التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

خبير أوابك: خط الغاز العربي يدعم تحول مصر لمركز إقليمي.. و3 عوامل مطلوبة

أحمد بدر

قال خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن مصر تعوّل على خط الغاز العربي ضمن خططها للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز في شرق المتوسط.

وأضاف خبير الصناعات الغازية لدى منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول، في تصريحات تلفازية تابعتها منصة الطاقة المتخصصة، أنه يجب -أولًا- معرفة المقومات الأساسية التي تمكّن أيّ دولة من بناء مركز إقليمي لتجارة الغاز.

وأوضح خبير أوابك أن التجارة هنا ليست بالضرورة تصدير الغاز، بل تتضمن استيراده أيضًا، لافتًا إلى أن معرفة هذه المقومات تجعل من السهل إدراك الأهمية التي يحظى بها خط الغاز العربي لتحقيق هذا التحول الذي تسعى إليه مصر.

بناء مركز إقليمي لتجارة الغاز

قال خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إنه لا بدّ في البداية من أن تتوفر 3 عوامل أساسية، بالإضافة إلى الإرادة السياسية، لبناء مركز إقليمي للغاز، وهذه العوامل هي:

  • أولًا: وجود بنية تحتية هائلة للغاز، ويشمل ذلك شبكات خطوط الأنابيب ومحطات المعالجة ومرافق التخزين، بالإضافة إلى محطات إسالة الغاز الطبيعي لتصديره، ومن ثم تحقيق مرونة عالية.
  • ثانيًا: توافر مصادر عدّة لإمدادات الغاز، يكون من بينها الإنتاج المحلي، بالإضافة إلى واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب، بجانب واردات الغاز المسال، وذلك بهدف منع احتكار الإنتاج، ليكون فقط من الشركات المحلية المنتجة للغاز.
  • ثالثًا: أن تكون هناك قاعدة قوية من المشترين أو العملاء، سواء في السوق المحلية، أو السوق الإقليمية، أو الدولية.
خبير أوابك يتحدث عن خط الغاز العربي
خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي

ولفت المهندس وائل عبدالمعطي إلى أنه على هذا الأساس يتضح أن خط الغاز العربي يشكّل أحد المكونات الرئيسة لهذا المركز، كونه ضمن العامل الأول "البنية التحتية"، مضيفًا: "في تقديري كان هذا الخط أحد الأدوات المهمة التي مكّنت مصر من طرح فكرة إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، واحتضانها له في القاهرة".

وعن ضمان مصر استمرار ضخ الغاز عبر خط الغاز العربي إلى الأردن ثم سوريا ولبنان، في ظل زيادة الطلب المحلي وتراجع الإنتاج، قال خبير أوابك، إن تصدير الغاز عبر الخط، وأيضًا الغاز المسال، سيكون رهن قدرتها على تحقيق اكتشافات جديدة، وإدخال الاكتشاف المعلنة مؤخرًا، مثل حقل النرجس، على خريطة الإنتاج لدعم الإنتاج المحلي.

وأوضح، خلال التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، أن هذه الخطوة من شأنها تحقيق فائض في الميزان التجاري للغاز، بما يدعم خزينة الدولة المصرية بالعملة الصعبة، وتحديدًا الدولار، الذي أصبحت مصر في أمسّ الحاجة إليه بالوقت الراهن.

استغلال مصر لخط الغاز العربي

قال خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن خط الغاز العربي قد يكون أداة فعالة لاستقبال الغاز في مصر، لافتًا إلى توقيع وزارة البترول المصرية -ممثّلة في الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية- اتفاقية مع شركة الكهرباء الأردنية، في يونيو/حزيران الماضي، للتعاون في خفض التكاليف التشغيلية لتسهيلات تخزين وتغويز الغاز المسال.

وأوضح المهندس وائل عبدالمعطي أنه بموجب هذه الاتفاقية، تتمّ الاستفادة المشتركة من وحدة التغويز العائمة للغاز الطبيعي المسال في ميناء الشيخ صباح في مدينة العقبة، وذلك بهدف تأمين إمدادات الغاز لكلّ من مصر والأردن.

ومن ثم، وفق خبير أوابك، فإن خط الغاز العربي سيسهم -في هذه الحالة- بصفته خط إمداد للغاز إلى مصر من الجانب الأردني، ولكن ذلك في حالات الطوارئ، ووفق الأطر التي تحافظ على أمن الطاقة في كلا البلدين.

ولفت إلى أنه يمكن في الوقت نفسه للبنان، الذي بدأ مؤخرًا التنقيب عن الغاز، ربط خط الإنتاج المستقبلي مع خط الغاز العربي، ومن ثم ضخ الغاز إلى مصر، التي ستعمل بدورها على إسالته، وتصديره إلى الأسواق العالمية، ما يجعل الخط أداة مهمة في يد مصر، سواء لتصدير الغاز إلى الأردن وغيرها، أو استقباله من الأردن، وربما لبنان، في المستقبل.

أهمية الخط العربي اقتصاديًا وإستراتيجيًا

قال خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن خط الغاز العربي له أهمية اقتصادية وإستراتيجية كبيرة، إذ إنه بمراحله الـ3، كان يمثّل نقطة تحول في صناعة النفط في مصر، وسمح للقاهرة بدخول نادي الدول المصدّرة للغاز الطبيعي للمرة الأولى في عام 2003.

وأوضح أن هذا جاء بعد تحقيق مصر عددًا من اكتشافات الغاز في منطقة البحر المتوسط والصحراء الغربية، كانت كافية لسدّ احتياجات السوق المحلية من الغاز، وتوفير فائض كبير يمكن تصديره إلى الدول المجاورة عبر خطوط الأنابيب، أو إسالتها، وتصديره للأسواق العالمية.

خبير أوابك يتحدث عن خط الغاز العربي
إحدى مناطق خط الغاز العربي في سوريا

وأضاف خبير أوابك أن خط الغاز العربي جعل مصر قادرة على تحقيق مردود اقتصادي من عائدات بيع الغاز إلى الأردن وسوريا ولبنان، كما أسهمت في مراحل تنفيذه شركات مصرية وأردنية وسورية، حققت بدورها مردودًا اقتصاديًا، واكتسبت خبرات في مجال التخطيط والتنفيذ.

وإستراتيجيًا، يرى أن الخط يعدّ أحد أبرز مشروعات ربط الغاز العربي الرائدة في المشرق العربي، ويعدّ مثالًا عمليًا للتكامل في مجال الطاقة بين الدول العربية، إذا توافرت الإرادة السياسية لذلك، لا سيما في ظل محدودية هذا النوع من المشروعات.

كما أن المشروع، بحسب الهدف الرئيس لإنشائه، كان من المخطط أن يصل للسوق الأوروبية من سوريا عبر تركيا، إلّا أن الأحداث التي مرّت بها سوريا منذ عام 2011 حالت دون مواصلة هذا المخطط، وفق تصريحات خبير أوابك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق