استكشاف النفط والغاز في أفريقيا ينتعش رغم انخفاض استثمارات 3 دول عربية (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- الحرب الأوكرانية أنعشت قطاع التنقيب عن النفط والغاز في أفريقيا
- توقعات بهجرة الاستثمارات إلى دول جنوب وشرق أفريقيا
- اكتشافات توتال إنرجي في ناميبيا تبشر بـ7 مليارات برميل
- اهتمام متزايد باستكشاف إمكانات الغاز الطبيعي والمسال جنوب الصحراء
- أفريقيا تمتلك 700 تريليون قدم مكعبة من الغاز لكن لديها تحديات داخلية
- الصراعات المسلحة ونقص الكهرباء عوائق أمام التوسع في التصدير
تتجه الأنظار إلى نشاط استكشاف النفط والغاز في أفريقيا، لتلبية نمو الطلب العالمي المتوقع خلال السنوات المقبلة، لكن التحديات القديمة التي تواجه القطاع ما زالت تمثّل حجرة عثرة في طريق الشركات الفاعلة.
وأسهمت أزمة الطاقة العالمية بعد الحرب الروسية الأوكرانية في زيادة الاهتمام بمسائل أمن الطاقة، ودفعها إلى رأس جدول الأعمال وأولويات الدول والشركات منذ العام الماضي (2022).
وترجّح شركة أبحاث الطاقة "وود ماكنزي" -في تقرير حديث- انتعاش استكشاف النفط والغاز في أفريقيا مجددًا خلال المدة المقبلة، رغم استمرار التحديات القديمة أمام الشركات الفاعلة في القطاع الأفريقي.
وحظيت شركات النفط والغاز العالمية في الآونة الأخيرة بتسهيلات ملحوظة من الحكومات الأفريقية الحريصة على استغلال مواردها الأولية قبل فوات الأوان، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
انتعاش اكتشافات المياه العميقة
انتعشت اكتشافات النفط والغاز في أفريقيا داخل المياه العميقة خلال الأشهر الـ8 الماضية بصورة ملحوظة، مع استحواذ قطاع التنقيب والإنتاج على اهتمام متزايد.
وأسهمت زيادة الحاجة إلى استبدال النفط الروسي المحظور منذ الحرب الأوكرانية في انتعاش نشاط استكشاف النفط والغاز في أفريقيا، إلى جانب تحسين الشروط المالية والتعاقدية في بعض البلدان الأفريقية، ما أسفر عن اكتشافات مهمة في ناميبيا.
وانخفض الاستثمار في المنبع (الاستكشاف والإنتاج) في بلدان مثل أنغولا ونيجيريا ومصر وليبيا والجزائر، مع نضوج الحقول، ما جعل نسبة المخاطرة إلى الربح أقل إقناعًا، مع زيادة تكاليف الوحدة المُنتجة وكثافة الانبعاثات.
وعلى الرغم من ذلك، فقد انتعشت النفقات الرأسمالية الإجمالية في قطاع استكشاف وإنتاج النفط والغاز في أفريقيا إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، وفقًا لتقديرات وود ماكنزي التي ترى أهمية ثبات النفقات الرأسمالية خلال المدة المقبلة.
هجرة الاستثمارات إلى شرق القارة وجنوبها
تتوقع وود ماكنزي، هجرة الاستثمارات الدولية المتعلقة باستكشاف النفط والغاز في أفريقيا إلى جنوب القارة الأفريقية وشرقها مع انطلاق المشروعات الجديدة في موزمبيق وناميبيا وأوغندا وجنوب أفريقيا.
ورغم هذه التوقعات، فإن وود ماكنزي مستمرة في حذرها بشأن كثير من التحديات التي ما زالت تواجه شركات النفط والغاز الأجنبية الراغبة في زيادة وجودها في أفريقيا خلال السنوات المقبلة.
فما زالت مخاطر تنفيذ المشروعات، والمُهل الزمنية الطويلة، وهيمنة شركات النفط الوطنية، وعدم وجود أسواق غاز عالمية ناضجة، تواجه الفاعلين في قطاع استكشاف النفط والغاز في أفريقيا.
كما ما يزال إنتاج النفط الأفريقي المميز ذات الجدوى الاقتصادية يعاني ارتفاع تكاليف الوحدة المنتجة وكثافة الانبعاثات، ما دفع كبرى الشركات الدولية إلى خفض درجة وجودها في الحقول الناضجة للتركيز على الأصول الأكثر فائدة.
وخفضت الشركات الدولية وجودها في بعض الحقول الناضجة عبر سلسلة من التخارجات الجزئية والكلية، لصالح كيانات أغلبها، إما شركات نفط وطنية، وإما شركات محلية وخاصة، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
3 اكتشافات كبيرة في ناميبيا
انتعش قطاع استكشاف النفط والغاز في أفريقيا -مؤخرًا- بأحدث 3 اكتشافات مذهلة في ناميبيا على يد عملاق النفط والغاز الفرنسية "توتال إنرجي".
ورغم أن تقييم اكتشافات ناميبيا ما زال قيد الاختبار، فإن وود ماكنزي تتوقع وصول احتياطيات هذه الاكتشافات إلى أكثر من 7 مليارات برميل.
كما تتوقع وود ماكنزي، أن يمنح الحجم الهائل للحقول ميزة لشركة توتال إنرجي وشركائها من حيث الربحية، إلى جانب الشروط المالية السخية التي تقدمها الحكومة في ناميبيا.
وما زال آخر تقدير لشركة توتال إنرجي -منذ فبراير/شباط 2022- يدور حول 3 مليارات برميل، إلا أن شركة "باركليز" البريطانية رجحت وصول الاحتياطيات إلى 6 مليارات برميل على الأقل، وفقًا لموقع أبستريم أون لاين المتخصص (Upstream Online).
وتتفق هذه التقديرات مع ما ذهبت إليه وود ماكنزي التي تتوقع ازدهار قطاع استكشاف النفط والغاز في أفريقيا، لا سيما في جنوب القارة وشرقها، مع زيادة معدلات العائد الداخلي على الاستثمار.
في المقابل، قد تكافح الأصول الأقل فائدة، إذا لم تنخفض تكاليفها أو تحصل على حوافز مالية، ما قد يعني أن الحكومات ستحتاج إلى أن تكون استباقية في إدارة مواردها الطبيعية لتعظيم الاستثمار.
طفرة في دول أفريقيا جنوب الصحراء
شهدت مناطق دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى اهتمامًا متزايدًا خلال الشهور الـ15 الماضية لاستكشاف إمكانات الغاز الطبيعي والغاز المسال في دول المنطقة من قبل الشركات الدولية.
وتمتاز هذه المناطق بوفرة في إمكاناتها، ما جعلها نقطة استكشاف ساخنة لمشروعات الغاز المسال العائمة، وسط توقعات بارتفاع حصتها من السعة العالمية للمشروعات العائمة إلى 50% بمجرد التنفيذ.
وتشير توقعات سيناريو الحالة الأساسية لشركة وود ماكنزي إلى أن الطلب العالمي على الغاز سيكون أكثر مرونة من الطلب على النفط في الأمد الطويل.
وتشير توقعات هذا السيناريو إلى أن الطلب على الغاز في عام 2050 سيكون أعلى مما هو عليه الآن (4 تريليونات متر مكعب سنويًا)، في حين سينخفض بنسبة 25% فقط في سيناريو الحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية.
وتمتلك أفريقيا قرابة 700 تريليون قدم مكعبة (19.8 تريليون متر مكعب) من موارد الغاز المتكشفة، وهو ما يكفي لتلبية الطلب المحلي والتصدير، ما يعني أن خطط مضاعفة إمدادات الغاز المسال الأفريقي خلال العقد المقبل ستكون موضع ترحيب، لا سيما من قبل المشترين الأوروبيين.
ورغم هذه التقديرات المتفائلة، فإن تطوير سوق التصدير الأفريقية سيحتاج إلى زيادة كبيرة في النفقات الرأسمالية وتحسين البنية التحتية، وهو ما يمثّل عائقًا أمام الشركات، إلى جانب حدة الصراعات المسلحة وأولويات استهلاك الغاز على المستوى المحلي لتوليد الكهرباء، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات النفط والغاز في أفريقيا تجذب تمويلات مصرفية بـ16 مليار دولار
- منصات الحفر البحرية في أفريقيا تتأهب لأعلى مستويات التنقيب خلال 10 سنوات
- استكشاف النفط والغاز في أفريقيا يستقطب كبرى الشركات العالمية
اقرأ أيضًا..
- واردات أوروبا من الغاز الروسي عبر أوكرانيا قد تتوقف عام 2024
- اكتشاف توتال إنرجي في ناميبيا يبشّر بـ6 مليارات برميل نفط
- لغز.. أميركا تشجع على السيارات الكهربائية ثم تفرض ضرائب جديدة