نفطتقارير النفطرئيسية

شركة النفط الهندية تعتزم بناء أول محطة محلية لوقود الطائرات المستدام

كُلفتها تلامس 122 مليون دولار

محمد عبد السند

تعتزم شركة النفط الهندية بناء حافظة استثمارية "خضراء" عبر إنتاج وقود الطائرات المستدام، في مسعى منها لتغطية معدلات الطلب المتنامية على السلعة النظيفة من قبل شركات الطيران العالمية.

وتعاني شركات الطيران نقصًا في وقود الطائرات المستدام، في وقت تشهد فيه أسعار النفط ارتفاعًا عالميًا، ما ينعكس على كل مُخرجات صناعة الطيران العالمية برمتها.

وعلى هذا الدرب، تُخطط شركة النفط الهندية "إنديان أويل كورب"، لبناء محطة وقود الطائرات المُستدام بُكلفة إجمالية تلامس قيمتها 10 مليارات روبية هندية (122 مليون دولار أميركي)، وسط نقص الإمدادات العالمية مُقارنة بما تحتاج إليه شركات الخطوط الجوية لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، حسبما أوردت شبكة "بلومبرغ".

(الروبية الهندية = 0.012 دولارًا أميركيًا)

السعة المقترحة

تصل سعة المحطة المقترحة إلى 88 ألف طن من وقود الطائرات المستدام سنويًا، وتسعى شركة النفط الهندية للدخول في شراكة مع كيانات نفطية أخرى لتنفيذ هذا المشروع الضخم، حسبما قال مدير قطاع الأبحاث والتطوير في الشركة إس. إس. في. راماكومار.

وأوضح راماكومار، أن اتفاقيات الإمدادات مع شركات الطيران لا غنى عنها لإنعاش وتيرة الاستثمارات، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي العام الماضي (2022)، تبنّت منظمة الطيران المدني العالمية مُستهدفًا لخفض الانبعاثات الكربونية، وصولاً للحياد الكربوني بحلول عام 2050، في حين يبرز وقود الطائرات المستدام الوسيلة الأسرع أمام صناعة النفط الهندية لتقليص الانبعاثات.

شاحنة وقود طائرات مستدام –الصورة من موقع هاني ويل
شاحنة وقود طائرات مستدام - الصورة من موقع هاني ويل

شُح الإنتاج العالمي

لا يمثّل الإنتاج العالمي من وقود الطائرات المستدام سوى نسبة لا تُذكر مما هو مطلوب، في حين تراهن شركات الطيران على تعزيز الإمدادات لتعويض هذا النقص.

على صعيد متصل قال راماكومار: "سيكون هذا نشاطًا مُربحًا".

وأضاف: "تصورنا لهذه المحطة الضخمة قائم على حقيقة بديهية مفادها بأنه ما لم تكن السعة عالية، فلن تكون لديك وفرة في الإنتاج".

ومن المقرر أن تبني شركة النفط الهندية محطة وقود الطائرات المستدام في مصفاة بانيبات التابعة لها شمال العاصمة نيودلهي، علمًا بأن المحطة ستكون الأولى من نوعها على الأرجح في عموم الهند، حال اكتمل بناؤها.

وكانت مصفاة "مانغالور ريفاينري وبيتروكميكالز ليمتد"، المنافسة قد سبق أن اقترحت إنشاء محطة أخرى تستعمل تقنية مختلفة.

حوافز ضريبية

ستحتاج شركة النفط الهندية -أيضًا- إلى حوافز ضريبية لجذب الاستثمارات إلى المحطة الجديدة، وفق ما ذكره راماكومار، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأشار إلى أنه كانت هناك فرصة لتصدير الوقود إلى منطقة جنوب شرق آسيا وأفريقيا.

وستتمثّل الخطوة المقبلة في صدور توصية حكومية لمزج وقود الطائرات المُستدام بوقود الطائرات التقليدي، في إجراء سيكون أساسيًا لشركات الطيران الموقعة على اتفاقيات الإمدادات مع شركة النفط الهندية.

وأصدرت لجنة تابعة لوزارة النفط الهندية -يترأسها راماكومار- توصيتها بإجراء مزج مبدئي لـ1% من وقود الطائرات المستدام مع الوقود التقليدي بدءًا من عام 2026، تليه زيادة تدريجية في تلك النسبة، وفق راماكومار.

وأضاف أنه علاوة على ذلك ستحتاج شركات الطيران إلى الحصول على إعفاءات ضريبية من الحكومة، أو حتى ائتمانات كربونية تحفّزها على استعمال وقود الطائرات المستدام، نتيجة ارتفاع تكاليف العمليات.

ويمثّل الطيران العالمي ما يربو على 2% من الغازات المسببة لظاهرة الاحترار العالمي، علمًا بأن هناك نقصًا في البدائل الأخرى المطلوبة لكبح الانبعاثات.

يُذكر أن الطائرات التي تعمل بالبطاريات لا تتمتع بمدى كافٍ لتسيير رحلات متوسطة وطويلة، في حين سيستغرق الهيدروجين سنوات طويلة -على الأرجح- كي يصبح خيارًا ملائمًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق