رئيسيةالتقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

توليد الكهرباء بالفحم عالميًا يتجه إلى ذروته في 2023 (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • توليد الكهرباء بالفحم يتجه إلى انخفاض طويل الأجل بدءًا من 2024
  • قدرة توليد الكهرباء بالفحم حول العالم قفزت 133% خلال 22 عامًا
  • تركيبات الطاقة المتجددة كافية لتلبية نمو الطلب على الكهرباء
  • آسيا تقود العالم في تركيبات الفحم والطاقة المتجددة

من المتوقع أن يكون عام 2023 شاهدًا على نهاية ارتفاعات توليد الكهرباء بالفحم عالميًا خلال أكثر من 3 عقود ماضية، مع تزايد شعبية الطاقة الشمسية والرياح، ما قد يدفع انبعاثات الكربون إلى ذروتها، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وتستند هذه التقديرات إلى زيادة إمدادات الكهرباء الجديدة من المصادر المتجددة بوتيرة تفوق نمو الطلب على الطاقة، ما يؤدي إلى انخفاض تدريجي للتوليد عبر الفحم، بدءًا من العام المقبل (2024).

ومن المرجح أن يبلغ توليد الكهرباء بالفحم حول العالم ذروته في عام 2023 عند 10.373 ألف تيراواط/ساعة، بزيادة 1.7% مقارنة بعام 2022، وفق التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، اليوم الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول 2023.

وفي 2024، يُتوقع انخفاض توليد الطاقة الكهربائية عبر الفحم بمقدار 41 تيراواط/ساعة، ليصل إلى 10.332 ألف تيراواط/ساعة، وفق التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

تطور توليد الكهرباء بالفحم في 30 عامًا

رغم أن الانخفاض المتوقع في إجمالي توليد الكهرباء بالفحم عام 2024 صغير على الورق، فإنه يشير إلى بداية عصر الطاقة المتجددة، خاصة مع نموها المتسارع، إلّا أنها ما تزال تصطدم بتحديات يجب التغلب عليها، بما في ذلك طبيعتها المتقطعة، وفق رؤية ريستاد إنرجي.

ولهذا السبب، من المتوقع أن تستمر محطات توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي وبالفحم في تأدية دور رئيس من خلال توفير إمدادات ومرونة الحمل الأساس.

وشهد توليد الكهرباء بالفحم عالميًا نموًا كبيرًا في الأعوام الماضية، إذ صعد من 4.4 ألف تيراواط/ساعة عام 1990 إلى 10.2 ألف تيراواط/ساعة عام 2022، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 133%، بقيادة الصين والهند ودول آسيوية أخرى.

وارتفعت القدرة المركبة لمحطات الفحم العالمية من 856 غيغاواط عام 1990 إلى 2.1 ألف تيراواط في عام 2022، مع إضافة الدول الآسيوية وحدها 1.4 ألف تيراواط.

وبفضل احتياطيات الفحم الوفيرة والحاجة إلى تعزيز إمدادات الكهرباء بسرعة لدعم النمو الاقتصادي، أصبحت آسيا مسؤولة عن أكثر من ثلاثة أرباع توليد الكهرباء بالفحم عالميًا، في المقابل، أسهمت أوروبا وأميركا الشمالية في خفض قدرة التوليد بالفحم بأكثر من 200 غيغاواط منذ عام 1990.

وانخفضت الاستثمارات في محطات الفحم واستعمالها في أوروبا وأميركا الشمالية خلال السنوات الأخيرة، بسبب مزيج من سياسات الانبعاثات الصارمة ووفرة إمدادات الغاز الطبيعي بأسعار معقولة، إلّا أن النمو المستمر في آسيا -بقيادة الصين- ساعد في الحفاظ على زيادة الاستهلاك العالمي لهذا الوقود الأحفوري.

ويوضح الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، انخفاض تمويل محطات الكهرباء العاملة بالفحم عالميًا، باستثناء الصين، خلال السنوات الأخيرة:

تمويل الفحم عالميًا خارج الصين

قدرة الفحم في آسيا تواصل النمو

تواصل قدرة توليد الكهرباء بالفحم في آسيا النمو، لكن بوتيرة أبطأ، وسط المخاوف البيئية وتزايد مشروعات الطاقة المتجددة، بقيادة الصين.

وأضافت آسيا أكثر من 40 غيغاواط من قدرة محطات الفحم الجديدة سنويًا خلال الأعوام الـ5 الماضية، ومن المتوقع أن تضيف 52 غيغاواط العام المقبل، ما يعادل إجمالي السعة المركبة في الأرجنتين، بحسب ريستاد إنرجي.

ويوجد معظم هذه القدرات الجديدة في الصين، تليها الهند وإندونيسيا، وسط تقديرات باستمرار زيادة السعة المضافة إلى محطات الفحم في آسيا حتى عام 2027، ثم تبدأ مرحلة الانخفاض، وفق التقرير، الذي حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه.

ومن المرجح أن يتوقف معدل استغلال قدرة المحطات الجديدة العاملة بالفحم على نمو الطلب على الكهرباء، وزيادة قدرة الطاقة المتجددة، وعُمر البنية التحتية الحالية للفحم في آسيا، الذي يتجاوز 20 عامًا لأكثر من 16% من إجمالي المحطات العاملة، ما يعني أن مخاطر انخفاض الكفاءة وزيادة تكاليف الصيانة والتشغيل تلوح في الأفق.

زخم الطاقة المتجددة عالميًا

رغم استمرار آسيا بصفة خاصة في تعزيز قدرة توليد الكهرباء بالفحم، فإن الإضافات السنوية للطاقة المتجددة عالميًا تطغى عليها، بدعم انخفاض تكاليف التصنيع منذ عام 2010، إلى جانب أهداف خفض الانبعاثات الوطنية والعالمية.

وباتت استثمارات الطاقة المتجددة أكثر جدوى اقتصادية من الوقود الأحفوري؛ إذ تُقدّر ريستاد إنرجي المتوسط العالمي لتكلفة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح البرية عند 50 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة، مقارنة مع 84 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة للفحم و144 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة للغاز الطبيعي في آسيا.

ويُتوقع أن يشهد العام المقبل تركيب نحو 300 غيغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، و140 غيغاواط من طاقة الرياح، على أن تمثّل آسيا أكثر من النصف.

مشروع طاقة شمسية في أستراليا
مشروع طاقة شمسية في أستراليا - الصورة من pv magazine Australia

وفي السياق ذاته، تتوقع ريستاد إنرجي ارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء بنسبة 3% على أساس سنوي، ليصل إلى25.400 ألف تيراواط/ساعة في العام المقبل، بقيادة آسيا، مع استمرار التوسع الاقتصادي.

ومن المتوقع أن يضيف التوليد من الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها (مثل الطاقة النووية والمائية والطاقة الحيوية) 845 تيراواط/ساعة من الإمدادات الجديدة عام 2024، ما يعني أنها ستكون أكبر من الزيادة في الطلب، حتى مع افتراض حدوث فقدان في التوليد بنسبة 5%.

ونتيجة لذلك، فإن التحول طويل المدى لتوليد الكهرباء بالوقود الأحفوري سيبدأ العام المقبل، ما يشير إلى أن العالم قد يشهد ذروة انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة هذا العام (2023).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق