منوعاتتقارير منوعةرئيسية

تلوث الهواء يقصّر متوسط عمر الإنسان 5 سنوات.. و8 دول تعاني أكثر (دراسة)

أسماء السعداوي

أكدت دراسة حديثة أن تلوث الهواء ما يزال أحد أكبر التهديدات لصحة الإنسان، بل ويفوق في خطورته حوادث السيارات والإيدز والتدخين والملاريا.

في المقابل، سيؤدي خفض معدلات تلوث الهواء للمستويات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية إلى إضافة عامين إلى 3 أعوام لمتوسط العمر المتوقع، لكن حال العكس يُتوقع أن يقصر متوسط عمر الإنسان بنحو 5 سنوات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويقول التقرير السنوي لمؤشر جودة الهواء، الصادر عن معهد سياسات الطاقة في جامعة شيكاغو الأميركية، إن آسيا وأفريقيا تتحملان العبء الأكثر من المعاناة.

كما تتركز نحو 3 أرباع الآثار الصحية الضارة لتلوث الهواء في 6 دول فقط، هي: بنغلاديش، والهند، وباكستان، والصين، ونيجيريا، وإندونيسيا.

وعلى نحو خاص، تشهد منطقة جنوب شرق آسيا "مستويات غير آمنة من التلوث"، بحسب التقرير.

نتائج التقرير

عالميًا، ارتفع متوسط جسيمات "بي إم 2.5" بين عامي 2020 و2021، بأكثر من 5 أضعاف المستويات التي حددتها منظمة الصحة العالمية.

وجسيمات "بي إم 2.5" الدقيقة هي جزيئات صغيرة من التلوث أصغر من 2.5 "ميكرون"، أي نحو 1 على 30 من قُطر شعرة الإنسان، وتؤدي إلى تهيّج العينين والأنف والرئتين، بالإضافة إلى تفاقم الربو والأمراض التنفسية الأخرى، كما تزيد من مخاطر الموت بسرطان الرئة وأمراض القلب.

وخلال العقد الماضي 2013-2023، تراجعت مستويات تلوث الهواء العالمية بصورة طفيفة، وكان للصين الدور الأكبر في هذا الإنجاز، وشهدت انخفاض جسيمات "بي إم 2.5" في الهواء هناك بنسبة 42.3% منذ عام 2013.

في مقابل ذلك، ما زال تلوث الهواء في الصين يفوق مستويات منظمة الصحة العالمية بـ6 أضعاف.

وبذلت الصين جهودًا ضخمة لتحسين جودة الهواء، وهو ما أدى إلى رفع متوسط عمر الإنسان بمعدل 2.2 عامًا منذ 2023.

وإلى ذلك، يتوقع التقرير ارتفاعًا آخر في متوسط عمر الصينيين، حال التزمت بكين -باستمرار- بمعايير منظمة الصحة العالمية.

وتقول مديرة المركز، كريستا هاسنكوبف: "رغم إحراز الصين نجاحًا ملحوظًا في حربها على تلوث الهواء، تمضي أجزاء أخرى من العالم في الاتجاه المعاكس".

وأضافت: "لم نتجاوز خطر تلوث الهواء بعد، رغم أن المثال الصيني يكشف لنا عن أن المشكلة قابلة للحل".

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز 10 مدن تلوثًا حول العالم في عامي 2019 و2020:

تلوث الهواء

 

 

 

 

أفريقيا وآسيا

يقول التقرير، إن متوسط عمر الإنسان سيرتفع بمعدل يتراوح بين عامين و3 أعوام، وهو ما سينقذ 17.8 مليار سنة من عمر الإنسان، وذلك حال انخفاض مستويات جسيمات "بي إم 2.5" بصورة دائمة، وصولًا إلى المستويات التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.

وتماثل جسيمات "بي إم 2.5" في حجم تأثيرها التدخين في صحة الإنسان، وتفوق بـ3 أضعاف حجم تناول الكحول والمياه غير النظيفة، وأكثر من 5 أضعاف إصابات حوادث النقل مثل تصادم السيارات، وأكثر من 7 مرات تأثير مرض الإيدز.

وارتفعت معدلات جسيمات "بي إم 2.5" في جنوب آسيا بنحو 10% منذ عام 2013، وحال استمرت المستويات على ما هي عليه، فمن المتوقع أن يقصر متوسط عمر الإنسان بنحو 5 سنوات.

وتضم المنطقة -التي تحمل عبء رُبع التلوث عالميًا- 4 دول هي الأكثر تلوثًا في العالم وهي: بنغلاديش، والهند، ونيبال، وباكستان على الترتيب.

وعلى نحو متصل، أصبح تلوث الهواء بجزيئات "بي إم 2.5" -بفعل الاستهلاك المتزايد للطاقة في وسط وغرب أفريقيا- تهديدًا صحيًا قاتلًا يعادل في خطورته مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) والملاريا.

كما تُعد دول الكونغو الديمقراطية، ورواندا، وبوروندي، والكونغو من بين أكثر دول العالم تلوثًا.

ورغم أن كلًا من أفريقيا وآسيا تتحملان العبء الأكبر من خسارة متوسط العمر المتوقع، فإنهما تفتقران إلى البنية الأساسية اللازمة لإحداث تغيير.

كما لا تتوافر معلومات كافية عن تلوث الهواء هناك، وتوفر 6.8% و3.7% فقط من حكومات دول آسيا وأفريقيا -على الترتيب- معلومات كاملة عن جودة الهواء، كما أن 35.6% و4.9% من دول آسيا وأفريقيا لديها مؤشرات لقياس جودة الهواء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق