أخبار النفطرئيسيةنفط

شركات الوقود الأحفوري تدعم جامعة أكسفورد بأكثر من مليوني دولار في 2021

في تناقض لتعهدات الجامعة المناخية

دينا قدري

ما تزال جامعة أكسفورد البريطانية تناقض التزاماتها المناخية، إذ تواصل تلقي التمويل من شركات الوقود الأحفوري على الرغم من تعهدها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2035.

وكشف تقرير صادر عن حملة أكسفورد للعدالة المناخية -التي يديرها الطلاب- أن جامعة أكسفورد قبلت ما لا يقل عن 1.6 مليون جنيه إسترليني (2.2 مليون دولار أميركي) العام الماضي من شركات النفط والغاز والبتروكيماويات، وفقًا لما نقلته صحيفة "الغارديان".

النهج الذي تتبعه جامعة أكسفورد يتعارض مع تحركات جامعات أخرى في المملكة المتحدة، إذ أصبحت جامعة أبردين الإسكتلندية الجامعة رقم 90 التي تتعهد بسحب استثماراتها من الوقود الأحفوري.

أكسفورد تواصل الخرق

جاء ذلك بالإضافة إلى أكثر من 11 مليون جنيه إسترليني (14.9 مليون دولار) تلقتها أكسفورد من مانحي الوقود الأحفوري بين عامي 2015-2020، بحسب التقرير الذي استند إلى طلب حرية المعلومات والذي قدمته الحملة في أكتوبر/تشرين الأول 2021.

ولا تشمل الأرقام 100 مليون جنيه إسترليني (135.6 مليون دولار)، التي تبرعت بها شركة إنيوس البريطانية للبتروكيماويات، لإنشاء معهد جديد لدراسة مقاومة مضادات الميكروبات.

وأشار الباحثون إلى استمرار وجود مناصب ومؤسسات تحمل أسماء الجهات المانحة للوقود الأحفوري أو مخصصة لها، بما في ذلك منح إيني أكسفورد الدراسية لأفريقيا، ومنحة إكسون موبيل الدراسية في علوم الصحة العالمية.

ووجد التقرير الأخير لحملة أكسفورد للعدالة المناخية -أيضًا- أن ثلثي معهد أكسفورد لدراسات الطاقة جرى تمويله من صناعة الوقود الأحفوري.

تمويل شركات الوقود الأحفوري

كشف التقرير عن أن 4 شركات -إيني وميتسوبيشي وبي بي وشل- قدمت جميعها تبرعات وتمويلًا بحثيًا للجامعة بلغ مجموعها ما بين 1.6 و1.7 مليون جنيه إسترليني (2.2-2.3 مليون دولار) في المدّة من 1 أغسطس/آب 2020 إلى 31 يوليو/تموز 2021.

وشمل ذلك 208.7 ألف جنيه إسترليني (283 ألف دولار) لتمويل الأبحاث من شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، و58.6 ألف جنيه إسترليني (79.5 ألف دولار) لتمويل الأبحاث والتبرعات من شركة شل، وفقًا للتقرير.

ومع ذلك، جاء أكبر إسهام من شركة إيني الإيطالية، التي قدمت أكثر من 1.3 مليون جنيه إسترليني (1.76 مليون دولار) لكلية سعيد لإدارة الأعمال، وفقًا لحرية المعلومات.

إذ خُصص نحو 769.5 ألف جنيه إسترليني (1.04 مليون دولار) لتمويل منح إيني الدراسية، في حين دعم المبلغ المتبقي 571 ألف جنيه إسترليني (774.2 ألف دولار) مركز سمعة الشركات التابع للكلية، وهو ما وصفه التقرير بأنه بمثابة "حالة أخرى من عمليات الغسل الأخضر للشركات".

تغير المناخ

غموض حول تمويل بي بي

وفقًا للتقرير، كشفت أكسفورد أنها تلقت ما بين 20 و98 ألف جنيه إسترليني (27.1-132.8 ألف دولار) من شركة بي بي في 2020-2021.

وذكرت أن الكشف عن المبلغ الدقيق للأموال المتبرع بها من شأنه أن "يقوّض قدرتها على تأمين تمويل بحثي مستقبلي من هذا المصدر"، وهو إعفاء ساري المفعول بموجب قانون حرية المعلومات لعام 2000.

وعلّق عضو حملة أكسفورد للعدالة المناخية، فيليب هاتشينسون، على هذا الأمر قائلًا: "أعتقد أن هذا استخدام غير مناسب للقسم 43 من قانون حرية المعلومات".

وأضاف: "من غير الصحيح القول إن هذا سيضر بالمصالح التجارية لشركة بي بي عندما تكون المعلومات حول علاقات شركة بي بي مع جامعة أكسفورد صدرت منذ سنوات.. لماذا سيضر فقط بمصالحهما التجارية الآن؟".

وفي المقابل، تكشف جامعة كامبريدج علنًا عن المبلغ الدقيق للأموال التي تقدمها كل شركة، وليس فقط شركات الوقود الأحفوري، في المنح البحثية للجامعة كل عام.

التعارض مع سياسة المناخ

قال هاتشينسون -الذي يقف وراء طلب حرية المعلومات-: "تخبرنا أكسفورد -غالبًا- أن أموال التبرعات لا تؤثر في أبحاثهم. ولكن كيف يمكن لكلية سعيد لإدارة الأعمال أن تقدم محادثات ونصائح حول سياسة المناخ في حين تأخذ في الوقت نفسه الأموال من منتجي الوقود الأحفوري الرئيسين؟".

وتابع: "لا يتطلب الأمر أن تكون عبقريًا لكي ترى أنه إذا كنت تأخذ الكثير من المال، الملايين كل عام، فسيؤثر هذا في النصيحة التي تقدمها إلى القادة".

كما قال: "هذا ينطبق خصوصًا على مركز سمعة الشركات. إذا كنت تؤدي دورًا في تحديد ما هو مقبول للشركات للقيام به، فإن هذه الأموال تخلق تضاربًا كبيرًا في المصالح، الذي يطرح حقًا سؤالًا عما إذا كان بإمكان كلية سعيد لإدارة الأعمال تقديم نصائح صادقة بشأن هذه المشكلات".

رد جامعة أكسفورد

من جانبه، شدد متحدث باسم أكسفورد على أن الجامعة "تحمي استقلالية التدريس والبحث بغض النظر عن طبيعة تمويلها".

وقال: "أولئك الذين يتبرعون بالمال للجامعة ليس لديهم أي تأثير في كيفية إجراء الأكاديميين لأبحاثهم أو الاستنتاجات التي توصلوا إليها. ينشر الباحثون نتائج عملهم سواء كانت الصناعة أو الحكومات ستراها انتفادية أو مواتية".

وأضاف المتحدث: "بحثنا مع الصناعات المختلفة يسمح للجامعة بتطبيق معرفتها على التحديات الحقيقية للقلق العالمي المُلح، مع توجيه التمويل في كثير من الأحيان مباشرةً إلى البحث في القضايا المتعلقة بالمناخ ومصادر الطاقة المتجددة".

وتابع: "لم يجرِ استخدام أي من التمويل الخيري الذي أبرزه هذا التقرير في أبحاث الاستخراج والاستكشاف، ولكن جرى استخدامه لتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم، وتمويل المنح الدراسية، والوظائف الأكاديمية، وتكاليف رأس المال".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق