التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الطاقة المتجددةتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةمنوعات

خبير: منجم تالا حمزة في الجزائر يغيّر خريطة احتياطيات الزنك عالميًا

ياسر نصر

اقرأ في هذا المقال

  • منجم تالا حمزة يضع الجزائر في المرتبة الثالثة عالميًا من حيث احتياطيات الزنك
  • تطوير قطاع التعدين في الجزائر يدعم التنوع الاقتصادي في البلاد
  • تعتمد الجزائر تقنية حديثة غير ملوثة ولا تشكل أي خطر على استقرار الأرضية
  • 7 مليارات دولار استثمارات لاستغلال احتياطيات الفوسفات
  • تطوير منجم غاز جبيلات يولد إيرادات بـ10 مليارات دولار سنويًا
  • تستهلك صناعة الطاقة الشمسية حاليًا 13% من الفضة المستخرجة في العالم

يُعد منجم تالا حمزة في الجزائر أحد المرتكزات الأساسية لخطة التنويع الاقتصادي في البلاد، التي تستهدف التوسع في استغلال المعادن، خاصة تلك التي يتزايد الطلب عليها بصفتها عنصرًا رئيسًا لتحول الطاقة عالميًا.

وبحسب ما نقلته منصة الطاقة المتخصصة، توقع الخبير الاقتصادي الجزائري عيسى موهوبي، أن يغيّر المنجم خريطة استثمارات التعدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ سيضع بلاده في المرتبة الثالثة عالميًا من حيث احتياطيات الزنك.

وقال إن مشروع تطوير منجم تالا حمزة في الجزائر سيُمكّن البلاد من تبوّؤ مكانة مرموقة على الساحة الدولية، خاصة أن العديد من المناجم في طور الإغلاق حاليًا.

التعدين في الجزائر

يقول الخبير الجزائري، إن بلاده التي تمتد على مساحة 2,382 مليون كيلومتر مربع تزخر باحتياطيات معدنية كبيرة، إذ سمحت المنخفضات الجيولوجية واسعة النطاق بتكوين المعادن التي بمقدورها أن تمكّن الجزائر من منافسة كبرى الدول التي تمتلك احتياطيات ضخمة في التعدين الرئيسة.

وفي سبتمبر/أيلول 2021، أطلقت الحكومة الجزائرية خطة إستراتيجية لقطاع التعدين بصفتها جزءًا من إستراتيجيتها لتنويع الاقتصاد الوطني، إذ يجري تطوير العديد من المشروعات، وتحتل بعضها قائمة الأولوية قصيرة المدى، في مقدمتها منجم غار جبيلات ومنجم تالا حمزة في الجزائر.

أحد المناجم في الجزائر
أحد المناجم في الجزائر - أرشيفية

ويرى موهوبي أن صناعة التعدين دائمًا ما تُسهم في التنمية الإقليمية، إذ بُنيت مدن بأكملها (جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، بوتي في الولايات المتحدة، بروكن هيل في أستراليا، سودبيري في كندا، كيرونا في السويد، روروس في النرويج).

وشدد على أن تطوير قطاع التعدين في الجزائر يدعم التنوع الاقتصادي في البلاد، الذي يعتمد بصفة رئيسة على صادرات النفط والغاز، حسبما أوضح في مقابلة اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة ليكسبرسيون الناطقة بالفرنسية.

وقال: "يحتل قطاع المحروقات مكانة بارزة في موازين الاقتصاد الكلي الرئيسة، وهذا يجعل الاقتصاد يعتمد على تطور أسعار النفط الخام، وفي سياستها القائمة على تنويع النشاط الاقتصادي تعيد الجزائر إطلاق قطاع التعدين، الذي يحتل مكانة هزيلة في الناتج القومي، من خلال تنشيط عميق وتعاون دولي للاستفادة من التطور التكنولوجي".

وأوضح أن الصناعات التي تساعد على تنويع النشاط الاقتصادي ستكون وسيلة مرنة في مواجهة تقلبات أسواق السلع الأساسية الدولية، إذ إن أسعار المعادن يجري تحديدها دوليًا، تمامًا مثل النفط.

منجم تالا حمزة

أكد عيسى موهوبي، أن منجم تالا حمزة في الجزائر بولاية بجاية يمتلك احتياطيات ضخمة من رواسب الزنك والرصاص، إذ يخزن أكثر من 53 مليون طن من المعادن، 65% منها قابلة للاستغلال.

وبحسب منصة الطاقة المتخصصة، تتكوّن احتياطيات المنجم من 78% زنك، و22% رصاص، ما يضع الجزائر في المرتبة الثالثة في العالم من حيث احتياطيات الزنك.

وتشير بيانات وزارة الطاقة والمناجم، إلى أن إمكانات منجم تالا حمزة في الجزئر وتحديدًا الاحتياطيات القابلة للاستخراج تبلغ نحو 34 مليون طن، مع إنتاج سنوي يصل إلى 170 ألف طن من مُركز الزنك، وهو ما سيسمح بتقليص فاتورة الاستيراد، من أجل تلبية الاحتياجات الوطنية، وزيادة الإيرادات عبر تصدير فائض الإنتاج.

وأشار موهوبي إلى رفض الأسلوب الأول لاستغلال الوديعة من قبل السلطات الجزائرية، وكذلك من قبل أكاديميي بجاية في عام 2010، إذ إن الكهوف (التجويف الجماعي) عملية لا تحترم الطبيعة، إذ تترك حفرة ضخمة، ومن المقرر استبدال العملية بما يسمى طريقة التعدين ذات غرفة الردم التنازلي.

وتتمثّل ميزة التقنية، التي تُستعمل للمرة الأولى في الجزائر، في أن الصخور المستخرجة سيجري خلطها مع الأسمنت والبوزولان، واستعمالها في ردم المناطق المحفورة بعد الانتهاء من عملية التفجير.

وفي نهاية عمر المنجم، لن يجري إحداث أي تغييرات بيئية قد تؤثر في الحيوانات والنباتات بالمنطقة، كما سيجري الحفاظ على المناظر الطبيعية.

ومن المتوقع دخول المشروع حيز الإنتاج خلال 2026، إذ يعتمد استغلاله على تقنية غير ملوثة، ولا تشكل أي خطر على استقرار الأرضية، في استخراج المعادن من المنجم.

وقال الخبير الجزائري: "خُصصت 25% من التكلفة الإجمالية للمشروع لحماية البيئة والسلامة"، ويتوقع أن يوفر 780 وظيفة مباشرة وأكثر من 4 آلاف وظيفة غير مباشرة، حسبما ذكرت صحيفة في ليكسبرسيون الناطقة بالفرنسية.

وأوضح أنه فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية، فقد أسهم مشروع منجم تالا حمزة بالجزائر في تسريع أعمال الطريق السريع الرابط بين ميناء بجاية وأحنيف وإزدواجية وكهربة خط السكة الحديد بجاية-بني منصور، كما يخصص المشروع ميزانية خاصة لدعم الخدمات الاجتماعية، من خلال تمويل النوادي الرياضية المحلية والصحة والتعليم.

أحد المناجم في الجزائر
أحد المناجم في الجزائر - أرشيفية

منجم غار جبيلات

أشار عيسى موهوبي، إلى أن منجم غار جبيلات، الذي يقع في أقصى جنوب غرب الجزائر، أحد أكبر مناجم الحديد في العالم، ويهدف إلى استغلال احتياطيات الموقع من خام الحديد، التي تُقدر بأكثر من 3 مليارات طن، منها 60% قابلة للاستغلال تجاريًا، ما يضمن إيرادات بـ10 مليارات دولار سنويًا.

وقال إن المنجم به رواسب سطحية لا تتطلب حفريات عميقة، وتكفي إزالة طبقة 0.5 مترًا فقط من نفايات الصخور، للوصول إلى خام الحديد، موضحًا أنه يمكن أن تصل عمليات الاستخراج إلى 50 مليون طن سنويًا بحلول عام 2026.

وكان وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب قد أشرف، في شهر يوليو/تموز الماضي، على إطلاق أعمال استغلال منجم غار جبيلات (تندوف) الذي سيسمح بإنتاج 2 إلى 3 ملايين طن من خام الحديد في المرحلة الأولى (2022-2025)، ثم 40 إلى 50 مليون طن سنويًا، بدءًا من 2026.

منجم الفوسفات في الجزائر

أوضح موهوبي، أن تطوير منجم الفوسفات واستغلاله بمنطقة جبل العنق في ولاية تبسة من أهم مشروعات قطاع التعدين في الجزائر، إذ سيمكّن البلاد من أن تصبح منتجًا رئيسًا ومصدرًا رائدًا للأسمدة.

وسينتج المشروع -الذي تبلغ احتياطياته نحو 3 مليارات طن- ما يقرب من 5.4 مليون طن من الأسمدة سنويًا، باستثمارات تتجاوز 6 مليارات دولار.

وستؤدي أعمال المشروع إلى تطوير البنية التحتية والاستثمارات الصناعية في 3 ولايات أخرى، إذ يشمل تطوير منجم الفوسفات واستغلاله في بلاد الحدبة بمنطقة جبل العنق بولاية تبسة، والتحويل الكيميائي للفوسفات بوادي الكبريت بولاية سوق أهراس، وصناعة الأسمدة بحجر السود بولاية سكيكدة، إلى جانب المنشآت المينائية المخصصة للتصدير في ميناء عنابة.

وكانت الجزائر قد وقّعت خلال 2022 اتفاقًا مع الصين لاستثمار 7 مليارات دولار لإنتاج 5.4 مليون طن من المخصبات الزراعية سنويًا بمنطقة تبسة.

وبموجب الصفقة سيجري إنشاء شركة ذات أسهم خاضعة للقانون الجزائري، بهدف "الشروع في الأنشطة الأولية المتعلقة بتطوير مشروع الفوسفات المدمج"، تكون للجزائر فيها نسبة 56% من رأس مال، مقابل 44%، تحت اسم "الشركة الجزائرية الصينية للأسمدة".

أحد المناجم في الجزائر
أحد المناجم في الجزائر - أرشيفية

المعادن وتحول الطاقة

رفض الخبير الجزائري ما يتم الترويج له عالميًا بانتقال الطاقة، قائلًا: "إن العالم لم يشهد أبدًا تحولًا في الطاقة، وإنما إضافات لها، بدأت البشرية بالكتلة الحيوية، وعندما وصلت الثورة الصناعية تمت إضافة الفحم، وعند اختراع محرك الاحتراق الداخلي أضفنا النفط، ثم أضفنا الطاقات التي تأتي من الشمس والرياح".

وأضاف: "في هذه الحالة، من الأنسب الحديث عن مزيج الطاقة، كما أن من الحكمة التمييز بين مصدر الطاقة ووسائل إنتاجها"، حسبما ذكرت صحيفة ليكسبرسيون الناطقة بالفرنسية.

وأكد أن الشمس والرياح رغم أنهما مصدرا طاقة دائمة فإنهما متقطعتان، ومع ذلك فإن الحصول على طاقاتهما يعود هذا إلى المعادن المستعملة في تصنيع الألواح الشمسية وتوربينات الرياح.

وعلى سبيل المثال، تستهلك صناعة الطاقة الشمسية حاليًا 13% من الفضة المستخرجة في العالم، في حين تسهم بأقل من 1% في مزيج الطاقة العالمي، ويحتوي مولد توربينات الرياح على 1 إلى 5 أطنان من النحاس.

وشدد على أنه في ظل تنامي الطلب على المعادن اللازمة لصناعة الطاقة فإن الجزائر مؤهلة لتحتل المرتبة الأولى عالميًا في سلسلة القيمة للصناعة "المتجددة".

وأكد أن الاندفاع الرقمي والطاقة المتجددة أعطى صناعة التعدين دفعة لا مثيل لها في السنوات الأخيرة، إذ يبشّر النمو المتسارع لاستهلاك المعادن في جميع أنحاء العالم بمستقبل كبير للبلدان الغنية بهذه المواد.

وأضح أن الجزائر بلد يحتل مكانة جيوسياسية في رقعة الشطرنج الإقليمية، وحتى العالمية، وثراؤها بالموارد الطبيعية وموقعها الإستراتيجي يمنحها قوة كبيرة لدفع اقتصادها إلى الأمام.

وقال: "البلاد تمتلك موقفًا قويًا يجب أن تنتهجه، لكي تصبح موردًا للقوى الصناعية العالمية وجسر العبور نحو أفريقيا، وتعد المناجم ومشروعات التعدين إحدى وسائل غزو هذه الأسواق".

وأضاف أن مشروع منجم تالا حمزة في الجزائر يُمكن البلاد من أن تكون مركزًا لتوريد المعادن اللازمة لجلفنة الأبراج الكهربائية، والدعامات الكهروضوئية، إذ إن 65% من استهلاك الزنك العالمي موجه نحو الجلفنة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. إلى المعلقين المراريك .موتوا بغيضكم .الجزاىر تتقدم وانتم تموتون كندا وغيضا لأن المخزن رهن مملكة بوسبير للصهاينة و اصبح البلد محتل 😂😂😂

  2. وما فائدة ذلك كله والبلد محتل وخونة وعملاء العسكر من يأخذون في جيوبهم أكلوا السحت

  3. الخبير نسي ام تناسى ان هذا المنجم يوجد في مقاطعة لم تستقل بعد بشكل كامل. ولن تستقل الا بتفتيتها الى مناطق لان الباطل لا يدوم وما بني على باطل يبقى باطلا

    يقول الشاعر:
    وما عساه منجم
    في دولة لم تستقل
    حكامها بيادق
    وشعبها منوم

  4. التحية و بعد :
    من الروعة أن تسمع بهذا الخبر . فهو خبر يحث على الأمل في التقدم و الرقي الأقتصاديه لدولة كالجزائر غير أن الإشكال لا يكمن عند وجود الثروات الطاقوية و المعدنية و حسب إنما مكمنه و موقعه عند مسألة كيفية تنظيم هذه الثروة الطبيعية سواء كانت طاقية أو معدنية و من صمت تصميمها و صرفها أقتضاديا لتدر الخير على البلاد هنا لب القضية .
    شكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق