التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازتقارير الهيدروجينرئيسيةطاقة متجددةغازهيدروجين

مفوضة الطاقة الأوروبية: التحول الأخضر "طوق النجاة" من أزمات الوقود الأحفوري

رحبت بجهود تطوير سوق الهيدروجين الأوروبية مع تأمين مخزونات الغاز

هبة مصطفى

أقرت مفوضة الطاقة الأوروبية، كادري سيمسون، بأن مواصلة التحول الأخضر ودعم مصادر الطاقة المتجددة هما الحل "الدائم" لتغلب أوروبا على أسعار الطاقة المتقلبة للوقود الأحفوري، مُشيدة في الوقت ذاته بالجهود الرامية لتطوير سوق الهيدروجين الأوروبية.

ورغم تأكيدها أهمية دعم مواصلة التحول الأخضر في أوروبا، إلا أنها شددت على اتجاه الاتحاد الأوروبي نحو تأمين إمدادات الغاز وتعزيز مستويات المخزونات.

وحمّلت سيمسون التوترات الجيوسياسية (في إشارة للخلاف الروسي الأوكراني وما ترتب عليه من اضطراب في إمدادات الغاز الروسي للدول الأوروبية) مسؤولية ارتفاع أسعار الطاقة ونقص الإمدادات.

وطال نقص إمدادات الغاز عدة دول أوروبية مؤخرًا، بالتزامن مع تحميل أوروبا الجانب الروسي مسؤولية التلاعب في الإمدادات للضغط على الموقف الأوروبي الداعم لأوكرانيا، وكذلك ردًا على التجميد الألماني لموافقات مشروع نورد ستريم2.

كيف يواجه الاتحاد نقص الغاز؟

أوضحت مفوضة الطاقة الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي يتوسع في مباحثات زيادة الإمدادات والشحنات مع الشركاء المعنيين، مشيرة إلى أنها ستكثف جولاتها إلى كل من أذربيجان والولايات المتحدة الأميركية خلال شهر فبراير/شباط المقبل لبحث الأمر.

الطاقة الشمسية
مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون - أرشيفية

وأضافت -خلال لقائها غير الرسمي مع وزراء الطاقة الأوروبيين في فرنسا، أمس السبت- أن الاتحاد رصد انخفاض مستويات مخزونات الغاز عن معدلاتها الطبيعية لمثل هذه المدة من كل عام.

وأشادت سيمسون في الوقت ذاته بالتضافر الأوروبي في حالات الطوارئ وأزمة الغاز الحالية، مشيرة إلى أن أوروبا تتميز ببنيتها التحتية القوية والمرنة للغاز، لكن هذا لا يمنع من تعزيز التضامن ومواصلة تأمين مخزون الإمدادات، والاستعداد بصورة أكبر لمواجهة مثل تلك الأزمات.

ولفتت مفوضة الطاقة الأوروبية إلى اقتراح المفوضية الذي طُرح في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، بمراجعة تشريعات إمدادات الغاز؛ بهدف تطوير عمليات التخزين للدول الأعضاء، إلى جانب خطوات أخرى كتقديم الدعم المباشر وخفض الرسوم والإعفاءات الضريبية، وإعادة تقييم سوق الكهرباء الأوروبي.

وقالت إن الهدف من المباحثات الأوروبية المتواصلة هو تعزيز سعة التخزين للإمدادات بصورة أكثر كفاءة، وتأمين مستويات مخزونات إمدادات الغاز بما يكفي لمواجهة الأزمات مثل أزمة الشتاء الجاري، وفق رويترز.

التحول الأخضر وسوق الهيدروجين

من جانب آخر، رأت مفوضة الطاقة الأوروبية أن مواصلة التحول الأخضر هو السبيل الوحيد والدائم لتغلب الدول الأوروبية على أزمات الوقود الأحفوري وأسعاره المتقلبة.

وأشارت كادري سيمسون إلى أن مصادر الطاقة المتجددة أصبحت متنوعة ومتاحة في عدة بلدان أوروبية، إذ تُعد أكثر مصادر الطاقة ملائمة من حيث التكلفة السعرية، متوقعة تنامي الاعتماد عليها مع مواصلة التطور التقني في هذا المجال.

وأكدت مفوضة الطاقة الأوروبية أن الطاقة المتجددة تعد اتجاها آمنا للدول الأوروبية فيما يتعلق بمخاطر أمن الإمدادات، مشيرة إلى أن أهميتها لا تكمن في دعم الأهداف المناخية فقط، بل تتعلق -أيضًا- بضمان استدامة الإمدادات وأمنها، إلى جانب القدرة الأوروبية على تحمل فاتورة الطاقة خلال العقود المقبلة.

وبخلاف التحول الأخضر والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، تطرقت مباحثات مفوضة الطاقة الأوروبية ووزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي إلى سوق الهيدروجين الأوروبية، إذ شهد العام ونصف العام الماضيين وضع الإطار القانوني لتنظيم وجود الهيدروجين في سوق الطاقة الأوروبية.

وألمحت مفوضة الطاقة الأوروبية إلى أن ختام المناقشات مع نظرائها في فرنسا بالحديث حول تطورات سوق الهيدروجين الأوروبي كانت خطوة جيدة خلال مناقشة أبعاد أزمة إمدادات الغاز ومخزونات، مشيرة إلى أن هناك حالة من التفاؤل والثقة لدعم تلك السوق، وفق الموقع الإلكتروني للمفوضية.

الغاز الروسي ونورد ستريم 2

تناولت مفوضة الطاقة الأوروبية، كادري سيمسون، جانبًا آخرَ من أبعاد أزمة إمدادات الغاز في أوروبا، متمثلًا في التوترات الجيوسياسية وما ترتب عليها من نقص الإمدادات وارتفاع أسعار سلع الطاقة.

شركة شل - غازبروم تكشف عن موعد الانتهاء من نورد ستريم2
مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي نورد ستريم 2

تلميحات سيمسون جاءت في إشارة إلى الخلاف الروسي الأوكراني، الذي ترتب عليه اضطراب إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا واتهامها ألمانيا بإعادة بيع تلك الإمدادات للاستفادة من فروق الأسعار.

وتمارس روسيا -بصورة غير مباشرة- ضغوطًا على الدول الأوروبية لتحريك المياه الراكدة حول مفاوضات مشروع خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 2، بعدما أرجأت ألمانيا إصدار الموافقات اللازمة لبدء تشغيله إلى النصف الثاني من العام الجاري بعد إنشاء شركة فرعية للمشروع في ألمانيا.

وفي غضون الخلاف الروسي- الأوروبي، تحاول الولايات المتحدة طرح نفسها بديلًا لروسيا في تأمين إمدادات الغاز بإجراء مباحثات مع شركات دولية للطاقة لتزويد أوروبا بالغاز الأميركي، في ظل تلويح أميركي بفرض عقوبات على روسيا.

وعزز تحميل وكالة الطاقة الدولية ومديرها التنفيذي، فاتح بيرول، روسيا مسؤولية أزمة الغاز في أوروبا من الاتجاه الأميركي الرامي للتوسع في إمدادات الغاز لأوروبا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق