التقاريرتقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانياعاجلغاز

تحركات أوروبية للرد على قطع إمدادات الغاز الروسي عن بولندا وبلغاريا

سيطر قرار شركة غازبروم وقف إمدادات الغاز الروسي إلى بولندا وبلغاريا، على أسواق الطاقة اليوم الأربعاء، وسط تحركات أوروبية للتخفيف من آثار الأزمة والرد على تحركات موسكو.

ودفع إعلان شركة "غازبروم" وقف تدفقات الغاز الروسي إلى بلغاريا وبولندا -بسبب عدم سداد الدولتين ثمن الإمدادات بالروبل- أسعار الغاز إلى الارتفاع بأكثر من 16%.

وفي بداية تعاملات اليوم الأربعاء قفزت أسعار الغاز في البورصات الأوروبية بأكثر من 16%، وتجاوزت مستوى 1300 دولار لكل ألف متر مكعب.

تراجع الأسهم

كما انخفض مؤشر الأسهم في أوروبا الشرقية للأسواق الناشئة لشركة إم إس سي آي، بما يصل إلى 1.2% في التعاملات المبكرة، بعد أن قطعت روسيا إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا.

وهذه خامس جلسة تداول على التوالي يتراجع فيها المؤشر، الذي انخفض 15% في أبريل/نيسان وحده، وأدنى مستوى له منذ 998، بحسب بيانات ريفينتيف.

وندّد الزعماء الأوروبيون بهذه الخطوة ووصفوها بأنها "ابتزاز"، وتأتي في الوقت الذي انضمت فيه دول أوروبية إلى الولايات المتحدة في زيادة شحنات الأسلحة لمساعدة أوكرانيا في صد هجوم روسي جديد في الشرق. وذكرت كييف، اليوم الأربعاء، أن القوات الروسية حققت مكاسب في عدة قرى هناك.

الغاز الروسي
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين

تحركات أوروبية للرد

من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم الأربعاء، إن إعلان شركة غازبروم الروسية العملاقة للغاز وقف الإمدادات لبعض العملاء الأوروبيين "غير مبرر وغير مقبول"، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي يعمل على رد منسق على تصعيد موسكو.

وأضافت فون دير لاين في بيان: "إعلان غازبروم وقف تسليم الغاز من جانب واحد للعملاء في أوروبا هو محاولة أخرى من جانب روسيا لاستخدام الغاز أداة للابتزاز".

وشددت على أن القرار الروسي غير مبرر وغير مقبول، ويظهر مرة أخرى عدم موثوقية موسكو موردًا للغاز"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

الإمدادات البديلة

قالت المسؤولة الأوروبية إن دول الاتحاد مستعدة لهذا السيناريو، وستواصل عملها لضمان إمدادات بديلة من الغاز وضمان ملء تخزين الغاز.

وأوضحت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يعمل على استجابة منسقة للتصعيد الروسي، وأن "مجموعة تنسيق الغاز" المكونة من ممثلين عن الحكومات الوطنية وصناعة الغاز ستجتمع اليوم الأربعاء.

وتؤكد المفوضية أن الشركات يجب أن تستمر في دفع العملة المتفق عليها في عقودها مع غازبروم -97% منها باليورو أو الدولار- وأن الدفع بالروبل قد يخرق عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.

الموقف الروسي

تقول موسكو إن قطع الغاز يهدف إلى إنفاذ مطالبتها بالدفع بالروبل اللازم لحماية اقتصادها من العقوبات، إذ طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي المشترين من الدول "غير الصديقة" بدفع ثمن الغاز بالروبل أو قطع الطريق عليهم، وهو ما يراه الاتحاد الأوروبي انتهاكًا للعقود التي دعت إلى الدفع باليورو.

وقال رئيس مجلس النواب الروسي، فياتشيسلاف فولودين، اليوم الأربعاء، إن شركة الغاز العملاقة غازبروم اتخذت القرار الصائب بوقف إمدادات الغاز بالكامل لبلغاريا وبولندا، وأضاف أن على موسكو أن تفعل الشيء نفسه مع دول أخرى "غير صديقة".

وتغطي الإمدادات من غازبروم نحو 50% من استهلاك بولندا وما يقرب من 90% من استهلاك بلغاريا، وتقول بولندا إنها لا تحتاج إلى السحب من الاحتياطيات، وأن مخزونها من الغاز ممتلئ بنسبة 76%، في حين أعلنت بلغاريا أنها تجري محادثات لمحاولة استيراد الغاز الطبيعي المسال عبر تركيا واليونان.

أحد خطوط الغاز الروسية
أحد خطوط الغاز الروسية

اليونان تبدي المساعدة

من جانبه، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس لنظيره البلغاري، اليوم الأربعاء، إن بلاده مستعدة لمساعدة بلغاريا بعد أن قطعت روسيا إمداداتها من الغاز.

وقال مكتب ميتسوتاكيس، في بيان، إن "رئيس الوزراء قال إن اليونان ستساعد بلغاريا في التعامل مع الوضع الجديد الناجم عن القرارات الروسية بشأن الطاقة"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقال مصدر يوناني قريب من الموضوع إن أثينا يمكن أن تساعد صوفيا من خلال عكس مسار تدفق خط أنابيب ترك ستريم، وهي آلية تم استخدامها من قبل، إذ ينقل خط الأنابيب الغاز الروسي إلى اليونان عبر البحر الأسود وتركيا وبلغاريا.

وتعتمد اليونان على الغاز الروسي في أكثر من 30% من احتياجاتها السنوية من الطاقة، ومن المقرر سداد الدفعة التالية لشركة غازبروم في مايو/أيار بموجب عقد ينتهي في عام 2026.

ولم توضح أثينا بعد كيف ستسدد الدفعة، لكنها قالت إنها قد تكون قادرة على تجنب مشكلات إمدادات الغاز إلى أجل غير مسمى، حتى لو أوقفت روسيا التدفقات.

وبموجب خطة الطوارئ، قالت اليونان إنها قد تحصل على غاز مسال إضافي وخطوط أنابيب من أذربيجان وتحويل 4 محطات كهرباء تعمل بالغاز إلى الديزل، كما ستزيد من تعدين الفحم في العامين المقبلين بوصفه إجراءً مؤقتًا.

شحنات الغاز الروسي

قال وزير الطاقة البلغاري ألكسندر نيكولوف إن بلغاريا دفعت تكاليف شحنات الغاز الروسي لشهر أبريل/نيسان، وإن غازبروم ستنتهك عقدها الحالي إذا أوقفت التدفق.

وقال نيكولوف إن صوفيا ستعرف -قريبًا- ما إذا كان سيُوقف الغاز الذي يجري تلقيه عبر تركيا، بناءً على إشعار غازبروم لشركة الغاز البلغارية الحكومية بلغار غاز بأنها ستوقف الإمدادات بدءًا من اليوم الأربعاء.

وأضاف أن بلغاريا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ستلتزم بموقف المفوضية الأوروبية الذي يحث الدول على عدم دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وتلبي دولة البلقان أكثر من 90% من احتياجاتها من الغاز بإمدادات من روسيا، بموجب عقد طويل الأجل سينتهي في نهاية هذا العام، كما تنقل بلغاريا الغاز الروسي عبر امتداد خط أنابيب ترك ستريم إلى صربيا المجاورة ومن هناك إلى المجر.

الإمدادات إلى النمسا

من جانبها، أعلنت النمسا أن شحنات الغاز الروسي إلى النمسا مستمرة دون قيود ولا يوجد ما يشير إلى تغيير في ذلك، مضيفة أنها تسعى جاهدة للعثور على مصادر بديلة.

وتحصل النمسا على 80% من غازها الطبيعي من روسيا، وهو اعتماد كبير تقول إنه سيستغرق وقتًا حتى ينتهي الآن بعد أن أوضح الغزو الروسي لأوكرانيا الحاجة إلى الابتعاد عن أرخص مصدر للغاز في أوروبا.

وقال المستشار النمساوي كارل نهامر: "منذ بداية الحرب لم تتغير أحجام التسليم. في الواقع ، لقد زادت"، مضيفًا أن الحكومة تخصص ما يصل إلى 5 مليارات يورو (5.3 مليار دولار) لملء خزانات الغاز في البلاد إلى 80% من السعة بحلول الخريف من 18% حاليًا.

في الوقت نفسه، قال نهامر إن عمليات التسليم ليست مضمونة لأن خطوط الأنابيب التي تزود النمسا تمر عبر أوكرانيا، ولا أحد يستطيع أن يعرف كيف ستتطور الحرب، موضحًا أنه في أثناء العمل مع المفوضية الأوروبية بشأن المشتريات المشتركة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تسعى النمسا وشركتها النفطية المملوكة جزئيًا "أو إم في" إلى تأمين إمدادات غاز إضافية.

ألمانيا لم تتضرر بعد

قالت شركة يونيبر -أكبر مستورد ألماني للغاز الروسي- إن تدفقات الغاز الروسي إلى برلين آمنة في الوقت الحالي على الرغم من توقف الإمدادات إلى بولندا وبلغاريا، إذ لن تتأثر أحجام النقل المتجهة إلى أماكن أخرى.

وأكدت شركة يونيبر أنها تتوقع أن تكون قادرة على سداد عقود الغاز طويلة الأجل بموجب مخطط اقترحته موسكو، الذي يطالب بالدفع بالروبل.

وتستخدم الشركة الألمانية آلية تسمح بالدفع باليورو، الذي جرى تحويله إلى روبل من جانب البنك الروسي عبر غازبروم بنك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق