كشف خبير صناعة الغاز في منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك"، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، عددًا من المخاطر التي تهدد سوق الغاز الأوروبية، رغم نجاحها المدة الأخيرة في تقليل اعتمادها على روسيا من خلال تنويع الإمدادات.
وقال في تغريدة عبر حسابه الرسمي بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا): "رغم نجاح أوربا في تقليل اعتمادها على الغاز الروسي، صارت أكثر عرضة للصدمات الخارجية".
وأشار خبير أوابك إلى أن أسعار الغاز بدأت رحلة جديدة نحو الصعود، لتصل إلى 12 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، إثر الأخبار المتداولة عن إمكان حدوث إضراب في 3 منشآت لتصدير الغاز الطبيعي المسال بأستراليا، ثاني أكبر مصدر للغاز المسال عالميًا في 2022، بعد قطر.
صادرات الغاز الأسترالية
أكد خبير أوابك، وائل عبدالمعطي أنه بالرغم من كون أستراليا تخصص كامل إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق الآسيوية، وبالأخص اليابان والصين وكوريا الجنوبية، بموجب تعاقدات طويلة الآجل، ولا تُصدّر أيّ شحنات إلى السوق الأوروبية، فإن اضطراب العاملين سيؤثّر في إمدادات الغاز المسال إلى السوق الآسيوية، ومن ثم سيلجأ المشترون الآسيويون إلى السوق الفورية لتوفير احتياجاتهم.
وقال في تحليل حول أوضاع سوق الغاز المسال، إنّ تحوّل دول آسيا إلى السوق الفورية سيدفع الأسعار نحو الصعود بسبب المنافسة مع السوق الأوروبية، التي لا تزال تعتمد أساسًا على الشراء من السوق الفورية.
سجّلت صادرات أستراليا من الغاز المسال خلال 2022 ارتفاعًا بنسبة 0.3%؛ إذ بلغ إجمالي الصادرات 79.3 مليون طن مقارنة بـ79.1 مليون طن خلال 2021، وفق تقرير أوابك، حصلت منصة الطاقة على نسخة منه.
وتأثّرت صادرات الغاز المسال الأسترالية في 2022 بأعمال الصيانة التي أجريت في خطَّي إسالة الغاز في محطة أكتيس، خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2022، كما واجهت تحديات مع توقّف محطة شل العائمة بريليود، أكبر محطة غاز مسال عائمة في العالم، بسبب إضراب العاملين في المجال البحري.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يستعرض حجم صادرات الغاز المسال الأسترالية مقارنة بكبار المنتجين:
مخاطر تواجه أوروبا
قال خبير أوابك، إن السوق الأوروبية نجحت في تقليل الاعتماد على الغاز الروسي، لكن صارت أكثر عرضة للاضطرابات، وتهديد استقرار أمن منظومة الغاز لعدد من الأسباب، من بينها:
- الاعتماد على إمدادات الغاز المسال بنسبة تصل إلى 50% من إجمالي واردات الغاز، وهي سوق يسيطر عليها عدد محدود من الدول، تبعد جغرافيًا عن أوروبا (قطر، وأستراليا، والولايات المتحدة)، إذ تشكّل الدول الثلاث نحو 60% من حجم الإمدادات العالمية.
- تفضيل الشراء من السوق الفورية، وهي تعاني من تذبذب مستمر في الأسعار صعودًا وهبوطًا، ولا تعبّر أسعارها عن قيمة الغاز فعلًا، بل تتأثر بالمخاوف وحالات عدم اليقين.
- التأثر بشكل حادّ بأيّ اضطرابات أو حركات احتجاجية أو حتى ظروف جوية قد تعوق وصول ناقلات الغاز الطبيعي المسال.
وشدد المهندس وائل حامد عبدالمعطي، على أن أوروبا سوق مستهلكة لمصادر الطاقة، ولا تنتج داخليًا إلّا القليل منها، ومن ثم هي بحاجة دائمة لتنويع مصادر الطاقة، بغضّ النظر عن الأهداف المناخية، حتى تستطيع تأمين احتياجاتها.
وأضاف: "بالنظر الى جهود تحول الطاقة، فهي ستساعد في إضافة مصدر جديد للطاقة، وهو الهيدروجين في منظومة الطاقة الأوروبية، قسم منه سيتم سيُستَورَد، وقسم آخر سيُنتَج، لكن سيستغرق ذلك سنوات، وليس بالأمر السهل أو الواقعي، بسبب مشكلات الهيدروجين نفسها، لكنه إجراء مطلوب في أوروبا، لذلك سيظل الغاز موردًا مهمًا ورئيسًا في منظومة الطاقة العالمية لمدة طويلة، حتى مع دخول عصر الهيدروجين.
إمدادات الغاز الأسترالية
من المرجّح أن تعقد مجموعة وودسايد إنرجي ومسؤولون يمثّلون العمال في بعض منشآتها للغاز المسال مزيدًا من المحادثات الأسبوع المقبل، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا التي قد تؤدي إلى إضرابات وتعطّل الصادرات العالمية.
قال تحالف أوفشور، الذي يضم اتحادين عماليين رئيسين، بمنشور في فيسبوك، اليوم الأربعاء، إن المناقشات أمس الثلاثاء 15 أغسطس/آب حول المطالب المتعلقة بالأجور وشروط أخرى من قبل الموظفين في عمليات نورث ويست شيلف للغاز المسال غرب أستراليا فشلت في التوصل إلى أيّ توافق في الآراء.
وأضاف التحالف: "وودسايد بعيدة كل البعد عن وتيرتها فيما يتعلق بقضايا التفاوض الرئيسة، بما في ذلك الأمن الوظيفي والمكافآت"، وإن "إجراءات المنتج والموقف التفاوضي في اجتماع الأمس ستحدد مصير حملة المساومة"، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.
وقالت وودسايد اليوم الأربعاء 16 أغسطس/آب: "نواصل المشاركة بنشاط وبناء في عملية التفاوض.. ونحرز تقدمًا إيجابيًا وتوصّل الأطراف إلى اتفاق من حيث المبدأ بشأن عدد من القضايا التي تعدّ أساسية للقوى العاملة".
وارتفعت العقود الآجلة المعيارية للغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 10%- بعد أن ارتفاعها بنسبة 13% أمس الثلاثاء - إذ يزن التجّار احتمال حدوث اضطرابات مقابل ضعف الطلب ومستويات التخزين المرتفعة في المنطقة.
وعلى الرغم من الارتفاع، ما يزال المؤشر الهولندي أقلّ بأكثر من 80% من الأرقام القياسية التي جرى التوصل إليها العام الماضي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتخطط شركة شيفرون الأميركية لتأجيل خطط بيع بعض شحنات السوق الفورية من عملياتها في غورغون Gorgon نتيجة لمخاطر الإضراب.
ويثير النزاع حول الأجور والظروف العمالية في محطات إسالة الغاز الأسترالية التابعة لشركة "شيفرون" و"وودسايد إنرجي" المخاوف من نقص إمدادات الغاز المسال، إذ تشكّل الشركتان أكثر من 10% من إمدادات الغاز المسال العالمية.
موضوعات متعلقة..
- خبير أوابك: صادرات الغاز المسال الروسية تفجر مفاجأة في الربع الأول من 2023
- خبير أوابك: 3 دول عربية تنفذ مشروعات عالمية في الأمونيا والهيدروجين الأزرق
اقرأ أيضًا..
- صادرات النفط الإيراني للصين تصعد إلى 1.5 مليون برميل يوميًا
- وزير الطاقة الأردني: اتفقنا على رفع إمدادات الكهرباء من مصر.. وهذه خطتنا لإنتاج الهيدروجين (حوار)
- المغرب بقائمة أكبر مستوردي الديزل الروسي.. وشحنة للسعودية منذ يوليو