غازتقارير الغازرئيسية

أول صاروخ يعمل بالغاز المسال في العالم ينقل الصراع الصيني الأميركي إلى الفضاء

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تزايد المنافسة بين الصين وأميركا في مجال استكشاف الفضاء
  • الصين تتخلف عن أميركا بواقع 20 سنة في مجال استكشاف الفضاء
  • الصين تطلق أول صاروخ يعمل بالغاز المسال في العالم بنجاح مؤخرًا إلى الفضاء
  • مجال الفضاء ينطوي على تحديات لا حصر لها
  • يعمل الصاروخ بوقود الميثالوكس وهو مزيج من الأكسجين السائل والغاز المسال

يفتح أول صاروخ يعمل بالغاز المسال في العالم أطلقته الصين بنجاح مؤخرًا إلى الفضاء، -على ما يبدو- جبهة جديدة غير تقليدية في الصراع المزمن الدائر بين بكين والولايات المتحدة الأميركية.

ورغم التقارير الإعلامية التي تشير إلى تخلّف بكين عن واشنطن بواقع 20 سنة في مجال استكشاف الفضاء، فإن الإعلان الأخير من قبل الأولى يُعد جرس إنذار من البلد الآسيوي لجميع القوى الكبرى النشطة في هذا المجال الحيوي.

وفي هذا السياق، أطلقت شركة "لاند سبيس" الصينية الخاصة العاملة في مجال الفضاء بنجاح أول صاروخ يعمل بالغاز المسال في العالم "تشوتشيويه-2" من مركز "جيوتشيوان" لإطلاق الأقمار الصناعية في 12 يوليو/تموز (2023)، بحسب تقرير نشره موقع أرغوس ميديا (Argus Media)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويعمل الصاروخ -تحديدًا- بوساطة ما يُطلق عليه وقود الميثالوكس -مزيج من الأكسجين السائل والغاز الطبيعي المسال (الميثان بصورة أساسية).

خطوة ناجحة

يُعد هذا أول إطلاق ناجح في العالم لأول صاروخ يعمل بالغاز المسال في العالم، وفق ما ذكرته "لاند سبيس"، في بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتَعِد هذه الخطوة المثيرة بفتح مجال آخر لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا الوقود شديد البرودة.

وكان الغاز الطبيعي المسال قد اشتدت الحاجة إليه السنة الماضية (2022) في أوروبا للخروج من براثن أزمة طاقة طاحنة، في أعقاب قطع روسيا إمدادات الوقود على خلفية تداعيات الحرب الأوكرانية.

ويمتلك الأكسجين السائل والغاز الطبيعي المسال سعة تبريد تفوق 3 أضعاف المزيج التقليدي من الأكسجين السائل والكيروسين، ما يُسهم في حماية محرك الصاروخ مع عدم الإخلال بأدائه الوظيفي.

ولم تُفصح شركة لاند سبيس عن أحجام الغاز المسال التي يحتاج إليها الصاروخ.

يُشار إلى أن هذا كان الإطلاق الثاني لصاروخ "تشوتشيويه-2" ، علمًا بأن محاولة الإطلاق الأولى جرت في 14 ديسمبر/كانون الأول (2022)، لكن لم يُكتب لها النجاح.

كان صاروخان يعملان بالأكسجين السائل والغاز المسال قد أطلقا في الولايات المتحدة الأميركية في النصف الأول من العام الجاري (2023)، لكن باءت المحاولتان بالفشل.

ويحمل الصاروخان "تيران وان" و"ستارشيب" توقيع شركتي الفضاء الأميركيتين "ريلاتيفيتي سبيس" و"سبيس إكس" على الترتيب.

مقر شركة لاند سبيس
مقر شركة لاند سبيس - الصورة من بلومبرغ

شركات على الدرب

حذت شركات فضاء صينية خاصة أخرى مثل "جيوتشو يونجيان سبيس"، و"إنترستيلار غلوري سبيس تكنولوجي" و"آيروسبيس بروبالجن"، حذو مواطنتها "لاند سبيس"، وأطلقت هي الأخرى صواريخ تعمل بالأكسجين السائل والغاز المسال، دون أن تكشف المواعيد الزمنية لإطلاقها في الفضاء.

وفي معرض تعقيبه على واقعة إطلاق أول صاروخ يعمل بالغاز المسال في العالم، قال نائب رئيس فريق مصممي "تشوتشيويه-2"، داي زينج، إن النموذج مهم جدًا لمستقبل السفر إلى الفضاء، في تصريحات حصرية أدلى بها لموقع قناة "سي جي تي إن" التلفزيونية الصينية.

وأوضح زينج: "بدأنا رسميًا أعمال بحث وتطوير تشوتشيويه-2 في النصف الثاني من عام 2017، واستغرقت عملية إطلاقه نحو 6 سنوات".

وأضاف: "ولذا فإن فريقنا بأكمله كان ينتظر هذا النجاح منذ مدة طويلة، بعد فشل محاولة إطلاق الصاروخ في ديسمبر/كانون الأول (2022)، أجرينا عملية فحص وتدقيق من البداية".

وتابع: "كما قلت، مجال الفضاء ينطوي على تحديات لا حصر لها، وأي مشكلات صغيرة يمكن أن تجلب معها انهيار النظام بأكمله، وبناءً عليه فإن المحاولة الفاشلة العام الماضي (2022) كانت حقًا مؤلمة، لكنها دفعتنا إلى العمل الجاد لمدة طويلة حتى أدركنا أخيرًا النجاح المنتظر".

أفضلية الميثالوكس

بخصوص استعمال الصاروخ مزيجًا من الأكسجين السائل والغاز المسال وقودًا، قال زينج: "نظرًا إلى أن مزيج الأكسجين السائل والغاز المسال ملائم تمامًا لمركبات الإطلاق التجارية، مثل صواريخ الفضاء، فإنه أرخص بكثير من الهيدروجين السائل أو الأكسجين السائل أو مزيج الكيروسين والأكسجين السائل".

وواصل: "النقطة الثانية هي أن الميثان لا يُراكم الكربون بسهولة عند اشتعال المحرك".

وفي النهاية، توقع نائب رئيس فريق مصممي أول صاروخ يعمل بالغاز المسال في العالم داي زينج، إكمال رحلة الاختبار الأولى للصاروخ في النصف الثاني من عام 2025.

رمزية استكشاف الفضاء

تحدّث أستاذ سياسات العلوم والتكنولوجيا في جامعة طوكيو كازوتو سوزوكي، عن سياسات الفضاء الوطنية، قائلاً: "كثيرًا مما يحدث في مجال استكشاف الفضاء لا يعدو كونه معنى رمزيًا، ولن يكون هناك أي تغيير رئيس حتى لو توقفت عمليات محطة الفضاء الدولية"، وفق ما صرّح به إلى موقع "جابان فوروارد".

ثم علّق سوزوكي على سباق الفضاء قائلًا: "الولايات المتحدة الأميركية والصين ليستا في الساحة نفسها بشأن عمليات استكشاف الفضاء".

وأوضح سوزوكي: "الصين تتخلّف عن أميركا بـ20 سنة".

وتابع: "في غضون ذلك، تتجه أنظار الولايات المتحدة وأوروبا واليابان إلى القمر، ويبدو أن تلك الدول لها أهداف مختلفة في هذا الخصوص".

وأردف: "على سبيل المثال استكشاف الفضاء بالنسبة إلى الولايات المتحدة يُعد امتدادًا لتوسعها الإقليمي خارج الحدود في القرن التاسع عشر، في حين اعتقد الاتحاد السوفيتي أن استكشاف الفضاء يُعد وسيلة لترسيخ هيمنة الشيوعية".

وأتم سوزوكي: "أما الصين التي تحاول اللحاق بالقوى الكبرى منذ تأسيسها، فالفضاء هو مجال آخر لححز مكان لها على خريطة القوى العظمى".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق