سلطنة عمان تحتفي بأول ناقلة بحرية في العالم لنقل الهيدروجين المسال (تحديث وصور)
ياسر نصر
تفقّدَ وزير الطاقة والمعادن في سلطنة عمان المهندس سالم بن ناصر العوفي، يوم الأربعاء 16 أغسطس/آب (2023)، أول ناقلة بحرية في العالم لنقل الهيدروجين المسال، تزور ميناء السلطان قابوس، ضمن زيارتها عددًا من دول الشرق الأوسط.
واطّلع العوفي، بحضور عدد من المسؤولين في قطاع الهيدروجين والنقل واللوجستيات في سلطنة عمان، على ناقلة الهيدروجين المسال " سويسو فرونتير"، والمرافق العامة للسفينة المتمثلة في غرفة التحكم بنقل الهدروجين باستعمال تقنية الواقع المعزز.
واستعرض المسؤولون عن أول ناقلة بحرية في العالم لنقل الهيدروجين المسال تصوّرًا حول نقل الهيدروجين المسال على النطاق التجاري والجدوى الاقتصادية لمشروعات النقل.
ووصلت أول ناقلة بحرية في العالم لنقل الهيدروجين المسال، يوم الإثنين 14 أغسطس/أب (2023)، إلى سلطنة عمان، قادمة من أبوظبي في الإمارات، بأول رحلة بحرية لها إلى السلطنة.
وحسب البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن مواقع تتبّع السفن، فقد وصلت الناقلة اليابانية سويسو فرونتير إلى ميناء السلطان قابوس ظهر يوم الإثنين.
إستراتيجية سلطنة عمان
تمثّل اليابان شريكًا إستراتيجيًا لسلطنة عمان في مجال الطاقة، وترتبط بمذكرة تعاون وقعت مطلع يناير/كانون الثاني 2023 في مجالات الهيدروجين، ووقود الأمونيا، وتدوير الكربون، والطرق الحديثة لإنتاج الميثان.
وعززت سلطنة عمان مكانتها في مشروعات الهيدروجين الأخضر عبر توقيعها عددًا من المشروعات لإنتاج 750 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر، بقيمة استثمارية تُقدَّر بـ30 مليار دولار في مرحلة المزايدات الأولى، مع طرحها 3 مناطق امتياز بمحافظة ظفار وفق مرحلة المزايدات الثانية، والمتوقع إسنادها نهاية الربع الأول 2024، وصولًا لخططها المستقبلية لإنتاج أكثر من مليون طن في عام 2030 و8 ملايين طن في عام 2050.
وتحمل زيارة الناقلة "سويسو فرونتير" أهمية خاصة، إذ تشكّل دعمًا لخطط سلطنة عمان لتصبح رائدة عالمية في إنتاج وتصدير الهيدروجين النظيف.
وطُوِّرَت أول ناقلة بحرية في العالم لنقل الهيدروجين المسال من قبل شركة بناء السفن اليابانية كاواساكي للصناعات الثقيلة (كيه إتش آي)، وتحمل تقنيات مبتكرة، وتتمثل المهمة الرئيسة للسفينة في إدخال التكنولوجيا اليابانية لنقل الهيدروجين.
كما تخطط الشركة اليابانية المطورة للسفينة إلى السعي للتعاون من أجل النقل على نطاق واسع لمصدر الطاقة النظيفة، وإنشاء سلاسل التوريد العالمية.
سويسو فرونتير
طُوِّرَت السفينة في عام 2020 بدعم من الحكومة اليابانية، بتكلفة 359 مليون دولار أميركي، وهي مجهزة بخزان مزدوج قادر على الاحتفاظ الهيدروجين، والحفاظ عليه عند درجة حرارة -253 درجة مئوية، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
تعدّ السفينة "سويسو فرونتير" أول ناقلة بحرية في العالم لنقل الهيدروجين المسال، صُنِعَت في اليابان من قبل شركة كاواساكي، وتشغّلها شل اليابان، إذ يُنقَل الهيدروجين المسال وفق معايير فنية محددة.
ونجحت السفينة خلال فبراير/شباط 2022 في نقل أول شحنة من الهيدروجين المسال من أستراليا إلى اليابان، وتمثّل السفينة محطة تجريبية مهمة للبحث والتطوير في مجال الهيدروجين.
وتعدّ سويسو فرونتير -أول ناقلة بحرية في العالم لنقل الهيدروجين المسال- محور مشروع تجريبي بقيمة 500 مليون دولار أسترالي (360 مليون دولار أميركي)، لاختبار إمكانات أستراليا لشحن الوقود منخفض الانبعاثات إلى اليابان.
ويبلغ وزن الناقلة نحو 8 آلاف طن وطولها 116 مترًا وعرضها 19 مترًا، وهي أول ناقلة بحرية في العالم لنقل الهيدروجين المسال بسعة تحميل تصل إلى 1250 مترًا مكعبًا، وتستعمل أحد صهاريج التخزين لحمل نحو 75 مليون طن من الهيدروجين المسال لهذا النقل.
وتتميز بنظام دفع ديزل-كهربائي، ويمكن أن تحقق سرعة تصل إلى 13 عقدة، كما أنه يمكنها حمل طاقم يصل إلى 25 شخصًا.
ونقلت سويسو فرونتير شحنات لمشروع سلسلة إمداد طاقة الهيدروجين "إتش إي إس سي" المشترك بين اليابان-أستراليا، الذي يهدف إلى إنتاج الهيدروجين من الفحم البُني.
ويُشكّل مشروع سلسلة إمداد طاقة الهيدروجين وأول ناقلة بحرية في العالم لنقل الهيدروجين المسال أحد المحاور الرئيسة للأهداف اليابانية بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
تشكّل زيارة السفينة إلى سلطنة عمان بعد كل من الإمارات والسعودية علامة بارزة لتحفيز اقتصاد الهيدروجين الأخضر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتهدف سلطنة عمان لإنتاج 1 إلى 1.25 مليون طن سنويًا بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، وزيادته إلى نحو 8 ملايين طن بحلول عام 2050، بقيمة استثمارية للمشروعات قدرها 140 مليار دولار.
يؤدي الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان دورًا بارزًا ضمن نطاقين، أولهما بصفته داعمًا رئيسًا لتحقيق أهداف الحياد الكربوني وخفض الانبعاثات بحلول منتصف القرن (2050)، والثاني بتلبية طموحات السلطنة في بدء تصدير الوقود النظيف، عقب زيادة إنتاجه محليًا.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز ملامح خطة زيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان وتصديره:
كانت الناقلة سويسو فرونتير قد حظيت باهتمام سعودي كبير في يوليو/تموز الماضي، عندما حطّت رحالها في ميناء جدة الإسلامي، إذ زارها وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، يرافقه وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح.
واطّلع الوزيران السعوديان على التقنيات المبتكرة التي استُعملت ببناء أول ناقلة بحرية في العالم لنقل الهيدروجين المسال، التابعة لشركة كاواساكي اليابانية.
* حُدِّثَ الخبر الأربعاء 16 أغسطس/آب (2023) بناءً على بيان من وزارة الطاقة والمعادن في سلطنة عمان.
موضوعات متعلقة..
- أول ناقلة بحرية في العالم لنقل الهيدروجين المسال ترسو في السعودية
- الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان يقود مسارات الحياد الكربوني.. وهذا دور الأمونيا
اقرأ أيضًا..
- التعاون النووي بين المغرب وروسيا ضروري لثلاثية "الغذاء والماء والطاقة" (مقال)
- انقطاع الكهرباء في مصر.. 3 توجيهات رئاسية لمنع تكرار الأزمة
- 3 عوامل تدعم استدامة التنقيب عن النفط والغاز في آسيا والمحيط الهادئ (تقرير)