صادرات الديزل التركية توفر إمدادات مستقرة للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة (تقرير)
نوار صبح
تشكّل صادرات الديزل التركية -بما فيها الديزل الأحمر- ركنًا تعتمد عليه -في الوقت الحالي- دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في إمداداتها، في ظل الأزمة التي تعيشها تلك الدول بعد فُقدانها الإمدادات الروسية عقب غزو أوكرانيا.
وفي المدة من 1 إلى 21 أغسطس/آب الجاري، استورد الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة 434,400 طن من الديزل وزيت الغاز التركيَين.
وتُعدّ هذه الكمية من صادرات الديزل التركية والديزل الأحمر -وهو نوع رديء من هذا الوقود- ثالث أعلى مستوى من حيث الحجم لأيّ شهر مسجل، إذ بقي وصول شحنات الديزل التركية إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ثابتًا في أغسطس/آب، في ظل نضوب الإمدادات من شرق السويس على ما يبدو، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتشير معدلات الوصول اليومية إلى أن الواردات خلال الشهر بأكمله من المرجح أن تكون الثانية أو الأعلى على الإطلاق، حسبما نشرته وكالة أرغوس ميديا (argusmedia) في 22 أغسطس/آب الجاري.
وكانت تركيا ثاني أكبر مورّد للديزل والديزل الأحمر إلى أوروبا في الأسابيع الـ3 الأولى من أغسطس/آب، بعد الولايات المتحدة.
زيادة صادرات الديزل التركية إلى أوروبا
بدأت تركيا في زيادة صادراتها من الديزل والديزل الأحمر إلى أوروبا جدّيًا في أبريل/نيسان الماضي، بعد الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على منتجات النفط ذات المنشأ الروسي.
وساعدت الشحنات الروسية المعاد توجيهها بتلبية الطلب في بلد يستهلك وقود الديزل أكثر من أيّ دولة أوروبية، باستثناء ألمانيا وفرنسا.
نتيجة لذلك، قفزت صادرات الديزل التركية إلى نحو 320 ألف طن في مايو/أيار، بزيادة 9% على أساس سنوي، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن هيئة سوق الطاقة التركية (إي بي دي كيه).
في المقابل، ارتفعت الواردات التركية من الديزل الروسي إلى 1.097 مليون طن في ذلك الشهر، مقارنة بـ377 ألف طن في العام السابق، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
ولم تواجه المصافي التركية أيّ انقطاعات ملحوظة هذا الصيف، وفقًا لأحد التجّار في المنطقة، وهو ما مكّنها على الأرجح من العمل بجدّ وزيادة إنتاج الديزل وزيت الغاز للتصدير، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وشكّل المشترون الأوروبيون 84% من سوق تصدير بضائع الديزل التركية في المدة من 1 إلى 21 أغسطس/آب، وفقًا لبيانات منصة فورتيكسا المعنية برصد وتحليل تدفقات منتجات النفط والغاز.
ميزة قرب تركيا من أوروبا
يُسهم قرب تركيا من أوروبا بجعلها موردًا طبيعيًا للوقود في ظل التأثير المنخفض لأسعار الشحن باقتصادات المراجحة.
على النقيض من ذلك، كافحت أوروبا لسحب الإمدادات من شرق السويس في الأشهر الأخيرة، وأصبح المورّدون -مثل المملكة العربية السعودية والهند- أكثر قدرة على البيع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى انخفاض أسعار الشحن.
يأتي هذا على الرغم من أن مصافي التكرير الأوروبية تعاني من مشكلات الصيانة غير المجدولة والانخفاض الناجم عن الحرارة في معدلات التشغيل، حسبما نشرته وكالة أرغوس ميديا (argusmedia) في 22 أغسطس/آب الجاري.
وقد أثار ذلك المخاوف بشأن إمدادات الديزل، وساعد في رفع هوامش شحن الديزل إلى 36.08 دولارًا للبرميل مقابل خام بحر الشمال المؤرخ في الأسابيع الـ3 الأولى من أغسطس/آب، من 25.70 دولارًا للبرميل في يوليو/تموز.
ويتابع المحللون والمراقبون ما إذا كانت تركيا قادرة على الحفاظ على مكانتها بين المورّدين الأساسيين للديزل في أوروبا.
على صعيد آخر، انخفضت شحنات المنتجات الروسية هذا الشهر بسبب قوة الطلب المحلي، ويُعدّ الطلب على الديزل في تركيا قويًا، إذ تدفع الضغوط التضخمية المشترين إلى شراء كميات كبيرة من الوقود، وفقًا لتاجر يعمل في المنطقة.
اقرأ أيضًا..
- فساد النفط في نيجيريا يتوالى.. اتهام وزيرة سابقة بارتكاب جرائم رشوة
- الطاقة النووية تعود للأضواء.. 3 تحديات وحلول مقترحة
- أنس الحجي: النفط سلعة إستراتيجية وسياسية.. والسعودية المدير الفعلي