تقارير الغازأنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الكهرباءسلايدر الرئيسيةغازكهرباء

أنس الحجي: الجفاف العالمي يخفّض إنتاج الكهرباء ويرفع أسعار الغاز (تقرير)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن الجفاف العالمي ترك أثرًا كبيرًا في توليد الكهرباء في كثير من الدول، بالإضافة إلى إسهامه في رفع أسعار الغاز.

وأوضح الحجي -في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، على موقع تويتر- أن انخفاض منسوب المياه في الأنهار والسدود يؤثر في إنتاج الطاقة الكهرومائية، بالإضافة إلى عدم القدرة على نقل الغاز الطبيعي المسال اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.

وأشار إلى أن عدم القدرة على نقل الغاز المسال والفحم والنفط والمشتقات النفطية، كلها أمور تخفّض من المعروض من الطاقة، وبالتالي تقلل القدرة على توليد الكهرباء في كثير من الدول، وتؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي.

وأضاف: "هذا ما نجده الآن في ولاية سيتشوان الصينية، التي يعتمد أغلب سكانها، البالغ عددهم 100 مليون شخص، على توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية، وبسبب عدم وجود كميات كافية من المياه شهدت انقطاع التيار الكهربائي".

توقف توليد الكهرباء في سيتشوان

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن توقف توليد الكهرباء بسبب الجفاف الذي أثر في إنتاج الطاقة الكهرومائية، أسفر عن توقف المصانع، وهو أمر بالضرورة يعني انخفاض الطلب على النفط والغاز.

أزمة الجفاف تهدد مدينة سيشوان في الصين
الجفاف في الصين - الصورة من وكالة بلومبرغ

وتابع: "المصانع تستخدم النفط والغاز، وكل العمال الذين يعملون في هذه المصانع يستقلون وسائل نقل يتم تموينها بالمشتقات النفطية مثل البنزين والديزل، المنتج من النفط والغاز، لذلك فإن الجفاف أدى في سيتشوان إلى توقف كل شيء، وهو أمر يؤثر في الطلب بصفة عامة على النفط والغاز".

ولفت إلى أن هناك آثارًا أخرى، لأن هناك مصانع أسمدة تعتمد بصفة كبيرة على الغاز توقفت أيضًا، ومن ثم انخفض الطلب على الغاز، ولكن التأثير أكبر من ذلك، لأنه تصادف أن هناك في ولاية سيتشوان مصانع ضخمة لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية، وقطع "ريشات" الرياح، وهو ما أثر في الطاقة الخضراء أيضًا.

وأوضح أنه مع توقف هذه المصانع تمامًا، ستكون هناك مشكلة في إمدادات ألواح الطاقة الشمسية وقطع غيار توربينات طاقة الرياح، خلال المدة المقبلة، لحين عودة هذه المصانع مرة أخرى إلى العمل، وهو ما يؤدي بالتالي إلى ارتفاع تكاليفها وأسعارها.

لذلك -وفق الحجي- فإن كل من يقول إنه ستكون هناك منافسة من مصادر الطاقة النظيفة للنفط والغاز، يجب أن يدرك أن الطاقة المتجددة أيضًا ستعاني بسبب هذا الجفاف، الذي يؤثر في توليد الكهرباء ونقل مصادر الطاقة.

وأضاف أن من بين أسباب أزمة ولاية سيتشوان أن إدارتها قررت أن يتجه ما يتوافر من الكهرباء إلى القطاع السكني، وليس للقطاعات الأخرى، وذلك بهدف حماية السكان وكبار السن.

الجفاف وزيادة الطلب على الغاز

أوضح خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، أن الجفاف يؤثر في نقص إمدادات الطاقة، وهو ما يؤدي بدوره إلى البحث عن بدائل، ما يزيد الطلب على الغاز بصفة خاصة، في ظل مواجهته مشكلات كبرى بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال إن محاولة دول أوروبا الابتعاد عن الغاز الروسي والبحث عن بدائل، أدت إلى رفع أسعار الغاز والغاز المسال، وبما أن الجفاف في الصين وأوروبا في الوقت نفسه، تُصبح هناك منافسة بين آسيا والقارة العجوز.

الجفاف يرفع أسعار الغاز ويخفض إنتاج الكهرباء
الجفاف يؤثر في نقل النفط والغاز - الصورة من بلومبرغ

وتابع مستشار تحرير منصة الطاقة: "كما رأينا؛ زادت أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى 75 دولارًا، ارتفاعًا من 12 دولارًا، وهذا الارتفاع جاء لأسباب مختلفة، ولكن الجفاف أسهم فيه بقوة".

وأشار الدكتور أنس الحجي إلى أن هذا الارتفاع الكبير في أسعار الغاز، في حالة معادلته بأسعار النفط، فإن سعر برميل الخام الأسود سيصل -افتراضًا- إلى 450 دولارًا، وذلك بمعادلة الكمية الحرارية الموجودة فيه.

وأضاف: "ما حدث الآن أن النفط في حدود 100 دولار، لذلك هناك تحول من الغاز إلى النفط، وبالتالي يزيد الطلب على النفط نتيجة هذه التطورات، ليقوم بعض أصحاب محطات توليد الكهرباء -التي كانت تعمل بالنفط سابقًا- إما بإعادة فتحها وإما بزيادة نسبة تشغيلها".

زيادة التوليد الخاص

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن إسهام الجفاف في انقطاع الكهرباء وزيادة الطلب على النفط والغاز بصفتهما بديلين، يؤدي بدوره إلى زيادة توليد الكهرباء الخاص.

ولفت إلى أن التوليد الخاص مطلوب، لأن الجفاف -مثلما تحدثنا عما حدث في مقاطعة سيتشوان الصينية- تسبّب في توقف المصانع عن العمل، ولكن هذه المصانع لديها طلبيات عالمية قد تستمر لعدة سنوات، فتلجأ إلى التوليد الخاص.

وأوضح أن هذه المصانع في الأغلب تمتلك مولدات، كل منها بحجم غرفة صغيرة، وتعمل إما بالديزل وإما بنوع من المنتجات الغازية السائلة، أو الغازات النفطية السائلة، وهو ما يزيد الطلب على هذه المنتجات.

وأردف: "المشكلة التي عانيناها خلال السنوات الماضية، أننا لا نعرف شيئًا عن هذه الأمور إلا بعد حدوثها، لذلك فإنها تكون غير متوقعة مسبقًا، وهو ما يسبّب أزمة في الأسواق، ويؤدي إلى مشكلة تتعلق بالتوقعات".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق