أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

هل توقعات الطلب العالمي على النفط من أوبك ووكالة الطاقة واقعية؟ (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن توقعات الطلب العالمي على النفط من جانب أوبك ووكالة الطاقة الدولية متفائلة جدًا ولا تتناسب مع الواقع.

وأوضح الحجي -في حلقة من برنامجه "أنسيّات الطاقة" على منصة إكس، قدّمها بعنوان "النفط: الصدام بين أوبك والمضاربين ووسائل الإعلام"- أنه من الصعب جدًا خلال العام الجاري (2023) ارتفاع أسعار النفط إلى 100 دولار، لا سيما مع تجاوز مخزونات الصين، التجارية والإستراتيجية، 1.1 مليار برميل، في حين المخزون الإستراتيجي الأميركي والتجاري 850 مليون برميل فقط.

ولفت إلى أن هناك فرقًا بين الطلب والاستهلاك، والإشكالية التي حدثت أن بعض المحللين والبنوك -أو أكثرهم- تفاءلوا بانفتاح الصين بعد الإغلاقات ونمو اقتصادها، ومن المتغيرات التي نظروا إليها زيادة واردات الصين من النفط، التي استنتجوا منها أن اقتصادها يتعافى وينمو، ولم ينتبهوا إلى أنها تستورد لتخزن.

الطلب العالمي على النفط والاستهلاك

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الاستهلاك الحقيقي في الصين أقل بكثير مما كانوا يتوقعونه، وهذا هو ما يبرز الفارق بين الاستهلاك والطلب العالمي على النفط.

وأوضح أن الفرق كبير بين الطلب العالمي على النفط واستهلاكه، لأنه بالنظر إلى الطلب في السعودية، التي قالت شركة إيني -في تصنيف غير صحيح ولكنه شائع- إنها في المركز الخامس بين أكبر مستهلكي النفط في العالم، نجد أنه جزآن، جزء يُستهلك محليًا، وجزء آخر يُكرر في المصافي المحلية ثم يُصدّر.

الطلب العالمي على النفط
مصفاة نفط جازان في السعودية - الصورة من رويترز

وأضاف أنس الحجي: "عندما نتكلم عن حساب الاستهلاك، يجب أن نحذف الصادرات من الاستهلاك، فإذا حذفنا الصادرات من استهلاك السعودية، فإنها لن تكون ضمن أكبر 10 دول مستهلكة في العالم، ولكن لو نظرنا إلى الطلب نجد أن السعودية استهلاكها مرتفع، ولكن هذا يجب أن يُطبّق على كل الدول الأخرى".

ولفت إلى أن كل التقارير العالمية التي تُصدّر -سواء من شركات النفط العالمية أو غيرها- تحسب حساب المصافي وتحسبه ضمن الاستهلاك، وهذا أمر شائع، لذلك وجب التنويه إلى أن استهلاك السعودية الحقيقي للسكان المقيمين داخل حدودها أقل بكثير من الاستهلاك المعلَن.

توقعات الطلب على النفط في 2023 و2024

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه من غير الممكن أن ترتفع أسعار النفط وتصل إلى حدود الـ100 دولار في 2023 إلا حال وقوع حدث سياسي ضخم جدًا في إحدى كبرى الدول المنتجة للنفط.

وأضاف: "لكن هناك مشكلة كبيرة في 2023، هي أن توقعات أوبك ووكالة الطاقة الدولية بشأن الطلب العالمي على النفط متفائلة جدًا، ولا تتناسب مع الواقع، فحساباتهم لما يجب أن تنتجه أوبك أكبر بكثير مما تنتجه المنظمة حاليًا".

ويوضح الجدول التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- توقعات الطلب العالمي على النفط في 2024 من أوبك ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة:

توقعات الطلب على النفط في 2024

يقول الدكتور أنس الحجي: "الحسابات الرياضية تحتم أنه في حال حساب الفرق بين تقديراتهم لإنتاج أوبك وإنتاجها الفعلي، يجب أن يكون هذا انخفاضًا في المخزونات، وهذا الانخفاض في المخزونات لم يحدث، إذ هناك فرق بحدود مليون برميل يوميًا، لذلك لا مفر أمام أوبك ووكالة الطاقة الدولية إلا خفض توقعاتهما للمستقبل".

وبالنسبة إلى العام المقبل 2024، أوضح الحجي أن الجميع يتوقعون زيادة الطلب العالمي على النفط، لافتًا إلى أن الطلب زاد في يونيو/حزيران الماضي 2023 إلى أعلى مستوى له في التاريخ، ومن ثم فإن كل التوقعات التي قالت إن الطلب على النفط وصل إلى ذروته في 2019 كانت خاطئة تمامًا.

وأكد أن نمو الطلب العالمي على النفط سيستمر حتى في عام 2024، وسيصل إلى أرقام قياسية جديدة، موضحًا أن منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" تتوقع أن يصل الطلب على النفط إلى أكثر من 105 ملايين برميل يوميًا بنهاية 2024.

وأردف: "لكن المشكلة الأساسية الآن، هي أننا دائمًا ما ننتقد وكالة الطاقة الدولية بسبب توقعاتها الخاطئة وتحيزها، ولكن يبدو أن هذا التحيز وصل لدرجة أنهم لم يعودوا ينشرون توقعات وإنما رغبات، لأنه بالنظر إلى نمو الطلب العالمي على النفط، بناء على توقعات الوكالة في 2024، نجدها تتناسب مع ما تحلم به".

أسعار النفط والسحب من المخزون الأميركي

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن كل المحللين يتفقون على أن ارتفاع أسعار النفط بصورة كبيرة في صيف 2024، يعني أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستسحب من المخزون الإستراتيجي، ولكن، هل هناك كميات كافية للسحب؟ وهل ستبني إدارة بايدن المخزون أو تضيف مخزونًا ومشتريات أخرى؟

الطلب العالمي على النفط

وأوضح أنس الحجي، أن هذا الأمر مشكوك فيه إذا ظلت أسعار النفط على مستوياتها الحالية نفسها، إذ يجب أن تنخفض الأسعار إلى نصف ما هي عليه الآن على الأقل حتى يفكروا في الشراء، وهذا هو الوضع بصورة مختصرة بالنسبة إلى الشراء.

ولفت إلى أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع انخفاض الطلب العالمي على النفط، لا سيما في أوروبا وأميركا، وهو أمر لا يمكن حدوثه دون كساد أو ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، وهناك أسباب كثيرة لذلك.

وأضاف: "ولكن بالنظر إلى الدول التي قالت الوكالة إن النمو سيكون فيها بالسالب، نجدها كلها تعكس رغبات الحكومات وما يحلمون به، وتخالف كل توقعات البنوك والشركات الاستشارية وأوبك وإدارة معلومات الطاقة، لذلك ستكون هناك مفاجآت عديدة قادمة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق