التقاريرتقارير التغير المناخيتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةعاجلمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

تباطؤ نمو انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة عالميًا خلال 2022 (تقرير)

مع التوسع في التقنيات النظيفة

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

ارتفعت انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة عالميًا بأقل من 1%، خلال العام الماضي (2022)؛ إذ ساعد نمو التقنيات النظيفة وكفاءة الطاقة على الحد من آثار زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري، وسط تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأظهر تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية، اليوم الخميس 2 مارس/آذار 2023، زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بقطاع الطاقة بنحو 0.9% أو 321 مليون طن، لتصل إلى مستوى قياسي يتجاوز 36.8 مليار طن خلال العام الماضي.

وجاء نمو انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة أقل مما كان يُتوقع في البداية، كما يمثل تباطؤًا كبيرًا عن الزيادة التي حدثت عام 2021 بأكثر من 6%، حسب التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

انبعاثات الوقود الأحفوري

جاءت زيادة انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة مع ارتفاع الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري بمقدار 423 مليون طن، في حين انخفضت الانبعاثات من العمليات الصناعية بمقدار 102 مليون طن.

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، انخفضت انبعاثات الكربون من الغاز الطبيعي بنسبة 1.6% أو 118 مليون طن، في أعقاب نقص الإمدادات، الذي تفاقم بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وكان الانخفاض في الانبعاثات من الغاز واضحًا بصورة خاصة في أوروبا 13.5%، ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ 1.8%، وفق وكالة الطاقة الدولية.

ووسط موجة التحول من الغاز إلى الفحم خلال أزمة الطاقة العالمية، نمت انبعاثات الكربون من الفحم بنسبة 1.6% أو 243 مليون طن، متجاوزة متوسط النمو في العقد الماضي، لتصل إلى مستوى قياسي جديد عند 15.5 مليار طن.

ويوضح الرسم التالي أكثر 10 دول من حيث استعمال الفحم في توليد الكهرباء حول العالم:

أكبر 10 دول تستخدم الفحم في توليد الكهرباء

كما ارتفعت الانبعاثات من النفط أكثر من الفحم، مع زيادتها بنسبة 2.5% أو 268 مليون طن إلى 11.2 مليار طن، وجاء ما يقرب من نصف الزيادة من قطاع الطيران؛ حيث استمر السفر الجوي في التعافي من تداعيات الوباء.

وعلى صعيد القطاعات المختلفة، قاد توليد الكهرباء والتدفئة زيادة انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة، بارتفاع بلغ 1.8% خلال العام الماضي.

بينما انخفضت الانبعاثات من الصناعة بنسبة 1.7% إلى 9.2 مليار طن العام الماضي، بقيادة الصين أوروبا، مع تراجع النشاط الصناعي، خاصة في إنتاج الأسمنت والصلب.

دور كبير للتقنيات النظيفة

كانت زيادة انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة في عام 2022 أقل بكثير من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي البالغ 3.2%، بفضل تعزيز قدرة الطاقة النظيفة.

وساعد النشر المتزايد لتقنيات الطاقة النظيفة مثل مصادر الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والمضخات الحرارية في منع 550 مليون طن إضافية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العام الماضي.

وشكّلت مصادر الطاقة المتجددة 90% من النمو العالمي في توليد الكهرباء العام الماضي، مع زيادة التوليد من الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح بنحو 275 تيراواط/ساعة، وهو رقم قياسي سنوي جديد.

كما استمرت السيارات الكهربائية في اكتساب الزخم خلال عام 2022، مع بيع أكثر من 10 ملايين سيارة، بما يتجاوز 14% من مبيعات السيارات العالمية، وهو ما قلل من زيادة انبعاثات النفط، مثلما يرصد الرسم التالي:

مبيعات السيارات الكهربائية تسجل قفزات سنوية مع التوجه العالمي إلى تقليل الانبعاثات

وقال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول: "لم تؤدِّ تأثيرات أزمة الطاقة إلى زيادة كبيرة في الانبعاثات العالمية التي كان يُخشى منها في البداية، وهذا بفضل النمو الكبير لمصادر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية والمضخات الحرارية والتقنيات الموفرة للطاقة".

وأضاف بيرول أنه دون التوسع في الطاقة النظيفة، لكان النمو في انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة أعلى بثلاث مرات تقريبًا العام الماضي، ومع ذلك فإن تزايد الانبعاثات من الوقود الأحفوري يعرقل الجهود المبذولة لتحقيق أهداف المناخ.

وأشار إلى ضرورة أن يكون لشركات الوقود الأحفوري دور كبير، بما يتماشى مع تعهداتها العامة لتحقيق أهداف المناخ، خاصة مع تحقيقها إيرادات قياسية، بفضل ارتفاع الأسعار.

كبار مصدري الانبعاثات

انخفضت انبعاثات الصين بوتيرة ضئيلة بلغت 0.2% أو 23 مليون طن، لتصل إلى إجمالي 12.1 مليار طن خلال العام الماضي، مع ضعف النمو الاقتصادي على خلفية انتشار فيروس كورونا، ورغم زيادة الانبعاثات من قطاع الطاقة بمقدار 88 مليون طن.

وشهد الاتحاد الأوروبي انخفاضًا بنسبة 2.5% أو 70 مليون طن في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الرغم من اضطرابات سوق النفط والغاز وتراجع التوليد من الطاقة المائية بسبب الجفاف.

على الرغم من زيادة انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة في أوروبا بنسبة 3.4%؛ فإن استعمال الفحم لم يكن مرتفعًا كما كان متوقعًا، مع تجاوز توليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية مجتمعتين التوليد من الغاز أو الطاقة النووية.

وزادت الانبعاثات في الولايات المتحدة بنسبة 0.8% أو 36 مليون طن، لتصل إلى إجمالي 4.7 مليار طن، بقيادة قطاع المباني، مع تزايد الطلب على التدفئة والتبريد.

ورغم أن العديد من الدول الأخرى قللت من استهلاك الغاز الطبيعي العام الماضي؛ فقد شهدت الولايات المتحدة زيادة قدرها 89 مليون طن في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الغاز، مع تزايد الاعتماد على هذا الوقود، لتلبية ذروة الطلب على الكهرباء خلال الصيف.

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، ارتفعت الانبعاثات من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية في آسيا، باستثناء الصين، أكثر من أي منطقة أخرى عام 2022؛ حيث زادت بنسبة 4.2%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق