مزايا عديدة

يقترن استعمال الطائرات دون طيار في مواقع النفط والغاز بالعديد من المزايا، وفق ما أورده موقع أدوراما Adorama الذي سرد المزايا التالية:

  • السلامة: تساعد هذه الطائرات في الإبقاء على مهندسي الفحص بعيدًا عن المعدات وعن الأوضاع الخطرة.
  • تقليل المخاطر: تستطيع الطائرات دون طيار التحليق على مسافة قريبة جدًا من الأصول والبنية التحتية.
  • توفير الوقت: تستطيع هذه الطائرات التقاط كميات كبيرة من البيانات في دقائق.
  • تحسين العملية: تستطيع إنهاء الحاجة لمتطلبات إدارة السلامة والصحة المهنية الخاصة بالعمال المتخصصين في الحقول.
  • خفض التكاليف: تساعد الطائرات على تقليل تكاليف التشغيل عبر إنهاء الحاجة للجهد البشري وتعزيز إمكان الوصول.
  • تعزيز الكفاءة: تتيح الطائرات الفرصة لالتقاط مجموعات البيانات واسعة النطاق بشكل أسرع وأكثر فاعلية من البدائل اليدوية.
طائرة مسيرة
طائرة مسيرة - الصورة من whatech

وفيما يلي قائمة بأهم مجالات استعمال الطائرات المسيرة في صناعة النفط والغاز، وفق ما أعده موقع "آي أو تي فور أول":

1- فحص خطوط الأنابيب

تؤدي الطائرات المسيرة دورًا حاسمًا في رصد شبكة واسعة من خطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز عبر مسافات طويلة.

وتُجهز تلك الطائرات بأجهزة استشعار متطورة مثل التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن الحالات الشاذة الحرارية؛ ما يُعد مؤشرًا رئيسًا لحوادث التسرب أو التآكل على أسطح خطوط الأنابيب.

ويساعد هذا الكشف المبكر على منع التلفيات والأضرار البيئية، ويضمن السلامة العامة للبنية التحتية لخطوط الأنابيب.

2- الرصد البيئي

يمكن أن تُزود الطائرات المسيرة بكاميرات متعددة الأطياف وفائقة الطيفية، والتي تُستعمل لرصد واكتشاف الآثار البيئية للعمليات المنفذة في صناعة النفط والغاز.

كما يمكن لتلك الكاميرات بالغة التطور تقييم صحة التربة، وصحة النباتات وجودة المياه في مواقع الحفر والاستكشاف وحولها.

وعبر تجميع تلك البيانات، تستطيع الشركات الالتزام بالمعايير واللوائح المنظمة للبيئة، وضمان استخراج الموارد بطريقة مسؤولة، إلى جانب تقليل الاختلالات الإيكولوجية المحتملة.

3- الاستجابة في حالات الطوارئ

في المواقف المهمة مثل حوادث التسرب النفطي، تبرز الطائرات المسيرة وسيلة رائعة لإتاحة تقييمات سريعة، ورفع درجة الوعي بالأوضاع الحاصلة.

وتُزود تلك الطائرات بكاميرات وأجهزة استشعار عالية الدقة والوضوح، قادرة على التقاط البيانات الخاصة بامتداد التسرب وحركته في وقت حقيقي.

ويساعد هذا فرق الطوارئ -أيضًا- على تخفيف تعرض العاملين في مواقع النفط والغاز للظروف الخطرة في أثناء عمليات الطوارئ.

مصفاة نفط
مصفاة نفط - الصورة من consortiq

4- الأمن وإدارة المخاطر

فيما يتعلق بأمن حقول النفط والغاز، تضيف الطائرات المسيرة تعزيزًا إضافيًا عبر تنفيذ دوريات في تلك الحقول، وخطوط الأنابيب، والمنشآت النائية ذات الصلة.

وتُزود تلك الطائرات بكاميرات فائقة التطور تمنحها القدرة حتى على الرؤية الجيدة للأهداف ليلاً، بل تمكنها -أيضًا- من اكتشاف الأنشطة غير المرخصة، أو التعدي على ممتلكات الغير أو الخروقات الأمنية المحتملة.

وتقدم الطائرات المسيرة بيانات مرئية إلى الأشخاص المختصين؛ ما يمكنهم من الاستجابة السريعة، وتعزيز الوضع الأمني في المواقع بوجه عام.

وعلاوة على ذلك من الممكن أن تساعد هذه الطائرات في تحديد المخاطر التي تتعلق بالسلامة، وتخفيف آثارها.

وتستطيع الطائرات دون طيار فحص المناطق العرضة للانزلاقات الأرضية، ورصد الأراضي غير المستوية، وتقييم تسربات الغاز أو الانبعاثات السامة.

كما يمكن لتلك المعدات بالغة التعقيد إدارة المخاطر عبر خفض التعرض البشري للبيئات السامة، ومن ثم تعزيز سلامة العمال ودعم الالتزام بمعايير وبروتوكولات السلامة الصارمة.

5- عمليات التسليم

من الممكن أن تنفذ الطائرات المسيرة مهام تسليم المواد وقطع الغيار والإمدادات إلى منصات الحفر البحرية وغيرها من العمليات التي تجري في المناطق النائية، بدلًا من إرسال قارب أو طائرة هليكوبتر للوصول إلى منصة الحفر.

جمع البيانات وتحليلها

من الممكن تجهيز الطائرات المسيرة بأجهزة استشعار متطورة، مثل الليدار، والكاميرات متعددة الأطياف، لجمع كميات ضخمة من البيانات في أثناء جولات التحليق في الهواء في المواقع المحددة.

ثم تُعالج تلك البيانات بعد ذلك وتُحلل باستعمال برمجيات متخصصة لإنتاج نماذج مفصلة ثلاثية الأبعاد، وقياسات حجمية ورؤى جيولوجية، تُستعمَل بياناتها لاحقًا في اتخاذ القرارات ذات الصلة بإدارة احتياطات النفط والغاز في الحقول، وتحسين تقنيات الحفر، وتحسين كفاءة الإنتاج بوجه عام.

وبناءً عليه يمكن القول إن الطائرات دون طيار تُعد استثمارات فائقة في صناعة النفط والغاز حال استُعملت تطبيقاتها وفق برمجيات التحكم في تلك المعدات؛ ما ينعكس في النهاية على كفاءة التشغيل وتحسين الإنتاجية في صناعة النفط والغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق