طاقة الرياح تنجح في تشغيل أول رحلة لناقلة بضائع (فيديو)
دينا قدري
أكملت ناقلة بضائع تعمل بطاقة الرياح رحلتها الأولى في المياه المفتوحة، بعد تزويدها بأشرعة خاصة، بهدف اختبار تقنية جديدة ستجلب الدفع بالرياح إلى الشحن التجاري لأول مرة.
وأعلنت شركة كارجيل (Cargill) الأميركية -أكبر تاجر زراعي في العالم- أن ناقلة البضائع بيكسيس أوشن (Pyxis Ocean)، التي استأجرتها، وتبلغ حمولتها 80 ألف طن، أكملت رحلتها من شنغهاي إلى سنغافورة بعد تركيب شراعين ضخمين من الصلب والزجاج المُركّب، وفق بيان نشرته الشركة بموقعها الإلكتروني.
وأوضحت الشركة أنها أول سفينة يجري تحديثها بجناحين من تقنية ويند وينجز (WindWings)، وهي أشرعة كبيرة يصل ارتفاعها إلى 37.5 مترًا، ويمكن تركيبها على سطح سفن الشحن لتسخير قوة الرياح، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
يأتي ذلك في ظل سعي الصناعة البحرية لتجربة عدد من التقنيات المختلفة، بما في ذلك الأمونيا والميثانول، في محاولة للابتعاد عن الوقود الأحفوري؛ نظرًا لأنها تمثّل ما يقرب من 3% من انبعاثات الكربون العالمية، وتتعرض لضغوط من المستثمرين والمجموعات البيئية لتسريع إزالة الكربون.
طاقة الرياح تُحدِث تحولًا
قال رئيس أعمال النقل البحري في شركة كارجيل، جان ديليمان، إن ناقلة البضائع "بيكسيس أوشن" ستُبحر من سنغافورة، وتتجه إلى البرازيل، ومن المرجّح أن تنقل شحنة من الحبوب إلى الدنمارك.
وأضاف أنه من المحتمل أن تظل السفينة بعد ذلك في منطقة شمال المحيط الأطلسي، لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من طاقة الرياح.
وتتمكن التقنية الجديدة من خفض استعمال وقود السفينة بمقدار الخمس تقريبًا، وإذا سارت التجربة على نحو جيد، تأمل كارجيل في إضافة أشرعة إلى قرابة 10 سفن أخرى.
وقال ديليمان: "سيجعل ذلك أسعار الوقود الجديدة في متناول الجميع.. الرياح هناك مجانًا"، وفق ما نقلته بلومبرغ.
تنضم ناقلة البضائع "بيكسيس أوشن" إلى أسطول صغير يضم ما يزيد قليلًا عن 20 سفينة تجارية كبيرة تعمل -حاليًا- بالدفع بمساعدة طاقة الرياح، وفقًا للرابطة الدولية لطاقة الرياح ويندشيب (Windship).
وقد طوّرت بار تكنولوجيز (BAR Technologies) الأشرعة التي بنتها شركة يارا مارين تكنولوجيز (Yara Marine Technologies) النرويجية.
وأُضيفت الأشرعة بحوض بناء السفن كوسكو في شنغهاي بالصين، وتلقّى المشروع بعض التمويل من الاتحاد الأوروبي.
لدى يارا مارين وبار تكنولوجيز -أيضًا- صفقة لتثبيت 4 أجنحة من تقنية "ويند وينجز" على سفينة أخرى.
ويتوقع الرئيس التنفيذي لشركة بار تكنولوجيز، جون كوبر أن تشمل نصف الطلبات الخاصة بالناقلات الجديدة نوعًا من الدفع بمساعدة طاقة الرياح في غضون 3 سنوات.
مزايا تقنية طاقة الرياح الجديدة
قالت شركة كارجيل، إن إحدى مزايا الأشرعة الصلبة، مثل ويند وينجز، هي الطريقة التي يُمكن بها إضافتها إلى السفن الحالية، وليس فقط السفن التي تُبنى حديثًا.
إذا كانت السفينة تعمل بوقود نظيف، مثل الميثانول الأخضر، فإن الرياح يمكن أن تخفض التكاليف، أمّا إذا كانت السفينة ما تزال تحرق النفط، فيُمكن للرياح -أيضًا- أن تخفض الانبعاثات.
وأوضحت شركة يارا مارين أن بعض ناقلات النفط الخام الكبيرة يُمكن أن تصلح لـ6 أشرعة.
وقال رئيس أعمال النقل البحري في شركة كارجيل، جان ديليمان: "إن الصناعة البحرية في رحلة لإزالة الكربون.. وفي كارجيل، نتحمل مسؤولية ريادة حلول إزالة الكربون عبر جميع سلاسل التوريد لدينا لتلبية احتياجات عملائنا واحتياجات الكوكب"، بحسب ما جاء في بيان صحفي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه.
وأضاف: "لا تخلو تقنية مثل ويند وينجز من المخاطر.. وبصفتنا شركة رائدة في الصناعة -بالشراكة مع شركة ميتسوبيشي (Mitsubishi Corporation) المالكة للسفينة- فإننا لسنا خائفين من الاستثمار، واتخاذ هذه المخاطر، والالتزام بالشفافية فيما تعلّمناه لمساعدة شركائنا في التحول البحري إلى مستقبل أكثر استدامة".
ومن جانبه، قال مدير أداء السفن في جمعية لويدز للتسجيل البحري (Lloyd's Register)، سانتياغو سواريز دي لا فوينتي، إن الرياح "هي إحدى هذه التقنيات التي سيحقق مالك السفينة ومشغّل السفينة والمستأجر فائدة منها، حتى لو تحوَّلنا إلى وقود خالٍ من الكربون في المستقبل".
خطوة مهمة لخفض الانبعاثات
على الرغم من أن قطاع الشحن يتعرض لضغوط تنظيمية متزايدة لخفض الانبعاثات، فإن الابتعاد عن المنتجات النفطية يمثّل تحديًا لوجستيًا كبيرًا ومهمة مكلفة.
وتعمل الغالبية العظمى من أسطول العالم بالوقود التقليدي المصنوع من النفط، وفقًا لتقرير صدر العام الماضي (2022) من جمعية تصنيف السفن دي إن في (DNV).
الجيل الجديد من السفن تحت الطلب بعيد كل البعد عن أن يكون دون نفط.
وبالنسبة لشركة كارجيل، فإن الحدّ من استعمال الوقود سيكون خطوة أخرى نحو تقليل الانبعاثات في سلاسل التوريد العالمية بنسبة 30% لكل طن من المنتجات بحلول نهاية العقد.
ومع ذلك، ليس من السهل تحديد الحجم الدقيق للدفع بمساعدة طاقة الرياح في الانبعاثات المستقبلية؛ إذ يعتمد الأداء على مسار السفينة، وعدد الأشرعة التي تُرَكَّب، وبالطبع هبوب الرياح.
وقال ديليمان، إنه لا يتوقع أن تحقق الناقلة بيكسيس أوشن عائدًا على الاستثمار لمدة تتراوح بين 7 و10 سنوات، إن وُجِد.
ومع ذلك، إذا ارتفعت أسعار الوقود فجأة، كما حدث في العام الماضي (2022)، فإن مدة الحصول على العائدات ستقصر.
موضوعات متعلقة..
- طاقة الرياح.. كيف طوّرها الإنسان خلال 7 آلاف عام؟
- طاقة الرياح تنتعش عالميًا بإضافة 77 غيغاواط في 2022 (تقرير)
- الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تؤمنان الطلب على الكهرباء في بلجيكا.. لأول مرة
اقرأ أيضًا..
- هل توقعات الطلب العالمي على النفط من أوبك ووكالة الطاقة واقعية؟
- مستويات تخزين الغاز في أوروبا تُبشر بشتاء أكثر دفئًا.. تجاوزت 90%
- خطوة تخفّض تكلفة إنتاج الهيدروجين إلى أقل من دولار
- مقابر السيارات الكهربائية في الصين.. قنبلة موقوتة تهدد الحكومة (فيديو وصور)