مسؤول: أميركا تدعم نيجيريا لتحقيق تحول الطاقة والوصول إلى الكهرباء

في سياق سعي الولايات المتحدة لتسهيل حوار إستراتيجي بشأن الطاقة يضمّ جميع المعنيين في نيجيريا، عبّر مساعد وزير الخارجية الأميركي لموارد الطاقة، جيفري روس بيات، عن رغبة بلاده في أن تصبح الشريك المفضل للدولة الأفريقية في تحوُّل الطاقة وتعزيز أمنها والوصول إلى الكهرباء.

جاء ذلك في مقابلة أجراها مساعد وزير الخارجية الأميركي لموارد الطاقة، في 19 يونيو/حزيران (2023)، مع موقع نايرامتريكس (Nairametrics) النيجيري المعني بالأخبار والتحليلات المالية والاقتصادية النيجيرية والأفريقية.

وأكد جيفري روس بيات أن حوار الطاقة الإستراتيجي ليس حدثًا طارئًا، ولكنه عملية مستمرة تهدف إلى إنشاء آليات للتبادل المستمر والتعاون بين الخبراء وأصحاب المصلحة في قطاع الطاقة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ألمح إلى أن الولايات المتحدة تهدف، من خلال تعزيز حوار الطاقة الإستراتيجي هذا، إلى تعزيز شراكتها مع نيجيريا، والمساهمة بنشاط في أهداف ومبادرات الطاقة في البلاد.

وقال بيات: "إننا نستمع إلى مخاوف نيجيريا خلال بحثنا في القضايا المتعلقة بأمن الطاقة وتحوّلها والحصول على الكهرباء، ويقدّم خبراؤنا أفضل شراكة متاحة في هذا الصدد".

وأضاف: "إنها فرصة للولايات المتحدة الأميركية لتبادل الخبرات المكتسبة من رحلة تحول الطاقة لديها، مع السعي لبناء شراكات دولية".

وأوضح أن نيجيريا دولة رائدة في المنطقة، وتعمل مع شركاء مختلفين في جميع أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن هذه فرصة للعمل على المستوى الثنائي."

وقال، إنه بينما ترى الشركات الأميركية أن الرئيس النيجيري، بولا تينوبو، وحكومته يتخذون إجراءات بشأن بعض القضايا الصعبة مثل توحيد سعر الصرف، فإنهم يرون المزيد من الفرص أمام البلدين لتسهيل شراكات القطاع الخاص في صناعة الطاقة النيجيرية.

وأكد بيات أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ملتزمة بالشراكة مع نيجيريا في قطاع الطاقة، وترى فيها شريكًا مهمًا.

معالجة قضايا تحول الطاقة في نيجيريا

حدّد مساعد وزير الخارجية الأميركي لموارد الطاقة، جيفري روس بيات، بعض المجالات التي تعمل فيها حكومة الولايات المتحدة على معالجة قضايا تحول الطاقة المماثلة لدى نيجيريا.

وسلّط بيات الضوء على برنامج المساعدة الفنية لمكتب الطاقة، الذي يركّز على إزالة الكربون من إنتاج الوقود الأحفوري، واستشهد ببرنامج قطاع الكهرباء، الذي يركّز على العمل مع البلدان والمناطق التي تواجه تحدّي التحول إلى أنظمة الطاقة المتجددة.

وقال بيات: "إننا نعدّ نيجيريا شريكًا مؤسسًا لمبادرة الطلب على الطاقة النظيفة (سي إي دي آي)، التي أعلِنَت في العام الماضي خلال قمة المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية.

وأوضح: "لم نحرز الكثير من التقدم من حيث التنفيذ، لأننا كنا ننتظر إجراء الانتخابات العامة لعام 2023 وتشكيل حكومة جديدة".

وأضاف: "الآن يمكننا العودة لتسريع التعاون في إطار مبادرة الطلب على الطاقة النظيفة".

وأشار إلى أنه في سبتمبر/أيلول 2022، وقّع المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص المعني بتغير المناخ، جون كيري، مبادرة الطلب على الطاقة النظيفة مع وزير البيئة النيجيري محمد عبد الله، في عهد حكومة الرئيس النيجيري السابق محمد بخاري.

وأكد أنه بموجب المبادرة، التي تبلغ قيمتها 12 مليار دولار، ستعمل نيجيريا والولايات المتحدة معًا للحدّ من انبعاثات الكربون في البلاد خلال استكشاف الغاز الطبيعي للتصنيع وإمدادات الكهرباء وزيادة استعمال مصادر الطاقة المتجددة، وخصوصًا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وصرّح أن الولايات المتحدة ستدعم خطط نيجيريا لإزالة الكربون، وتستثمر في تقنيات الزراعة الذكية لتعزيز الأمن الغذائي، حسبما نشره موقع نايرامتريكس (Nairametrics) النيجيري في 20 يونيو/حزيران الجاري.

التكنولوجيا وقطاع الطاقة

قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لموارد الطاقة، جيفري روس بيات، إن التكنولوجيا وقطاع الطاقة متداخلان إلى حدّ كبير، لأن إدارة أنظمة الطاقة في المستقبل ستكون رقميًة ومدفوعًة بالتكنولوجيا والشبكات الذكية والقدرة على استعمال الرقابة للقيام لزيادة إنتاجية موارد الطاقة.

وأوضح أن العمليات التقنية تعمل بالكهرباء، ويمكن أن تصبح محركًا لنمو الطاقة المتجددة في نيجيريا.

وقدّم جيفري روس بيات أمثلة على خدمات مواقع غوغل ومايكروسوفت وأمازون، التي التزمت باستعمال الطاقة المتجددة بنسبة 100% في عملياتها.

وألمح بيان أن نيجيريا تمتلك موارد طاقة شمسية ومساحات وكثافة كافية لتعزيز نمو الطاقة المتجددة، وأشار إلى الحاجة إلى بناء أطر سياسية تحفّز موارد الطاقة المتجددة في البلاد، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

الوصول إلى الكهرباء في نيجيريا

قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لموارد الطاقة، جيفري روس بيات، إن من المهم ملاحظة أن 86 مليون نيجيري يعيشون دون كهرباء.

وأشار إلى أنه خلال اجتماعه مع العديد من مرافق الكهرباء، أدرك أن تحديات الكهرباء في نيجيريا لا علاقة لها بقدرة التوليد، وإنّما بآلية التوزيع.

وأكد أهمية إدراك أن جميع النيجيريين لا يعيشون في مدن كبيرة مثل لاغوس وأبوجا، ولكن في المدن والمناطق الريفية، لذلك، من المهم إشراك الجميع في النظام البيئي للطاقة.

مبتكرو الطاقة

تتجاهل الحكومة النيجيرية والمستثمرون المحليون، غالبًا، العديد من مبتكري الطاقة الذين ينشئون حلولًا للوصول إلى الطاقة لمن يعيشون في المناطق الريفية.

لذلك، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لموارد الطاقة، جيفري روس بيات، إن النظام البيئي لريادة الأعمال في الولايات المتحدة قد صمد طويلًا، لأن الحكومة ظلّت بعيدة عن هذا المسار.

وذكر أن هناك سببًا لوجود وادي السيليكون في كاليفورنيا، وليس في واشنطن العاصمة، وينطبق الشيء نفسه على الهند، إذ ازدهر النظام البيئي التكنولوجي أكثر في بنغالور وحيدر أباد، وليس في دلهي.

وأوضح أن نجاح روّاد الأعمال النيجيريين في مجال التكنولوجيا يُظهر الكثير من إمكانات رأس المال البشري في البلاد.

ودعا بيات مبتكري قطاع الطاقة إلى أن يتوقّعوا حدوث تغيير في عهد حكومة الرئيس النيجيري، بولا تينوبو.

وعلّل بيات ذلك لأنه في غضون أسابيع قليلة بعد تنصيبه أظهر الرئيس الريادة في محاولة معالجة القضايا طويلة الأمد التي منعت المستثمرين الأجانب من الاستثمار في رأس المال البشري الغني لدى نيجيريا.

موضوعات متعلقة..

• الغاز الطبيعي سلاح نيجيريا في تحول الطاقة وخفض الانبعاثات (تقرير)
• الغاز الطبيعي.. نيجيريا تطلب تمويلًا أميركيًا لتلبية الاحتياجات الأوروبية
• رؤية موحدة لتحول الطاقة في أفريقيا أمام قمة المناخ كوب 27

اقرأ أيضًا..

• الطاقة الشمسية في بنغلاديش بديلًا للديزل في أنظمة الري.. لأول مرة
• "الكاميرا الخلفية" تدفع هوندا لاستدعاء 1.3 مليون سيارة.. غالبيتها في أميركا
• كلين باور إنجنيرنغ: الجزائر مؤهلة للريادة في تصدير الهيدروجين والأمونيا الخضراء (حوار)