تقارير النفطرئيسيةنفط

خبراء: النفط والغاز يتربعان على عرش الطاقة العالمية لعقود مقبلة

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • النفط والغاز يواصلان الهيمنة على مصادر الطاقة في العالم
  • استعمال مصادر الطاقة المتجددة يشهد تراجعًا ملحوظًا
  • تحول الطاقة يحتاج إلى الكثير من الوقت والمال
  • توقعات بأن يشهد الطلب على الخام ذروته بحلول نهاية العقد الجاري (2030)
  • سعة الكهرباء المتجددة لامست 3.481 غيغاواط في عام 2022

يواصل قطاع النفط والغاز هيمنته على مشهد الطاقة العالمي، رغم كونهما من مصادر الوقود الأحفوري الذي تسعى العديد من دول العالم إلى التخلي عنه في الوقت الراهن، في إطار جهود تحول الطاقة.

ورغم التقدم الهائل الذي تحرزه دول العالم في استعمال مصادر الطاقة المتجددة والاستعاضة بها عن الوقود الأحفوري، في إطار تحقيق أهداف الحياد الكربوني، يبقى هناك العديد من التحديات التي ما تزال تعتري هذا القطاع الناشئ.

وأكد رؤساء شركات كبرى وعدد من الخبراء، خلال مشاركتهم في مؤتمر آسيا للطاقة الذي احتضنته العاصمة الماليزية كوالالمبور الأسبوع الجاري، أن النفط والغاز سيستمران في بسط سيطرتهما على مصادر الطاقة لعقود مقبلة، على خلفية تراجع جهود تحول الطاقة، حسبما ذكرت شبكة "سي إن بي سي" الأميركية.

معضلة تحول الطاقة

قال الرئيس التنفيذي لشركة "هيس كوربوريشن" الأميركية للنفط جون هيس: "نعتقد أن أهم نتيجة ينبغي أن يتمخض عنها هذا المؤتمر هو أن العالم يحتاج النفط والغاز لعقود مقبلة"، وفق تصريحات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف: "تحول الطاقة سيستغرق وقتًا طويلاً، وهو سيكلّف الكثير من الأموال –أيضًا-، غير أنه سيحتاج لتقنيات جديدة ومتطورة لا توجد الآن".

وأوضح أن العالم بحاجة إلى ضخ استثمارات ضخمة قدرها 4 تريليونات دولار سنويًا في قطاع الطاقة النظيفة، مؤكدًا أن هذا "ليس متاحًا الآن".

مشروعات تحول الطاقة

ووفقًا لتقديرات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن ترتفع الاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة النظيفة إلى ما إجمالي قيمته 1.7 تريليونات دولار خلال العام الجاري (2023).

وأشار هيس إلى أن النفط والغاز قطاعان رئيسان للتنافسية الاقتصادية، كما أنهما مصدران رخيصان للطاقة.

وتوقّع أن تزدهر سوق النفط في النصف الثاني من العام الجاري (2023)، مع ارتفاع الإنتاج إلى 1.2 ملايين برميل يوميًا في عام 2027.

التحدي العالمي

لفت الرئيس التنفيذي لشركة "هيس كوربريشن" جون هيس إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه العالم -حاليًا- هو تباطؤ عجلة الاستثمارات في تلك الصناعة الحيوية.

وفي هذا الصدد أوضح هيس: "العالم يواجه عجزًا هيكليًا في إمدادات الطاقة، وفي قطاع النفط والغاز، وكذلك في الطاقة النظيفة".

وبالمثل، توقّع الأمين العام لمنظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" هيثم الغيص أن يرتفع الطلب العالمي على النفط إلى 110 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2045، خلال تصريحاته التي أدلى بها في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر.

كما توقعت عملاقة الطاقة الأميركية إكسون موبيل، أكبر مُنتج للنفط في الولايات المتحدة الأميركية، أن يظل النفط المصدر الرئيس للطاقة خلال عقدين قادمين على الأقلّ، نظرًا لمكانته الحيوية في النقل التجاري والصناعة الكيميائية.

وقالت كبيرة مستشاري الشؤون العامة والحكومية في إكسون موبيل إرين ماكجراث: "من المتوقع أن يظل النفط أكبر مصدر للطاقة في العالم في عام 2050، حتى مع تباطؤ نمو الطلب بعد عام 2025،" خلال تصريحات أدلت بها لشبكة "سي إن بي سي".

وأوضحت ماكجراث: "بوجه عام، من المتوقع أن يصعد الطلب على النفط بنحو 15 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050، وسيأتي كل النمو تقريبًا من الأسواق الناشئة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية".

الرسم البياني أدناه-من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يُبيّن توقعات أوبك لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2023:

توقعات أوبك لنمو الطلب العالمي على النفط في 2023

محركات أساسية

ستستمر آسيا في تحفيز الطلب على النفط والغاز، في حين يستعد النمو في المنطقة لتجاوز مثيله في كل من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بحلول نهاية العام الجاري (2023).

وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس مؤسسة "إس آند بي غلوبال" دان يرجين: "تلك هي المنطقة التي ستقود نمو الطب على الطاقة، والمزيد قادم،" خلال تصريحاته التي جاءت في مؤتمر "إنرجي إيجا".

وأوضح يرجين أن السكان في منطقة جنوب شرق آسيا وحدهم يزيدون بواقع 50% عن نظرائهم في بلدان الاتحاد الأوروبي.

وذكر الرئيس التنفيذي لعملاقة الطاقة الفرنسية توتال إنرجي باتريك بويانيه أن النمو في أسواق الغاز الطبيعي المسال في العام الماضي جاء مدعومًا بالطلب في الصين وكوريا الجنوبية والهند وفيتنام.

وأردف: "الطلب يتركز في آسيا، الطلب هنا، إذ إن لديك 5 مليارات شخص ينشدون نمطًا أفضل للحياة.. وهذا ما ينبغي أن ننظر من خلاله إلى المستقبل".

وبالمثل، رفعت شركة النفط الهندية "إنديان أويل كوربوريشن" سعة أنشطة التكرير لديها، قائلة: " ربما قد نكون من الشركات القلائل، وربما تكون الهند واحدة من الدول القلائل التي ستزيد سعة التكرير في الثلاثة إلى الأربعة أعوام المقبلة بنسبة 20%،" وفق ما ذكره المسؤول التنفيذي في الشركة إيه. إس. ساهني في لجنة مناقشة منفصلة.

وأضاف ساهني: "يُثبِت هذا إيماننا الراسخ في استمرار ذلك الوقود.. لكن في الوقت ذاته، تدفعنا توقعات الطلب على الطاقة في البلاد إلى إنشاء مصافي تكرير جديدة".

على صعيد متصل، توقعت وكالة الطاقة الدولية أن تشهد الهند أكبر زيادة في الطلب على الطاقة، مقارنة بأيّ دولة أخرى، موضحة أن الطلب على الطاقة في الهند سيرتفع بأكثر من 3%، حينما تصبح الهند البلد الأكثر تعدادًا للسكان في العالم، بحلول أواسط العقد الجاري ( 2025).

رهان أرامكو

تراهن عملاقة النفط السعودية الحكومية "أرامكو" –أيضًا- على الآمال في أن تصبح الصين والهند المحركين الرئيسين لنمو الطلب العالمي على النفط، متوقعة أن ترفع بكين ونيودلهي الطلب على النفط بأكثر من مليوني برميل يوميًا، على الأقلّ خلال المدة المتبقية من العام الحالي (2023).

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين الناصر، إنه ما إن يشرع الاقتصاد العالمي في التعافي، من الممكن أن تختلّ موازين العرض والطلب في تلك الصناعة، خلال تصريحاته في قمة "إنرجي إيجا".

مقر شركة أرامكو
مقر شركة أرامكو -الصورة من أويل أند غاز ميدل إيست

الطلب على النفط "قصة قديمة"

تُبدي شركة فيتول لتجارة السلع رؤية أقلّ تفاؤلًا، متوقعة أن يشهد الطلب على الخام ذروته بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، أي بعد عامين من التوقيت الذي توقّعته وكالة الطاقة الدولية لبلوغ ذروة الطلب على تلك السلعة الحيوية.

وفي هذا الخصوص، قال الرئيس التنفيذي لشركة فيتول راسل هاردي: "سنشهد بلوغ الطلب على النفط ذروته عام 2030 تقريبًا، في حين سنشهد تراجعًا تدريجيًا بحلول عام 2040... ثم سيحدث هبوط سريع بعد ذلك مع هيمنة أسطول السيارات الكهربائية على المشهد، وحصول تحول الطاقة،" في تصريحاته التي جاءت خلال لجنة مناقشة.

وفي حين سترتكز صناعة النفط على أسس قوية في الشهور القليلة المقبلة، يُسهم إنتاج النفط المتزايد في روسيا إلى جانب تعثّر النمو الاقتصادي في الصين بتعقيد التوقعات بشأن المسار الذي ستمضي فيه الأسعار.

وقال هاردي: "هناك مبالغة طفيفة في جانب العرض، لا سيما في روسيا التي أشارت توقعات كثيرة إلى فقدان الإنتاجية بها بسبب صعوبة حصول الأسواق على النفط منها، جراء العقوبات الغربية المفروضة على موسكو".

وواصل: "بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية في الوقت الراهن، يتعثر التعافي الاقتصادي في الصين بعض الشيء"، مشيرًا إلى أن الطلب على النفط في الصين ليس بتلك القوة المتوقعة.

ولفت الرئيس التنفيذي لشركة فيتول إلى أن الطلب على النفط في كل من أوروبا والولايات المتحدة يقلّ بواقع نصف مليون برميل يوميًا، مقارنة بما كان عليه في عام 2019، مع تهافت المزيد من المستهلكين على استعمال مصادر الطاقة المتجددة في أوروبا وآسيا.

الطلب على الطاقة المتجددة

لامست حصة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء العالمية ما نسبته 30% العام الماضي (2022)، في أعقاب نمو قياسي بصناعة الطاقة الشمسية، لكن لم يُحرَز إلّا القليل في جهود إزالة الكربون من قطاعي الحرارة والوقود، وفق ما أظهره تقرير بحثي حديث، نشرت نتائجه وكالة رويترز.

ورغم أن الحرارة والوقود يمثّلان أكثر من 3 أرباع استعمال الكهرباء العالمية، ما يزال القطاعان يعتمدان –أساسًا- على الوقود الأحفوري، إذ تمثّل مصادر الطاقة المتجددة في هذين القطاعين ما نسبته 3.6% و 9.2% على الترتيب، وفق ما ذكرته شبكة سياسة الطاقة المتجددة للقرن الحادي والعشرين "آر إي إن 21"، ومقرّها باريس.

وبتضمين قطاعا الحرارة والوقود، مثّلت مصادر الطاقة المتجددة ما نسبته 12.7% فقط من إجمالي إمدادات الكهرباء العالمية، بحسب المديرة التنفيذية لـ"آر إي إن 21" رنا أديب.

وأوضحت أديب: "ما نشهده الآن هو تحول الكهرباء وليس تحول الطاقة، إذ إن معظم السياسات واللوائح التنظيمية يركّز –أساسًا- على تطوير المصادر المتجددة لتوليد الكهرباء".

وتمثّل عملية تزويد الحرارة 49% من الطلب العالمي على الكهرباء، في حين يمثّل الوقود 29%، غير أن الإخفاق في تنويع تقنيات الطاقة المتجددة لتشمل مصادر غير الشمس والرياح، يعرقل جهود تحقيق الأهداف المناخية، وفق "آر إي إن 21".

كما أن أسعار الوقود الأحفوري المنخفضة تعدّ أحد تحديات تطوير تقنيات الحرارة المتجددة والوقود المتجدد، وفضلًا عن ذلك، ارتفع الدعم المُقدّم للوقود الأحفوري إلى أكثر من تريليون دولار في العام الماضي (2022)، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

يُشار إلى أن سعة الكهرباء المتجددة سجلت 3.481 غيغاواط في عام 2022، بدعم من النمو في الصين المسؤولة -وحدها- عن 44% من إضافات السعة الجديدة خلال المدة ذاتها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اجتماع التعساء على العزاء والمواساة ، لدرجة لا يتجرأون ان يقولوا نرفع السعر بل يتملقون بعبارة توازن السوق خوفاً من عقوبات امريكية !!! راحت ايامكم او على وشك اهلاً بفنزويلا الجديدة والسعيد من يهرب اليوم قبل بوكرا الى اوروبا او الغرب بشكل عام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق