كهرباءالتقاريرتقارير الكهرباءسلايدر الرئيسية

شركات مرافق الكهرباء في أفريقيا.. أزمات متعددة ومستقبل مجهول (تقرير)

4.5 مليار دولار تكلفة عدم كفاءة مرافق الكهرباء والمياه سنويًا

حياة حسين

كشفت دراسة حديثة لمؤسسة "كلاريون إنرجي آند غوردون" التابعة لجامعة بريتوريا في جنوب أفريقيا، أن غياب قواعد الحوكمة في شركات مرافق الكهرباء بالقارّة السمراء أثر سلبًا في الأداء، وأسفر عن أزمات متعددة، حسبما ذكر موقع "ذا إيست أفريكا".

وترى الدراسة التي تحمل عنوان "مستقبل مرافق الكهرباء في أفريقيا" أن تحسين الأداء المستقبلي لتلك الشركات يتوقف على توفير بنية قوية لقواعد الحوكمة، إضافة إلى تحسين الوضع المالي ومستوى السيولة بها.

البنك الدولي

كانت دراسة للبنك الدولي عن تكلفة وموثوقية الكهرباء في القارّة السمراء، قد خلصت إلى نتيجة مشابهة، إذ رأت أن شركات نقل وتوزيع الكهرباء الأفريقية تعاني من شُحّ الموارد المالية، وهو ما ينعكس سلبا في إمدادات الكهرباء.

ووجدت دراسة البنك الدولي، التي أُجريت عام 2016، وغطت 39 دولة أفريقية، أن شركتي مرافق دولتي سيشل وأوغندا فقط تمكّنتا من استرداد تكلفة الاستثمار وتشغيل العمليات.

بينما استطاعت شركات مرافق 19 دولة فقط تغطية تكلفة التشغيل من السيولة التي تجمعها مقابل تقديم خدماتها.

وقالت الدراسة: إن "الفجوة المالية في شركات المرافق تمنع قطاعات الكهرباء من ضمان إمدادات كهرباء مستقرة وموثوقة للعملاء الحاليين، فما بالنا في التفكير بالتوسع لعملاء جدد؟".

عمالة زائدة

تشير دراسة البنك الدولي إلى أن أحد أسباب أزمة شركات مرافق الكهرباء الأفريقية، ترهّلها بالعمالة الزائدة.

لذلك ترى أنه إذا استطاعت الشركات خفض خسائر تحصيل فواتير الكهرباء 10%، وعلاج أزمة العمالة الزائدة، ستتمكن 11 دولة من إنهاء أزمة شحّ المرافق.

ووفقًا للدراسة، فإن شركات المرافق تحتاج لتوفير خدمة جيدة لتعزيز استرداد التكلفة من إيرادات تعرفة الكهرباء.

ورغم أن تكلفة عمليات إمدادات الكهرباء مرتفعة، فإن سعر الكهرباء منخفض في دول القارّة، ما يخفض من الإيرادات، ويؤدي إلى عدم استقرار الوضع المالي لنسبة كبيرة من شركات القارّة، وينعكس ذلك بدوره سلبًا على مستوى الخدمة التي تقدّمها شركات المرافق، إذ لا تقدّم كهرباء بشكل كفؤ.

ويبدو أن الوضع لا يختلف بالنسبة لشركات مرافق الكهرباء الأفريقية-دول جنوب الصحراء الكبرى، سواء كانت مملوكة للدولة أو خاصة، وفقًا لما تراه لمبادرة الطاقة الأميركية لدول أفريقيا.

ففي أثيوبيا، وقبل انتشار وباء كوفيد-19، كان العجز السنوي لشركة مرفق الكهرباء المملوكة للدولة 100 مليون دولار.

خسائر الشركات الخاصة

تخسر شركات مرافق خاصة في نيجيريا أكثر من نصف مستحقات الكهرباء التي تمدّ العملاء بها، بسبب مشكلات فنية، وسرقة الكهرباء، وأيضًا امتناع بعض العملاء عن دفع التعرفة.

وقال تقرير الكهرباء الأفريقية السنوي لعام 2020: إن "كفاءة أكبر في التشغيل وتحسين التمويل في المرافق يساند القارّة في التعافي من كوفيد-19.. المرافق الأكثر صحة تخلق قطاع طاقة أقوى ومستقبلًا أكثر إشراقًا لدول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى".

بينما ترى مؤسسة التمويل الدولية -الذراع الاستثماري للبنك الدولي- أن سوء الوضع لشركات المرافق يؤثّر سلبًا في النمو بدول القارّة.

وقدّرت المؤسسة تكلفة عدم كفاءة مرافق الكهرباء والمياه في القارّة بنحو 4.5 مليار دولار سنويًا.

بيئة متضررة

تخسر مرافق الكهرباء وحدها نحو 3.3 مليار دولار سنويًا، ما يعادل 23% من تكلفة الكهرباء المستهلكة، وهي نسبة تزيد عن ضعف المتوسط العالمي، ونسبته 10% بسبب عدم كفاءة المرافق.

وقالت مؤسسة التمويل الدولية: إن "عدم كفاءة مرافق الكهرباء لا يسبّب خسائر فقط، بل يبعد الاستثمارات، ويؤدي إلى الإضرار بالبيئة أيضًا".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق