انفوغرافيكتقارير الهيدروجينتقارير دوريةرئيسيةهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.. طريق للريادة العالمية (إنفوغرافيك)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

جذبت إمكانات إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان أنظار وكالة الطاقة الدولية وكثير من الخبراء الأجانب المراهنين على تحول البلاد إلى مصادر الطاقة المتجددة، ومنافستها على الانضمام إلى أكبر الدول المرشحة لتصدير الهيدروجين حول العالم بنهاية العقد الحالي (2030).

وأصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريرًا هو الأول من نوعه، الذي يحلل إمكانات الهيدروجين المتجدد في بلد منتج للوقود الأحفوري، ما يدل على الرهانات الكبيرة لإنتاج الهيدروجين وتصديره في عُمان خلال السنوات المقبلة.

وتستهدف سلطنة عمان إنتاج ما لا يقل عن مليون طن من الهيدروجين المتجدد بحلول 2030، يزيد بعد ذلك إلى 3.75 مليون طن بحلول 2040، وفق التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

كما يُتوقع تضاعف إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، ليصل إلى 8.5 مليون طن بحلول 2050، وهو ما سيكون أكبر من الطلب الأوروبي الحالي على الهيدروجين.

صادرات الهيدروجين بحلول 2030

يمثّل هدف إنتاج الهيدروجين الأخضر لسلطنة عمان لعام 2040 نحو 80% من صادرات البلاد من الغاز الطبيعي المسال الحالية من حيث الطاقة المكافئة التي بلغت 11.3 مليون طن خلال 2022، كما أنه مرشح للتضاعف بحلول 2050.

تُجدر الإشارة إلى أن قطاع النفط والغاز يستحوذ على 60% من الصادرات العمانية حاليًا، كما تعتمد البلاد على الغاز الطبيعي في توليد 95% أو أكثر من احتياجات الكهرباء لسكانها البالغ عددهم 4.5 مليون نسمة تقريبًا.

جانب من زيارة وفد وزارة الطاقة في سلطنة عمان إلى مقر وكالة الطاقة الدولية
مسؤولون من وزارة الطاقة العمانية ووكالة الطاقة الدولية - الصورة من وزارة الطاقة والمعادن

وقطعت سلطنة عمان التزامًا على نفسها بخفض الانبعاثات والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، ضمن وعود التزمت بها كل دول الخليج لتتماشى مع الاتجاه العالمي المتصاعد نحو الطاقة المتجددة.

وبدأت السلطنة خطوات ملموسة على طريق خفض استهلاك الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة المحلي، عبر تعزيز مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، للاستفادة من ظروف الطقس والطبيعة الجغرافية المناسبة.

ويستفيد إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان من الطاقة الشمسية الكهروضوئية عالية الجودة وموارد الرياح البرية، فضلًا عن مساحات شاسعة من الأراضي المتاحة للمشروعات واسعة النطاق، كما أنها تقع في مكان مناسب على طول طرق السوق المهمة بين أوروبا وآسيا.

تخصيص 50 ألف كيلومتر لمشروعات الهيدروجين

أعلنت سلطنة عمان خطة تخصيص طويلة الأمد لمساحة 50 ألف كيلومتر مربع في محافظتي الوسطى وظفار لصالح مشروعات الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى تخصيص 15 ألف كيلومتر في محافظات أخرى لمشروعات الطاقة المتجددة.

كما أعلنت تخصيص أول دفعة من هذه الأراضي بمساحة 1500 كيلومتر لصالح تطوير مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في عمان بحلول عام 2030.

ووافقت الحكومة على تخصيص أراضٍ واسعة من هذه الدفعة لـ6 مشروعات فائزة في أول مزاد من نوعه في البلاد لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وترجح وكالة الطاقة الدولية نقل صادرات عمان من الهيدروجين المتجددة في البداية في صورة الأمونيا، نظرًا إلى ما تتمتع به السلطنة من خبرة متراكمة في تصديرها إلى جانب الغاز المسال.

وتصدّر البلاد قرابة 200 ألف طن أمونيا سنويًا، ومن المتوقع أن تزداد قدرة تصديرها من 20 إلى 30 مرة بحلول 2030، مدفوعة بالطفرة المرجحة في إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.

سادس أكبر مُصدّر للهيدروجين بحلول 2030

تراهن وكالة الطاقة الدولية على أن تصبح عمان سادس أكبر مُصدّر للهيدروجين عالميًا، والأكبر في الشرق الأوسط بحلول عام 2030، إذا صارت خريطة طريق إنتاج الهيدروجين في مسارها الصحيح.

ويتطلب هدف إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، البالغ مليون طن بحلول 2030، توفير حجم كهرباء هائلة من مصادر الطاقة المتجددة تصل إلى 50 تيراواط/ساعة لتحقيق هذا الهدف بحلول 2030، ما يتجاوز الحجم الحالي لنظام الكهرباء في البلاد بأكمله.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- خريطة مشروعات الهيدروجين المعلنة في الدول العربية، بنهاية الربع الأول من العام الجاري، وفق بيانات منظمة أوابك:

حالة مشروعات الهيدروجين العربية حتى نهاية الربع الأول 2023

كما يتطلب هذا الهدف استثمارًا تراكميًا يبلغ 33 مليار دولار بحلول عام 2030، بالإضافة إلى 4 مليارات دولار لرفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 20%.

ويمكن للسلطنة أن تجني فوائد عدة من استهلاك ثلث إنتاج الهيدروجين محليًا، ما سيوفر 3 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا، ويجنّب البلاد 7 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ومن المتوقع أن تصل تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان إلى 1.6 دولارًا لكل كيلوغرام بحلول 2030، مقارنة بـ1.4 دولارًا في تشيلي أحد أكبر المنافسين المرشحين في العالم.

كما يتوقع أن تصل تكلفة إنتاج الهيدروجين إلى 1.7 دولارًا في الولايات المتحدة، و1.9 دولارًا في أستراليا، وفقًا لبيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير وكالة الطاقة الدولية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق