أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

هل الخفض الطوعي الجزائري سياسي أم اقتصادي؟ أنس الحجي يجيب (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الخفض الطوعي الجزائري لإنتاج النفط، الذي كان بحدود 48 ألف برميل يوميًا حتى نهاية 2024، أُضيف إلىه خفض آخر بمقدار 20 ألف برميل يوميًا.

وأوضح الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة" بعنوان "تمديد السعودية لتخفيض الإنتاج: الانعكاسات الاقتصادية والسياسية"-، أن الحديث عن هذا الخفض يستدعي التذكير بإعلان نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أن بلاده ستخفًض الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل إضافية لشهر أغسطس/آب 2023.

ولفت إلى أن هذه الخطوة جاءت أسوة بقرار الخفض الطوعي السعودي، ما أحدث بلبلة كبيرة في الأسواق، إذ ارتفعت الأسعار مع بداية ورود الأخبار، ثم انخفضت ثم ارتفعت مرة أخرى، واستمرت على هذا الأمر طوال التعاملات، والواضح أنه كان هناك لبس بشأن الخفض الروسي.

وأضاف: "عندما نتكلم عن الخفض الطوعي الجزائري، يجب أن نذكر أن الجزائر من الدول القليلة في العالم التي تصدر النفط والغاز عبر أنابيب، وكذلك الغاز المسال، ولها -مثل ليبيا- وضع خاص، لأن موقعهما إستراتيجي جدًا بالنسبة إلى أوروبا، التي تعتمد عليهما بصورة كبيرة".

النفط والغاز في الجزائر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الجزائر استطاعت زياده إنتاج النفط والغاز هذا العام، وكانت في العامين الأخيرين من أنشط دول العالم في موضوع التنقيب عن النفط والاكتشافات، إذ بلغ إنتاج النفط الجزائري أكثر من مليون برميل يوميًا في الأشهر الأولى من 2023.

النفط الجزائري

وفي شهر مايو/أيار -وفق الحجي- انخفض الإنتاج -حسب بيانات أوبك- بسبب الخفض الطوعي الجزائري الأول إلى 940 ألف برميل يوميًا، والآن بعد التخفيض الثاني بمقدار 20 ألف برميل يوميًا، سيصل حجم إنتاج الدولة الواقعة في شمال أفريقيا إلى نحو 920 ألف برميل في أغسطس/آب.

وأضاف: "هنا أذكر أمرًا لطيفًا، عندما بدأنا الدراسة كنا نسمع عن حقول (حاسي مسعود) و(حاسي الرمل)، وكنا نظن أن هذه الأسماء تتعلق باللهجات في المغرب العربي، ولم نكن نعرف معناها، ثم اكتشفنا لاحقًا أن هذه الأسماء عربية قحة، إذ إن الحاسي عند العرب هو البئر التي تُحفر في الرمل لجمع مياه الأمطار".

وأشار إلى أن الاكتشافات النفطية في الجزائر حدثت في البداية في "حاسي مسعود"، وبعد أبحاث الرمل وغيرها كانت رمال الصحراء تدل على أن النفط موجود في طبقات سطحية، وهذا يقلل من التكاليف بصورة كبيرة، ويعطي الجزائر ميزة أخرى.

قرار سياسي أم اقتصادي؟

لفت خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إلى أنه من بين الأمور التي سهّلت الخفض الطوعي الجزائري، أن هناك مشروعات جديدة متعددة، وتحتاج إلى ربط المشروعات الأخرى، وقد يكون هذا قد أسهم في قرار التخفيض مرة أخرى، أي أن الخفض ليس سياسيًا وإنما اقتصادي، وهذا أمر جيد.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- حجم الخفض الطوعي من جانب بعض دول أوبك+، ومن بينها الجزائر:

الخفض الطوعي من جانب السعودية و8 دول في أوبك+

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن تجاوب دولة الجزائر مع المملكة العربية السعودية مرتين أمر مهم من عدة نواحٍ، لذلك فإن الحديث عن الخفض الطوعي الجزائري ليس نقدًا، وإنما يُعد أمرًا جيدًا لأسباب متعددة.

وأشار الحجي إلى وجود احتمالات أن نرى بعض الدول الأخرى تنضم إلى قرارات الخفض الطوعي الإضافي، إذ إنه من الواضح تمامًا من تصريح وزير الطاقة الإماراتي أن هناك تركيزًا على موضوع الالتزام بتطبيق خفض الإنتاج.

وأضاف: "بالنسبة إلى الدول الأخرى فإنها لا تستطيع أن تخفّض الإنتاج بأكثر مما خفضته، ومن ثم فإننا نجد أن التخفيضات الطوعية هي الطريقة التي تمثّل الأشهر الأخيرة، بدلًا من أن يكون هذا عن طريق تحالف أوبك+".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق