أخبار الغازالتقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

الغاز الطبيعي.. أميركا تطرح نفسها بديلًا عن روسيا لتأمين إمدادات أوروبا

مخاوف أوروبية من عقوبات على موسكو قد تزيد أزمة الطاقة

أحمد بدر

تطرح الولايات المتحدة نفسها -حاليًا- بديلًا لروسيا لتوفير إمدادات أوروبا، من الغاز الطبيعي المسال، في وقت سجلت فيه أسعار الطاقة مستويات قياسية، وسط مخاوف من اندلاع حرب بين موسكو وكييف.

وقال مسؤولان أميركيان إن حكومة الولايات المتحدة تُجري محادثات مع العديد من شركات الطاقة الدولية، بشأن خطط طوارئ لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي، بعد تعطّل الإمدادات الروسية، بسبب الصراع الروسي-الأوكراني، حسبما نقلت وكالة رويترز.

وبحسب الوكالة البريطانية، تتهم الولايات المتحدة روسيا بأنها تستعد لتشن هجومًا عسكريًا جديدًا على أوكرانيا، التي سبق أن دخلتها عسكريًا في 2014، في حين تنفي موسكو أي خطط لمهاجمة أوكرانيا.

نوفاتيك الروسية
أحد مشروعات الغاز لشركة نوفاتيك الروسية

الغاز الروسي في أوروبا

يعتمد الاتحاد الأوروبي على روسيا فيما يقرب من ثلث إمدادات الغاز، لذلك قد تؤدي أي عقوبات أميركية محتملة على روسيا على خلفية أي صراع إلى تعطل وصول هذه الإمدادات، وبالتالي تعميق أزمة الكهرباء الأوروبية.

وأدت أسعار الكهرباء القياسية إلى ارتفاع فواتير الكهرباء الاستهلاكية، وكذلك تكاليف مختلف أنواع الأعمال، ما خلق حالة من التضخم، وأثار الكثير من الاحتجاجات في بعض الدول.

ونقلت رويترز عن مصدرين مطلعين على المناقشات بين أميركا وشركات الطاقة الدولية، قولهما إن مسؤولي الخارجية الأميركية تواصلوا مع الشركات، للتأكيد على أن الولايات المتحدة قادرة على إرسال إمدادات الغاز الطبيعي الإضافية إذا كانت هناك حاجة إليها.

وقالت المصادر في هيئة الصناعة إن الشركات أبلغت مسؤولي الحكومة الأمريكية أن إمدادات الغاز العالمية شحيحة، وأن كميات الغاز الطبيعي القليلة المتاحة تصعِّب استبدال الكميات الكبيرة من روسيا.

المحادثات الأميركية

بشرط عدم الكشف عن هويته، تحدث مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، قائلًا إن مناقشات وزارة الخارجية مع شركات الطاقة قادها مستشار أمن الطاقة آموس هوشستين، موضحًا أن الخارجية لم تطلب من الشركات زيادة الإنتاج.

وأضاف: "ناقشنا مجموعة من الحالات الطارئة، وتحدثنا عن كل ما نقوم به مع شركائنا وحلفائنا من الدول.. لقد فعلنا ذلك مع المفوضية الأوروبية، لكننا فعلنا ذلك أيضًا مع شركات الطاقة".

وتابع: "من الدقيق أن نقول إننا تحدثنا إليهم بشأن مخاوفنا، وتحدثنا معهم بشأن مجموعة من الحالات الطارئة، ولكن لم يكن هناك أي نوع من الأسئلة فيما يتعلق بالإنتاج".

ولم تكشف التقارير عن هوية الشركات التي تواصل معها المسؤولون الأميركيون، إذ رفضت شركات مثل شل وكونوكو فيليبس وإكسون موبيل التعليق على الأمر، كما لم ترد شركات أخرى مثل شيفرون كورب وتوتال وإكوينور وقطر إنرجي.

كما لم يعلق متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي على المناقشات مع شركات الطاقة، لكنه أكد أن التخطيط للطوارئ جارٍ.

واكتفى المتحدث بالقول إن تقييم التداعيات المحتملة واستكشاف طرق للحد من هذه التداعيات هو حكم جيد وممارسة معيارية، مضيفًا: "ما يصل للجمهور فقط هو التفاصيل الجادة التي نناقشها، ونحن مستعدون لفرض إجراءات مهمة مع حلفائنا وشركائنا".

روسيا- الغاز الطبيعي المسال- غازبروم
إحدى ناقلات الغاز الطبيعي المسال في روسيا - أرشيفية

الأزمة مع أوكرانيا

أثارت موسكو انزعاج الغرب، بعدما حشدت قواتها بالقرب من أوكرانيا خلال الشهرين الماضيين، وهي المرة الثانية التي تتهيأ روسيا عسكريًا، بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014.

لذلك، يرى المحللون أن الولايات المتحدة تطرح نفسها بديلًا للغاز الروسي في التوقيت نفسه الذي تلوّح فيه بفرض عقوبات على موسكو، الأمر الذي تخشاه أوروبا لأنه سيكون عائقًا أمام واردات الغاز الروسي.

وتعاني أوروبا خلال الأشهر الماضية أزمة طاحنة في الكهرباء، بسبب نقص الإمدادات من الغاز الطبيعي المستخدم في توليد الكهرباء، لا سيما في فصل الشتاء الحالي، الذي يُعدّ أحد أشد فصول الشتاء برودة منذ سنوات طويلة.

ومن المقرر أن ترتفع صادرات الغاز الأميركي هذا العام، لتصبح أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم.

وتتنافس أوروبا على إمدادات الغاز الطبيعي المسال من موردين مثل الولايات المتحدة وقطر، مع كبار المستهلكين مثل الصين واليابان، التي تواجه أيضًا أزمة طاقة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق