هيدروجينتقارير الهيدروجينرئيسية

"هايدروم" تكشف تطورات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان

أسماء السعداوي

اقرأ في هذا المقال

  • توقعات بوصول الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان إلى العالمية
  • الإمكانات الوفيرة للطاقة المتجددة والجهود الحكومية أهم أسباب نمو القطاع
  • الهيدروجين الأخضر أحد سبل تنويع موارد الاقتصاد وخفض الانبعاثات
  • هناك عدم توازن في سلسلة توريد الهيدروجين العالمية
  • برامج الدعم الحكومية وحدها لا تكفي دون إزالة المخاطر

يسعى قطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان إلى حجز مكانة متقدمة بين المصدّرين العالميين، مدفوعًا بالموارد الوفيرة لطاقة الرياح والشمس، وجهود حكومية مكثفة.

في هذا الصدد، يؤكد المدير العام لشركة هيدروجين عمان "هايدروم"، المهندس عبد العزيز الشيذاني، أن السلطنة ستكون في طليعة سباق الهيدروجين الأخضر العالمي، وسيساعدها في ذلك توجيهات السلطان هيثم بن طارق بتسريع وتيرة تطوير اقتصاد الوقود النظيف، والإستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر الصادرة في عام (2022) المنصرم، وكذلك إبرام 5 اتفاقيات لتطوير مشروعات بقيمة تزيد عن 30 مليار دولار، فضلًا عن إطلاق جولة ثانية من عطاءات مشروعات الهيدروجين.

وقال الشيذاني، إن مساعي سلطنة عمان تتّسق تمامًا مع زخم عالمي متزايد لحماية البيئة واستدامة الطاقة، ومنها قانون خفض التضخم الأميركي الذي يمنح امتيازات للطاقة المتجددة، وخطة "ريباور إي يو" وبنك الهيدروجين الأوروبي، بحسب حوار صحفي أجراه مع مجلة "ذا إنرجي يير" (The Energy Year

وأُعلنت الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين في فبراير/شباط من عام 2020، بهدف إنتاج 1 إلى 1.25 مليون طن سنويًا بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، وزيادته إلى نحو 8 ملايين طن بحلول عام 2050، بقيمة استثمارية للمشروعات قدرها 140 مليار دولار.

كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية وصول حجم الإنتاج إلى 8.5 مليون طن بحلول 2050، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

تأسست شركة "هايدروم" في عام 2022، بغرض تسريع تطوير صناعة الهيدروجين، وهي مملوكة لشركة تنمية طاقة عمان التابعة للدولة.

إمكانات ضخمة وآفاق واعدة

يقول المدير العام لشركة هيدروجين عمان عبدالعزيز الشيذاني، إنه رغم كون سلطنة عمان دولة منتجة للنفط والغاز، فقد قررت إطلاق العنان لإمكانات الهيدروجين الأخضر، كما يتجلى في "رؤية عمان 2040"، لتنويع موارد الاقتصاد بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري.

وأضاف أن إستراتيجية الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان تستفيد من الموقع الجغرافي الإستراتيجي للسلطنة والاستقرار السياسي وشبكة البنى الأساسية ورأس المال البشري وسهولة إقامة المشروعات وثروات الموارد المتجددة، من أجل جعل البلاد محورًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وبدعم من صناعة الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، تستهدف عمان إزالة الكربون من قطاع الصناعة، وفي الوقت ذاته توسّع نطاق القاعدة الصناعية المنحصرة -حاليًا- على الغاز، بالإضافة لإرساء قواعد نظام بيئي متكامل يتضمن استثمارات في مجال البحوث والتطوير وسلاسل الإمداد والتقنيات الجديدة، ومنح الفرص للشركات المحلية لصناعة الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والمحلل الكهربائي ومشروعات الإنتاج، ومنها الصلب الأخضر.

يقول المهندس عبد العزيز الشيذاني، إن الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين أرست دعائم الصناعة وأوضحت إمكانات الموارد المتاحة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، كما تستهدف توفير أكثر من 50 ألف كيلومتر مربع من الأراضي لاستثمارات الهيدروجين الأخضر، لإنتاج ما يزيد عن 10 أضعاف الطلب المحلي بحلول 2050.

كما توفر مزيدًا من الوضوح بشأن منح تراخيص المشروعات، بناءً على تكافؤ الفرص والشفافية وجولات العطاءات العلنية.

المدير العام لشركة هيدروجين عمان "هيدروم" المهندس عبد العزيز الشيذاني يتحدث عن صناعة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
المدير العام لشركة هيدروجين عمان "هايدروم" المهندس عبد العزيز الشيذاني- الصورة من وكالة الأنباء العمانية

تحديات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان

يقول المهندس عبد العزيز الشيذاني، إن أكبر تحدٍّ يواجه صناعة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان هو عدم التوازن بين جانبي العرض والطلب في شبكة الهيدروجين العالمية، مشيرًا إلى أن مطوري المشروعات بحاجة لثبات واستمرار الطلب من جانب العملاء.

وأشار إلى عوامل تضيف تعقيدات لمشهد الهيدروجين العالمي، مثل التنازل عن الحوافز التي تقدّمها الحكومات، واتفاقيات شراء الكهرباء طويلة الأجل، والإنجازات التقنية المتوقعة لتقليل تكلفة الإنتاج، لصالح تحقيق أمن الطاقة على المدى القصير.

وأضاف الشيذاني أن ما يُبطئ التحول إلى الهيدروجين الأخضر هو تركّز سلاسل التوريد في دول معدودة، قائلًا، إن سلطنة عمان لديها موارد وفيرة من طاقة الشمس والرياح، إلّا أن مخاطر الاستثمارات ستكون مرتفعة عند طرفي التصدير والاستيراد، ما لم تُحلّ أزمة سلسلة التوريد.

وأكد أن إنتاج الهيدروجين مرتبط بالتكلفة وتكلفة الفرصة البديلة -مصطلح اقتصادي يُستعمل للمفاضلة بين البدائل المتاحة عند اتخاذ القرار-، مشيرًا إلى أنه في حالة استمرار ارتفاع تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر وتحويله وشحنه ونقله ومعالجته، لا يمكن الاعتماد على برامج الدعم وحدها لتقليل مخاطر الاستثمارات في قطاع الهيدروجين.

يقول المدير العام لشركة هيدروجين عمان، إن شبكة الكهرباء غير جاهزة، لهدف إنتاج مليون طن بحلول عام 2030، الذي يتطلب توليد 20 غيغاواط من الكهرباء من مصادر متجددة، إضافة إلى 10 غيغاواط من المحلل الكهربائي.

وأكد المهندس عبد العزيز الشيذاني ضرورة مضاعفة سعة شبكة الكهرباء، لاستيعاب الزيادة في إنتاج الطاقة النظيفة، كما لفت إلى مشكلة عدم اتصال مشروعات الهيدروجين الأخضر وسط البلاد بمراكز الطلب شمالًا وجنوبًا.

ومن أجل حلّ تلك التحديات، قال الشيذاني، إن شركة هايدروم تعمل على تطوير البنى الأساسية المشتركة بالتعاون مع شركة أوكيو لشبكات الغاز، ومجموعة نماء لشركات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وشركات الكهرباء التابعة لجهاز الاستثمار العماني، بقيادة وزارة الطاقة لتسريع إقامة البنى الأساسية المطلوبة لـ5 مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في محافظة الوسطى، بالإضافة إلى 5 أو 6 مشروعات من المتوقع البدء فيها بعد الجولة الثانية للعطاءات في محافظة ظفار.

وقال: "أمامنا 6 إلى 7 سنوات للعمل عليها، وهناك عدد متزايد من الخيارات الجاري تقييمها من النواحي التقنية والتجارية والتنظيمية، لمواجهة التحديات".

وأضاف: "أؤمن بقوة أننا في عمان بمكانة جيدة تؤهلنا للوفاء بوعودنا، عبر الاستفادة من القدرات التقنية والمالية والخاصة بتنفيذ المشروعات لدى أبطالنا الوطنيين، بالإضافة للشراكات الدولية التي نستكشفها في هذا الصدد".

يوضح الإنفوغرافيك التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أهداف ومتطلبات إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان:

الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان

بناء شبكة الهيدروجين

يقول المهندس عبدالعزيز الشيذاني، إن هناك حاجة لإقامة شبكة خاصة لنقل الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، رغم أن البلاد لديها أنابيب الغاز.

وبحسب الشيذاني، أُقيمت أول ورشة عمل مع المعنيين لاستكشاف آفاق أول نموذج للشبكة، لإقامة بنية أساسية للاستعمال المشترك تُسهم في زيادة القيمة المضافة المحلية وجذب الاستثمارات الأجنبية.

وفيما يتعلق بالمواني، قال، إن عملية التنسيق مستمرة مع المواني الدولية الـ3 في سلطنة عمان، وهي الدقم وصلالة وصحار، لوضع سلطنة عمان على خريطة الهيدروجين الأخضر العالمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق