أخبار النفطرئيسيةنفط

النفط النيجيري في مأزق مع اقتراب إتمام تخارج شل من مشروع مشترك

وسط تراجع الإنتاج إلى أدنى مستوى منذ أكثر من 3 عقود

دينا قدري

تستكمل شركة شل البريطانية تخارجها من أحد مشروعات النفط النيجيري، مع تلقّيها عرضين نهائيين هذا الأسبوع لحقول النفط والغاز البرية في البلاد.

إذ تتنافس شركتا هيرز للنفط والغاز، وإن دي ويسترن، المحليتان، لشراء حصة شل البالغة 30% في المشروع المشترك، الذي يدير أصولًا في دلتا النيجر والمناطق البحرية القريبة.

وتُعدّ العطاءات مستحقة في 10 يونيو/حزيران، حسبما نقلت وكالة بلومبرغ عن أشخاص على دراية بالموضوع.

وقد خرجت شركتان محليتان -سيبلات إنرجي وصحارى غروب- من السباق، بعد أن قدّمتا عروضًا غير ملزمة لأصول شل في وقت سابق من هذا العام.

حصة شل في المشروع

أعلنت شركة شل العام الماضي نيّتها بيع الحصة، قائلة، إن إستراتيجيتها طويلة الأجل لتحوّل الطاقة لا تتوافق مع العمليات النيجيرية المعرضة لعمليات التسرب والسرقة.

وقدّرت شركة وود ماكنزي لاستشارات الطاقة -العام الماضي- حصة شل عند 2.3 مليار دولار، بافتراض سعر نفط طويل الأجل قدره 50 دولارًا للبرميل.

إلّا أنه مع تداول خام برنت حاليًا عند نحو 121 دولارًا، فمن المحتمل أن تكون الحصة أكبر بكثير.

كما إن التكاليف المستقبلية المحتملة المتعلقة بالتقاضي والمسؤوليات البيئية ستؤثّر على الأرجح في تقييم الحصة.

النفط - نيجيريا

دوافع التخارج من نيجيريا

لم تعد شل تنظر إلى أنشطتها في دلتا النيجر على أنها جوهر إستراتيجيتها المستمرة، التي يقودها ضغوط الحوكمة البيئة والاجتماعية وحوكمة الشركات من مستثمريها.

كما تضررت العديد من المجتمعات المحلية من عمليات التسرب النفطي وغيرها من أشكال التلوث، وواجهت شركة النفط الكبرى سلسلة من الاتهامات والتقاضي والإضرار بالسمعة لعقود.

إلّا أن الشركة ستحتفظ بأصولها النفطية في المياه العميقة ووجودها الضخم في مجال الغاز الطبيعي المسال.

وأخبر الرئيس التنفيذي للشركة بن فان بيردن، المساهمين -في مايو/أيار الماضي- أن الزيادة الكبيرة في أعمال التخريب في السنوات الأخيرة أدت إلى حالة شبه من الفوضى لا تستطيع الشركة السيطرة عليها.

كما قال: "في النهاية، علينا أن نعترف بأن هذا يتجاوز ما يمكننا القيام به".

هجرة شركات النفط من نيجيريا

شركة شل ليست شركة الطاقة العملاقة الوحيدة التي تدير ظهرها لحقول المياه البرية والضحلة النيجيرية.

إذ تبيع شركات النفط الكبرى أصولها في الحقول البرية والمياه الضحلة إلى منتجين نيجيريين مستقلين منذ أكثر من عقد، في إطار تركيزها على حقول المياه العميقة، بعيدًا عن صعوبات العمل بالقرب من المجتمعات المحلية.

وتريد شركة توتال إنرجي الفرنسية التخلص من حصتها البالغة 10% في المشروع المشترك نفسه الذي تتخلص منه شركة شل.

كما وافقت شركة إكسون موبيل في فبراير/شباط على بيع وحدتها للمياه الضحلة إلى سيبلات مقابل نحو 1.3 مليار دولار.

إنتاج نيجيريا من النفط الخام - فبراير 2022

تراجع إنتاج النفط النيجيري

في الوقت الذي تشهد فيه البلاد موجة من عمليات سحب الاستثمارات من شركات النفط العالمية، تراجع إنتاج النفط النيجيري إلى مستويات منخفضة جديدة في الأسابيع الأخيرة، متأثرًا بإغلاق خطوط الأنابيب وصيانة الحقول الرئيسة.

إذ انخفض إنتاج النفط الخام والمكثفات في مايو/أيار بنسبة 14% على أساس شهري إلى 1.279 مليون برميل يوميًا، وفقًا لبيانات هيئة تنظيم النفط النيجيرية.

وكان هذا هو الأدنى منذ أكثر من 3 عقود، وفقًا لتقديرات إس آند بي غلوبال، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال مسؤول كبير من وزارة النفط لـ"إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، إن الحقول التي تغذّي درجتين رئيستين للتصدير -بوني لايت وكوا إيبو- قد توقفت بسبب الصيانة في مايو/أيار، لكن الإنتاج "عاد تدريجيًا".

كما تعرّض خطّا أنابيب نيمبي كريك وترانس فوركادوس للتخريب بشكل متكرر، وكان التدفق عبر الخطّين متقطعًا في الشهر الماضي، بحسب مصادر أخرى في الصناعة.

توقعات إنتاج النفط النيجيري

كان على نيجيريا -أكبر منتج للنفط في أفريقيا- التعامل مع مجموعة من المشكلات الأمنية والتشغيلية والتقنية في البنية التحتية النفطية الرئيسة منذ أوائل عام 2021.

إذ تعاني غالبية حقول ومحطات ومنشآت النفط الرئيسة من مشكلات ناشئة، وقد أدى تجدد الهجمات على المنشآت النفطية مؤخرًا إلى تفاقم الوضع.

كما أدى تصاعد عمليات تخريب خطوط الأنابيب وانعدام الأمن في دلتا النيجر إلى إعاقة توقعات نمو النفط النيجيري.

وفي مذكرة حديثة، قالت بلاتس أناليتيكس، إنها تتوقع ارتفاع إمدادات النفط النيجيري إلى 1.5 مليون برميل يوميًا، بدءًا من الربع الرابع من عام 2022، مشددة على أن المخاطر السياسية قد تتفاقم قبل الانتخابات في أوائل عام 2023.

وأضافت: "بلغ متوسط الإنتاج نحو 300 ألف برميل يوميًا أقلّ من حصة البلاد في أوبك+ منذ منتصف عام 2021، بسبب الأعطال الفنية والسرقة والتخريب والقوة القاهرة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق