التقاريرتقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانياغاز

صادرات الغاز المسال الروسية تؤجج الصراع بين شركات الطاقة.. من يفوز؟

حسب بيانات التصدير إلى أوروبا خلال الأشهر الـ7 الأولى من 2023

هبة مصطفى

كشفت بيانات صادرات الغاز المسال الروسية إلى أوروبا عن تغيير وشيك في معادلة كبريات شركات الطاقة المحلية، خاصة مع استمرار تداعيات العقوبات الغربية وتقليص الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي.

وكثيرًا ما حافظت "غازبروم" على لقب أكبر مصدري الغاز الروسي إلى أوروبا، غير أن هذه الصدارة باتت في مهب الريح، خلال الآونة الحالية، مع هبوط حجم صادراتها للقارة العجوز إلى ما يقرب النصف، خلال العام الماضي 2022، حسب بيانات نقلتها رويترز في تقرير لها نُشر الجمعة 21 يوليو/تموز 2023.

وأدت البنية التحتية دورًا رئيسًا في إحكام الخناق على "غازبروم"؛ إذ اعتمدت الشركة الروسية منذ إنشائها على تصدير الغاز إلى أوروبا عبر الشبكات وخطوط الأنابيب، وهو الأمر الذي أصبح يشكل عائقًا في أعقاب العقوبات، وانفجار خطي نورد ستريم 1 و2 في سبتمبر/أيلول العام الماضي 2022، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي الوقت ذاته، كثّفت شركة نوفاتيك الروسية من صادرات الغاز المسال إلى أوروبا، بينما كشفت بيانات الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري عن أن حجم صادرات نوفاتيك أوشك على اللحاق بحجم إمدادات غازبروم؛ ما قد يُنذر بتغيير في صدارة شركات الطاقة التي استمرت عقودًا.

بيانات الصادرات

بلغ حجم صادرات الغاز المسال الروسية من شركة غازبروم إلى أوروبا 13.8 مليار متر مكعب، خلال المدة من 1 يناير/كانون الثاني (2023) حتى منتصف يوليو/تموز الجاري.

وتنوّعت الإمدادات بين تدفقات عبر خطوط الأنابيب، وشحنات غاز طبيعي مسال منقولة بحرًا، طبقًا لتقدير أجرته رويترز استنادًا لبيانات رفينيتيف أيكون.

وفي المقابل، صدّرت شركة نوفاتيك ما يقارب 12.34 مليار متر مكعب خلال المدة ذاتها؛ ما يجعلها منافسًا وشيكًا رغم أن عمرها الزمني يقل عن غازبروم.

مرافق تابعة لشركة نوفاتيك وصناعة الغاز المسال في روسيا
مرافق تابعة لشركة نوفاتيك وصناعة الغاز المسال في روسيا - الصورة من The Moscow Times

وسجّلت صادرات غازبروم إلى أوروبا انخفاضًا لما يقرب النصف، خلال العام الماضي 2022، في أعقاب تداعيات اندلاع حرب أوكرانيا وتضرر خطي نورد ستريم البحريين في انفجارات وقعت نهاية الربع الثالث من العام.

وقُدر حجم خسارة حصة غازبروم في السوق الأوروبية بما يتراوح بين 65 و75%، رغم أن ألمانيا -أكبر الاقتصادات الأوروبية- وكذا إيطاليا من عملائها المهمين حتى الآن، تبعًا لتقدير خبير شركة "بي سي إس" الروسية للسمسرة "رونالد سميث".

نوفاتيك تنافس غازبروم

يكشف تطور أداء شركة نوفاتيك وتوسعها بالمزيد من الصادرات عن حجم تأثير الحرب الأوكرانية في شركات الطاقة الروسية؛ إذ ألقت تداعيات الغزو بشبكة خطوط الأنابيب -التابعة لغازبروم والمغذي الأبرز لأوروبا طوال عقود ماضية- في عرض البحر، خاصة مع الاعتماد المتصاعد للقارة العجوز على الغاز المسال.

ورغم أن البيانات تكشف عن قرب حصة صادرات الغاز المسال الروسية لشركة نوفاتيك من صادرات غازبروم؛ فإن هناك تشككًا في قدرة الأولى على أن تحل محل غازبروم بصورة كاملة لدى السوق الأوروبية.

ويرجع ذلك إلى حجم البنية التحتية لنقل صادرات الغاز المعتمد بصورة كبيرة على خطوط الأنابيب وشبكات النقل، في الوقت الذي تشهد خلاله مرافق استقبال واردات الغاز المسال تناقصًا.

وربما أثر الاندفاع الأوروبي القوي نحو الغاز المسال في صعود لافت للنظر لشركة نوفاتيك -التي تأسست عام 1994- على حساب غازبروم حبيسة خطوط الأنابيب، وحظيت بمساحة أكبر سواء ضمن حصص صادرات الغاز المسال الروسية أو السوق المحلية، خاصة بعد تشغيلها محطة "يامال" عام 2017 في سيبيريا.

وتوسعت نوفاتيك في مشروعات الغاز المسال بالقطب الشمالي، وتستعد لإطلاق مشروعات جديدة في غضون السنوات المقبلة؛ ما يؤدي إلى زيادة الإنتاج وخطط التصدير، بينما لم تُفصح غازبروم -حتى الآن- عن البدائل المحتملة لخطوط الأنابيب لمواصلة تصدير الغاز إلى أوروبا.

روسيا والغاز المسال

يبدو أن روسيا تسعى لاقتناص حصة لها ضمن سوق الغاز المسال العالمية؛ إذ تُخطط للسيطرة على ما يقدر بنحو "خُمس" السوق بحلول عام 2035، ارتفاعًا من نسبة قدرها 8% فقط لصادرات العام الماضي 2022.

وربما زاد طموح زيادة صادرات الغاز المسال الروسية بعدما قلّصت دول الاتحاد الأوروبي من اعتمادها على تدفقات الغاز من موسكو، والاتجاه بعيد الأمد للاعتماد على الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات.

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز مستقبلي صادرات الغاز المسال الروسية خلال المدة من يناير/كانون الثاني 2023 حتى 20 يونيو/حزيران من العام ذاته:

صادرات الغاز المسال الروسية

ويبدو أن المنافسة بين غازبروم ونوفاتيك لها جذور ممتدة منذ سنوات حين سعى مسؤولوها لتوثيق علاقاتهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة مع الحصة الآخذة في الارتفاع لنوفاتيك داخل السوق الأوروبية.

وتبادل مسؤولو الشركتين الاتهامات علنًا؛ إذ انتقد مسؤول سابق بشركة نوفاتيك "غينادي تيمشينكو" تركيز "غازبروم" على التدفقات عبر خطوط الأنابيب وعدم التوسع في صادرات الغاز المسال الروسية رغم امتيازات الأخير كونه سوقًا واعدة أقل تكلفة وأكثر جذبًا للسوق الأوروبية الأكبر لموسكو.

وقال، إن سياسات غازبروم في أوروبا ساعدت على خفض حصتها من الصادرات، ولا سيما أنها تجاهلت الغاز المسال بوصفه وقودًا أقل تكلفة يقتنص حصة قوية ضمن السوق العالمية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق