التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

قطاع الطاقة في سلطنة عمان يوفر فرصًا واعدة للاستثمارات الخضراء

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • عمان تستهدف رفع نسبة الطاقة المتجددة لـ39% بحلول 2040
  • قطاع النفط والغاز استحوذ على 69% من الاستثمارات الأجنبية
  • رفع قدرة مرافق توليد الكهرباء من خلال المحطات المتجددة المستقلة
  • مشروعات الطاقة البديلة تعود بفائدة كبيرة على المستثمرين

يمتلك قطاع الطاقة في سلطنة عمان العديد من الخطط والمشروعات التي يسعى من خلالها إلى رفع نسبة المصادر المتجددة بقدرات توليد الكهرباء وخفض الانبعاثات، بالتوازي مع تعزيز موارد النفط والغاز.

ويوضح تقرير حديث، حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه، أن عمان تستهدف زيادة حصة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 20% بحلول عام 2030، قبل رفعها إلى ما بين 35 و39% بحلول عام 2040.

وفي الوقت نفسه، تخطط شركة تنمية نفط عمان الحكومية إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 50% بحلول عام 2030.

كما تستهدف الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه استكمال العديد من مشروعات طاقة الرياح في إطار التزامها بسعي البلاد نحو خفض انبعاثاتها، وفقًا لتقرير مركز الخليج للأبحاث الصادر مساء الثلاثاء 15 أغسطس/آب 2023.

النفط والغاز يستحوذان على معظم الاستثمارات

يستهدف قطاع الطاقة في سلطنة عمان تعزيز الاستثمارات بالمناطق الاقتصادية الخاصة، ومن أبرزها المشروعات النفطية، مثل محطة رأس مركز لتخزين النفط الخام، ومصفاة الدقم، استغلالًا لموقعها الجغرافي، بصفتها تقاطعًا بين أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا.

ومن بين الاستثمارات، تبرز المشروعات المشتركة بين عمان والمملكة المتحدة والصين ودول كبرى أخرى، التي تستهدف مساعدة السلطنة في تعزيز استثماراتها بالوقود والنقل.

وفي عام 2021، استحوذ قطاع النفط والغاز على نسبة تقترب من 69% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي جذبتها البلاد في ذلك العام.

ويتوقع مركز الخليج للأبحاث أن يستحوذ قطاع الطاقة في سلطنة عمان على حصة تبلغ 17% من إجمالي الفرص الاستثمارية المتاحة بجميع القطاعات على المدى القصير، قبل أن تنخفض الحصة إلى 11% على المدى الطويل، في إطار تحول التركيز إلى المصادر النظيفة.

ومن المتوقع أن يسهم قطاع النفط بنسبة 25% في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بحلول عام 2028، انخفاضًا من 32% عام 2021، لكنه سيظل الأكثر إسهامًا بين جميع القطاعات.

وتمتلك سلطنة عمان احتياطيات نفطية مؤكدة تبلغ 5.37 مليار برميل بنهاية عام 2022، إلى جانب 673 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وفق بيانات منظمة أوبك، التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

منصة حفر- قطاع الطاقة في عمان
منصة نفط في عمان - الصورة منصة "عمان أوبزرفر"

عمان تعزز الطاقة الخضراء

في سياق متوازٍ، شهد يوليو/تموز من العام الماضي (2022) توقيع قطاع الطاقة في سلطنة عمان عقد شراكة مع شركتين فرنسيتين "توتال إنرجي" و"فيوليا" لبناء مزرعة شمسية كهروضوئية لتشغيل محطة لتحلية المياه توفر مياه الشرب لأكثر من 600 ألف فرد.

وتبلغ قدرة مشروع الطاقة الشمسية نحو 17 ميغاواط، ما يعني إنتاج 30 ألف ميغاواط/ساعة من الكهرباء النظيفة سنويًا، الأمر الذي يسهم في منع انبعاث نحو 300 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون.

وبصفة عامة، يمتلك قطاع الطاقة في سلطنة عمان خططًا للعديد من مشروعات الطاقة المتجددة، من بينها محطة لتحويل النفايات إلى كهرباء بولاية بركاء، ومحطة منح للطاقة الشمسية، بالإضافة إلى مشروعات طاقة الرياح.

وبحسب التقرير الذي حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه، من المتوقع أن تعود تلك المشروعات في الطاقة النظيفة بفائدة كبيرة على المستثمرين، مع اهتمام السلطنة المتزايد بالطاقة الخضراء.

في 10 يناير/كانون الثاني 2023، انضمت شركة النفط الأنغوهولندية شل "Shell" بصفتها شريكًا تشغيليًا إلى مشروع عمان للطاقة الخضراء بقدرة تصل إلى 25 غيغاواط.

ويشار إلى أن مشروع عمان للطاقة الخضراء يعود لعام 2018، ويشهد تعاونًا بين شركة إنرتك "EnerTech"، وهي شركة كويتية حكومية متخصصة في الاستثمار والتطوير بمجال الطاقة المتجددة، وشركة أوكيو العمانية، إلى جانب شركة إنتركونتينتال إنرجي "InterContinental Energy"، وهي شركة رائدة متخصصة في تطوير الوقود الأخضر.

وعبر هذا المشروع، يستهدف قطاع الطاقة في سلطنة عمان إنتاج أكثر من 1.8 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا لتسريع تحول الطاقة في البلاد.

وبصفة عامة، تهدف البلاد إلى إنتاج 1.25 مليون طن سنويًا من الهيدروجين بحلول 2030، ترتفع إلى 8.5 مليون طن عام 2050، كما يستعرض الإنفوغرافيك أدناه:

إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان

تعزيز مشروعات الطاقة المتجددة

بهدف توليد 30% من الكهرباء عبر مصادر متجددة بحلول عام 2030، يعمل قطاع الطاقة في سلطنة عمان على زيادة قدرة مرافق توليد الكهرباء من خلال مشروعات الطاقة النظيفة المستقلة.

ومنذ عام 1994، تقود عمان دول مجلس التعاون الخليجي في تطوير محطات المياه ومحطات توليد الكهرباء المستقلة، إذ بدأت البلاد تشغيل أول محطة مستقلة للكهرباء عام 1994.

وفي يناير/كانون الثاني 2022، بدأت محطة عبري 2 التشغيل التجاري، وهي أكبر منشأة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في البلاد على نطاق المرافق.

وبعد عام تقريبًا، وتحديدًا في يناير/كانون الثاني 2023، خصصت سلطنة عمان نحو 250 كيلومترًا مربعًا في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لإقامة مشروعات للطاقة الشمسية والرياح.

وبالفعل، منحت الحكومة العمانية رخصتين، إحداهما في مرحلة التنفيذ لإنشاء محطة طاقة متجددة بقدرة 300 ميغاواط، وسط وجود دراسات لتنفيذ مشروعات أخرى بسعة أكبر.

وبحسب تقرير مركز الخليج للأبحاث، نفّذ قطاع الطاقة في سلطنة عمان العديد من المبادرات الإضافية لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة لعام 2030، منها مزرعة الرياح في ظفار، ومحطتا طاقة شمسية في منح، و11 منشأة هجينة تعمل بالطاقة الشمسية والوقود، بالإضافة إلى مبادرة تستهدف تركيب ألواح شمسية صغيرة الحجم على الوحدات السكنية والتجارية.

ويستعرض الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أبرز المعلومات عن أكبر مشروع للألواح الشمسية في عمان:

أكبر مشروع للألواح الشمسية في سلطنة عمان

الربط الكهربائي

على جانب آخر جاذب للاستثمارات، تنفّذ سلطنة عمان مشروعًا مهمًا للربط الكهربائي بين الشمال والجنوب، يهدف إلى ربط 4 شبكات حيوية للبنية التحتية ببعضها، وهي شبكة تنمية نفط عمان، وشركة كهرباء المناطق الريفية "تنوير"، مع شبكة النقل الكهربائي الرئيسة للبلاد، ونظام نقل الكهرباء بمحافظة ظفار.

ويرى مركز الخليج للأبحاث أن مشروع الربط الكهربائي يعدّ بمثابة عامل جذب للاستثمار الأجنبي المباشر إلى المناطق الاقتصادية مثل الدقم، إذ سيعمل على ربط الشبكة الكهربائية لعمان من الشمال إلى الجنوب.

واستكمالًا لمشروعات تطوير البنية التحتية للكهرباء وإضافة قدرات جديدة، تسعى الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه إلى تنفيذ العديد من مشروعات طاقة الرياح، مستفيدة من الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها البلاد.

ودفعت الإمكانات الهائلة من الرياح قطاعَ الطاقة العماني إلى اتخاذ القرار بتطوير مشروعات لطاقة الرياح بقدرات متنوعة في 7 مواقع حيوية، إذ يتمتع الساحل العماني بتعرّضه بشكل طبيعي لرياح عاتية على مدار العام.

وتوقّع مركز الأبحاث أن تساعد تلك المشروعات على نجاح قطاع الطاقة في سلطنة عمان بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

محطة أمين للطاقة الشمسية
محطة أمين للطاقة الشمسية- الصورة من وزارة الطاقة والمعادن

ومن ضمن أبرز المشروعات الخضراء، التي يُعوّل عليها في خفض الانبعاثات، تأتي محطة أمين للطاقة الشمسية الكهروضوئية الواقعة بالقرب من منطقة نمر، وعلى بعد 300 كيلو متر شمال شرق صلالة، إذ يُتوقع أن تسهم المحطة في منع انبعاث نحو 225 ألف طن من الكربون سنويًا.

وتبلغ سعة محطة أمين للطاقة الشمسية نحو 100 ميغاواط، تسهم في توفير الكهرباء النظيفة لنحو 15 ألف منزل، وهي أول مشروع كبير للطاقة الشمسية في عمان.

وبحسب مركز الأبحاث، تساعد محطة أمين للطاقة الشمسية بتقليل اعتماد قطاع الطاقة في سلطنة عمان على الغاز لتوليد الكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق