رئيسيةأخبار السياراتسيارات

خبيرة تتهم السيارات الكهربائية بالتسبب في تلوث الهواء

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • السيارات الكهربائية تُسهم في تلوث الهواء
  • جميع أنواع السيارات تُنتج جسيمات صغيرة تلوّث الهواء
  • يمكن أن تحقق السيارات الكهربائية -خلال دورة حياتها- انخفاضًا أكبر في الانبعاثات بنسبة 76%
  • "لوبي" السيارات الكهربائية هدفه الأرباح في المقام الأول، وليس التغيرات المناخية
  • يجب التشجيع على استعمال الدراجات الهوائية لمنع تلوّث الهواء
لا تؤدي السيارات الكهربائية -كما يظن الكثيرون- دورًا مثاليًا في القضاء على الانبعاثات الكربونية، وهو ما يفرض ضرورة لتحسين تقنيات تصنيعها حتى تُسهم في تحقيق أهداف الحياد الكربوني على النحو المنشود.

ولا يهتم لوبي هذا النوع من المركبات في المقام الأول بالتغيرات المناخية، ولكن ما يعنيه هو الأرباح، بحسب ما أكده مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي.

وفي هذا الإطار، قالت خبيرة المناخ في مدينة يورك الإنجليزية كيت رافيليوس، إن السيارات الكهربائية ليست الحل لمعضلة التلوث الهوائي، حسبما أورد موقع زا برس THE PRESS.

وأوضحت رافيليوس أن السيارات الكهربائية -مثل السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل- تُسهم في تلوث الهواء، رغم أنه لا ينبعث عنها غاز ثاني أكسيد النيتروجين، وفق تقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

جسيمات مدمرة

أضافت رافيليوس التي تشغل في الوقت نفسه منصب عضو مجلس مدينة يورك، أن السيارات الكهربائية –كغيرها من جميع أنواع السيارات- تُنتج جسيمات صغيرة "مدمرة حقًا" تلوّث الهواء نتيجة تآكل إطارات ومكابح المركبات.

وأشارت رافيليوس إلى أن هناك أنواعًا مختلفة من التلوث.

وتابعت: "هناك أكاسيد النيتروجين التي تنبعث من السيارات، لكن هناك -كذلك- جسيمات تتسلل إلى رئتيك، وهي مدمرة حقًا".

وأردفت خبيرة المناخ في مدينة يورك: "إنها (الجسيمات) تأتي من تآكل المكابح والإطارات، والمركبات الكهربائية ما تزال تُنتج تلك الجسيمات".

وتابعت: "حتى إذا ما حوّلنا كل شيء إلى الطاقة الكهربائية، فسنظل نواجه مشكلات مع الجسيمات التي يتعين علينا التعامل معها فورًا".

وواصلت رافيليوس: "وفي النهاية يمكنني القول، إن الطريق الأوحد الذي يمكننا من خلاله التغلب على تلك المعضلة هو خفض حركة المرور خلال السفر".

وأوضحت: "الأماكن التي يحدث فيها هذا في الغالب هي الشوارع التي تشبه الوادي، حيث يوجد بها مبانٍ طويلة على كلا الجانبين، وينحصر التلوث في تلك الشوارع".

وقالت: "يتضح الآن لماذا يحدث التلوث".

التصميم أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم:

مبيعات السيارات الكهربائية

خطة للتنقل داخل المدن

تابعت رافيليوس: "التصميم المعماري لتلك الشوارع يحبس التلوث، وهذه الشوارع تكون مزدحمة للغاية".

وواصلت: "ولذا فإنه على المدى الطويل، ستتمثل الطريقة التي سنتعامل بها مع تلك المعضلة في وضع خطة لتنقلنا داخل المدن".

وقالت خبيرة المناخ في مدينة يورك: "أحد الأهداف المتضمنة في خطة التنقل تلك هي خفض حجم المرور بنسبة 20%، والتي تتمثل فيما نشهده خلال العطلات المدرسية".

ويُقصد بحجم المرور معدل حركة المركبات اليومية متوسطًا حاليًا لكلا الاتجاهين.

وأضافت رافيليوس: "لا يمكننا التلويح بعصا سحرية، وتحسين التلوث بين عشية وضحاها، لكن هناك أشياء صغيرة يمكننا النظر إليها لمحاولة تحسين تلك الجوانب، مثل تغيير توقيت إشارات المرور، ولذا لن يكون لدينا تكدّس مروري في تلك الشوارع التي تشبه الوديان".

استعمال الدراجة

من ناحيتها، أبدت العضوة في مجلس مدينة يورك والمسؤولة التنفيذية عن الاقتصاد والنقل، بيت كيلبان، رغبتها في أن يتزايد عدد الأشخاص الذين يستعملون الدراجات الهوائية.

وقالت كيلبان: "لا نرغب في أن يظل عدد الأشخاص الذين يمشون ويركبون الدراجات الهوائية كما هو دون تغيير".

وتابعت: "بل نرغب في زيادته، وسنمضي إلى الأمام، وسنستحدث خطة نقل محلّي؛ تمهيدًا للتشاور عليها خلال العام الجاري (2023)، كي نستكشف بعض الطرق التي يمكننا من خلالها تحقيق هذا الهدف".

ورغم أن 30% من سكان مدينة يورك يذهبون إلى العمل بصفة دورية سيرًا على الأقدام، أو حتى باستعمال الدراجة الهوائية، مقارنةً بنسبة 9.6% على الصعيد الوطني، فإن جودة الهواء في يورك لم تشهد أيّ تحسّن في العام الماضي (2022).

النقل ليس مصدر التلوث الوحيد

قال مدير الحماية العامة في يورك مايك ساوثكومب، إن النقل ليس المساهم الوحيد في تلوث الهواء بالمدينة.

وأوضح ساوثكومب:"رغم أن مدينة يورك تأثرت تاريخيًا بالتلوث الناجم عن حركة المرور، فإن هذا الأخير ليس هو المصدر الوحيد للتلوث".

وأتمّ:" أجد المزيد والمزيد من المصادر الأخرى، مثل التدفئة المحلية، والتدفئة التجارية المسببة للتلوث على وجه الخصوص".

خفض الانبعاثات

رغم أن السيارات الكهربائية توفر قرابة 65% من الانبعاثات الكربونية، قياسًا بسيارات الوقود الأحفوري، فإنه يُتوقع أن ترى النور سيارات تخفض الانبعاثات بدرجة أكبر خلال الأعوام الـ10 المقبلة؛ بسبب تغيرات في تقنيات التصنيع، وكذلك إيجاد كهرباء أكثر اخضرارًا.

ووفق تقرير أصدرته شركة "ريكاردو" الهندسية في العام الماضي (2022)، يمكن أن تحقق السيارات الكهربائية -خلال دورة حياتها- انخفاضًا أكبر في الانبعاثات بنسبة 76%، مقارنة بالسيارات التقليدية بحلول عام 2030، بسبب التحسينات في تقنيات البطاريات وتصنيعها وإطالة أعمارها الوظيفية.

وبحلول أواسط القرن الجاري (2050)، يمكن أن ترتفع هذه الوفورات في الانبعاثات إلى 81%، إذ تقترب انبعاثات الكربون من إنتاج السيارات الكهربائية من التكافؤ مع المركبات التقليدية، بحسب ما نشرته منصة "إي آند تي" التكنولوجية.

سيارات كهربائية في محطة شحن
سيارات كهربائية في محطة شحن - الصورة من thedriven.

لوبي هدفه الربح

أكد مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن "لوبي" السيارات الكهربائية هدفه الأرباح في المقام الأول، وليس التغيرات المناخية.

وقال الحجي، في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها بعنوان "مستقبل الطاقة بين الواقع والأحلام والتضليل الإعلامي"، إن عدد السيارات الكهربائية قليل، قياسًا بسيارات محركات البنزين والديزل؛ ما يعني صيانة أقلّ.

وأوضح: "يجب علينا أن نضع نصب أعيينا أن لوبي السيارات الكهربائية، ولوبي الطاقة المتجددة، وكل هؤلاء، لا يهمّهم التغير المناخي في المقام الأول، بل إن كل ما يهمّهم هو الأرباح، التي تمثّل الإعانات الحكومية جزءًا كبيرًا منها -إن لم تكن كلها-؛ لذلك فإن الهدف في النهاية هو المال".

صيانة السيارات الكهربائية وإصلاحها

تحدّث مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي عن صيانة السيارات الكهربائية، قائلًا، إن الرواية التي يذكرونها عن السيارات الكهربائية، بأن تكاليف صيانتها أقلّ وإصلاحها أقلّ، هي صحيحة بالفعل، غير أن الأزمة تتمثل في عدم توافر محال تصليح وصيانة عامة لهذا النوع من المركبات.

وأشار الحجي إلى أن تصليح هذه السيارات يجري في وكالات خاصة بها؛ ما يعني بالطبع ارتفاع التكاليف وانتظارًا أطول، بل إن بعض مالكي هذه السيارات ينتظرون أكثر من شهرين لإصلاحها في إحدى الوكالات التابعة لشركة تيسلا الأميركية.

وتابع الحجي: "المعضلة الأكبر هي أنه مع انتشار السيارات الكهربائية عالميًا، خاصة في أوروبا وأميركا، تكثر الحوادث التي يكون أحد أطرافها، أو الطرفان، أو أكثر، سيارات كهربائية، ومن المعروف أن تكلفه السيارة الكهربائية الأكبر تكمن في بطاريتها".

وواصل: "البطارية هي أغلى شيء في السيارة، وهناك بعض السيارات الفخمة تصل كلفة البطارية وحدها إلى 75 ألف دولار، لذلك فإن المشكلة هنا أن السيارة الكهربائية أثقل -بشكل كبير- من مثيلاتها التي تسير بالبنزين والديزل".

وتابع: "هذا يعني أنه عند وقوع حادثة طرفها سيارة كهربائية، تكون أخطر، والدمار فيها أكبر".

موضوعات متعلقة..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق