مسؤولة إماراتية: انبعاثات قطاع الشحن البحري تُنذر بخسائر فادحة لكوكب الأرض
أسماء السعداوي
- دور كبير لقطاع الشحن البحري في زيادة الانبعاثات
- هناك ضرورة ملحّة لخفض انبعاثات قطاع الشحن البحري
- المنظمة البحرية الدولية وضعت أهدافًا لخفض انبعاثات غاز الدفيئة بقطاع الشحن البحري
- دعوة لرفع نسبة الوقود النظيف في قطاع الشحن البحري الدولي إلى 5%
- دعوة لتطبيق سياسات قوية لخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري
- الهيدروجين الأخضر في أفريقيا قد يؤدي دورًا في هذا الصدد
يؤدي قطاع الشحن البحري دورًا حيويًا في سلاسل التوريد العالمية، إلّا أن الانبعاثات الصادرة عنه تعدّ أحد أبرز مسببات ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد بقاء الإنسان على سطح الأرض.
وفي هذا الصدد، سلّطت رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف "كوب 28" (COP 28)، رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، رزان خليفة المبارك، الضوء على ضرورة زيادة جهود خفض انبعاثات قطاع الشحن البحري، من أجل دعم الوصول للأهداف المناخية التي وضعتها كل من الأمم المتحدة والمنظمة البحرية الدولية.
وفي مقال نشرته بموقع "إيكو بيزنس" (eco-business)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة، قالت المبارك، إن أكثر من 90% من جميع البضائع المتداولة على مستوى العالم تُنقَل بحرًا بوساطة مليوني بحار، ما يوضح الدور المتزايد لقطاع الشحن البحري، في ظل استمرار اعتماده على وقود شديد التلوث للبيئة، يحمل خسائر هائلة للأرض وسكانها.
دور سلبي لقطاع الشحن البحري
يُطلق قطاع الشحن البحري نحو 3% من إجمالي الانبعاثات العالمية المسببة للاحتباس الحراري، "ولو كان القطاع دولة، لكانت صاحبة بصمة كربونية هي السادسة عالميًا"، بحسب تعبير رزان المبارك.
ومع تزايد دور القطاع، من المتوقع أن ترتفع انبعاثاته وصولًا إلى 250% بحلول عام 2050، وهنا أشارت رزان المبارك إلى دور المنظمة البحرية الدولية (آي إم أو) في خفض انبعاثات قطاع الشحن البحري.
وعلى نحو خاص، سلّطت المبارك الضوء على آخر اجتماع عُقد بالعاصمة البريطانية لندن في مطلع شهر يوليو/تموز الجاري، قائلة: إن "الاجتماع يمثّل علامة فارقة على طريق خفض الانبعاثات العالمية للحدّ من تغير المناخ".
نصَّ البيان الختامي لاجتماعات المنظمة البحرية الدولية -الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه- على استمرار الالتزام بخفض انبعاثات غازات الدفيئة للشحن البحري الدولي، وتحقيق هدف الحياد الكربوني بأسرع ما يمكن.
ودعا إلى استمرار تعزيز الانتقال العادل والمنصف في سياق الإستراتيجية المنقّحة لهذا العام 2023، والتي تنصّ على تحسين كفاءة السفن.
وأشارت الإستراتيجية إلى الالتزام بالعمل على خفض انبعاثات غازات الدفيئة للشحن البحري بنسبة 20% على الأقلّ بحلول عام 2030، و70% في 2040، مقارنةً بمستويات عام 2008.
وأكدت المبارك أن هذه هي الفرصة الأخيرة المتبقية أمام المنظمة البحرية الدولية للالتزام بهدف الحدّ من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية، في ظل تزايد انبعاثات قطاع الشحن البحري.
تستهدف المنظمة البحرية الدولية تطوير إطار تنظيمي شامل للشحن البحري، والحفاظ على ملاءمته، وتشتمل اختصاصاتها السلامة والمخاوف البيئية والمسائل القانونية والتعاون الفني والأمن البحري وكفاءة الشحن البحري، بحسب الموقع الإلكتروني للمنظمة.
يستعرض الرسم التالي- الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز الأهداف العالمية لإزالة الكربون من قطاع الشحن البحري:
خطوات إيجابية نحو الشحن الأخضر
تقول رائدة المناخ في كوب 28، إن كبار مالكي ومشغّلي ومصنّعي السفن أعلنوا بدء تنفيذ خطط لإزالة الكربون من عمليات النقل، وفي هذا الصدد، تستهدف عملاقة الشحن العالمية "ميرسك"- أكبر شركة شحن بحري في العالم- تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2040،
كما يُنتظر إطلاق الجيل الأول من السفن العاملة بوقود خلايا الهيدروجين خلال هذا العام (2023)، واقترح آخرون إقامة ممرات خضراء (وهي طرق خالية من الانبعاثات بين المواني) من أجل تحفيز نشر البدائل النظيفة سريعًا.
ودعت رزان المبارك إلى زيادة تلك الجهود الإيجابية، والتي من شأنها خفض الانبعاثات وتعزيز كفاءة قطاع الشحن البحري.
وأشارت في هذا السياق إلى دور فريق رواد الأمم المتحدة للمناخ لزيادة نسبة الوقود النظيف في قطاع الشحن البحري الدولي إلى 5%، ومحليًا إلى 15% بحلول عام 2030.
وأكدت أن هذا الهدف يمثّل فرصة واعدة للدول المهيمنة على التجارة العالمية، لاستعادة القوة الدافعة للعمل المناخي.
تقول الخطة، إن هناك حاجة لخفض الانبعاثات الناجمة عن الشحن البحري بنسبة 30% على الأقلّ، عبر المواني المتوافقة مع أهداف المناخ، كما تدعو إلى إعادة تدريب ورفع مهارات 450 ألف بحار، وفق الموقع الرسمي.
وتؤكد رزان المبارك أن إحراز تقدّم تدريجي ليس كافيًا، لتحقيق التحول الضروري، إلّا أن السياسات القوية وحدها يمكنها منع القطاع من الاستثمار في تقنيات شحن يعتمد على الوقود الأحفوري، والتي لا تصب في مصلحة الأهداف المناخية.
دور مهم للدول النامية
لفتت رائدة المناخ في مؤتمر "كوب 28"، رزان المبارك، إلى إشراك الدول النامية، وعلى رأسها قارة أفريقيا، في عملية خفض الانبعاثات، في ظل مساعٍ عالمية للتخلص تدريجيًا من الوقود الأحفوري واستبدال الهيدروجين الأخضر به.
وأشارت في هذا الصدد إلى مساعٍ في كينيا وموريتانيا وجنوب أفريقيا لاستعمال الكهرباء النظيفة في اقتصاداتها، عبر استعمال طاقات الرياح والشمس المتوافرة بكثرة هناك.
وأكدت أن هذا الهدف -إنْ تحقق- سيوفر ظروفًا مناسبة لإنتاج الهيدروجين الأخصر، ومع توفير الدعم الكافي، ستصبح أفريقيا محورًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وبالفعل، هناك دول وشركات شحن تدعم التحول الشامل والعادل، ومنها مجموعة "سي إم بي" البحرية البلجيكية التي تتعاون لبناء أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا، الذي من المتوقع أن يدخل حيز الخدمة بحلول نهاية هذا العام (2023).
وأكدت أنه من خلال دعم النمو النظيف، ستتخلص الدول النامية من التخلف والديون، كما ستحقق منافع اقتصادية والاستقرار أيضًا.
موضوعات متعلقة..
- هل يلتزم قطاع الشحن البحري بتحقيق الحياد الكربوني قريبًا؟
- خبراء يوصون قطاع الشحن البحري العالمي بتقنيات الهيدروجين رغم معضلاته الناشئة (تقرير)
- المنظمة البحرية الدولية لـ"الطاقة": انبعاثات غازات الدفيئة للشحن لن تخضع لضريبة حاليًا
اقرأ أيضًا..
- وقود الهيدروجين.. مستقبل الطاقة العالمية أم زوبعة في فنجان؟
- رئيس سورفيرت الجزائرية: نسعى لإنتاج الهيدروجين الأخضر لدعم الاقتصاد (حوار)
- أول صاروخ يعمل بالغاز المسال في العالم ينقل الصراع الصيني الأميركي إلى الفضاء