تقرير يكشف حجم إنتاج النفط الروسي وهل تلتزم باتفاق أوبك+؟
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
- إنتاج النفط الروسي يهبط 150 ألف برميل يوميًا في مايو
- روسيا لم تلتزم بصورة كاملة بالتخفيضات الطوعية لإنتاج النفط
- صادرات النفط الروسي تهبط 260 ألف برميل يوميًا خلال مايو
- استمرار هبوط إيرادات النفط الروسي جراء العقوبات الغربية
انخفض إنتاج النفط الروسي بنحو 150 ألف برميل يوميًا خلال مايو/أيار 2023، ما يشير إلى أن موسكو لم تصل -حتى الآن- إلى حدّ الالتزام الكامل بالتخفيضات الطوعية للإمدادات، الذي يشمل 8 دول أخرى من التحالف، على رأسها السعودية.
وأظهر التقرير الشهري الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، اليوم الأربعاء (16 يونيو/حزيران 2023)، هبوط إنتاج روسيا من النفط إلى 9.45 مليون برميل يوميًا خلال الشهر الماضي، مقابل 9.60 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان السابق له.
ويُقارن ذلك مع إنتاج النفط الروسي البالغ 9.86 مليون برميل يوميًا خلال فبراير/شباط 2023، الذي يُعَدّ خط الأساس لهدف الخفض الطوعي البالغ 500 ألف برميل يوميًا، ما يعني أن موسكو خفضت إنتاجها بمقدار 410 آلاف برميل يوميًا في مايو/أيار الماضي، مقارنة بخطّ الأساس المرجعي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وردًا على العقوبات الغربية، قررت روسيا خفض إنتاجها النفطي بمقدار 500 ألف برميل يوميًا بدءًا من مارس/آذار 2023، قبل أن تمدّده بالكمية نفسها حتى نهاية 2023، ثم إلى نهاية 2024 لاحقًا، ضمن قرار لـ9 دول من تحالف أوبك+، على رأسها السعودية، بتخفيضات طوعية يبلغ إجماليها 1.66 مليون برميل يوميًا بداية من مايو/أيار الماضي.
وتنخرط موسكو -أيضًا- في اتفاق إلزامي أقرّه تحالف أوبك+ بخفض إجمالي لإنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ومُدِّدَ مؤخرًا من نهاية 2023 إلى نهاية العام المقبل.
إنتاج النفط الروسي وأزمة الشفافية
رغم أن التقديرات الحالية تشير إلى خفض إنتاج النفط الروسي، فإن حظر البيانات الروسية يمثّل شكوكًا حول الأرقام الحقيقية للإمدادات، وسط عدم وجود دليل مادّي واضح على التزام موسكو بتخفيضات الإنتاج.
ولم تنشر روسيا بيانات إنتاج النفط ومكثفات الغاز بدءًا شهر مارس/آذار 2023، والربع الأول من العام الجاري، قبل أن تُعلن -نهاية أبريل/نيسان الماضي- توقّفها عن نشر الإحصاءات الرسمية حتى 1 أبريل/نيسان 2024، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية "تاس".
وتعليقًا على حظر بيانات إنتاج النفط الروسي، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "لا أملك سوى تصديق روسيا، لأننا رأيناها تلتزم من قبل"، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع أوبك+ الأخير.
ورغم ذلك، دعا الوزير السعودي موسكو إلى تحمُّل مسؤولية الوضوح والشفافية في إعطاء المعلومات الخاصة بإنتاج النفط الروسي.
بينما يرى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي أن التخفيضات الطوعية الإضافية البالغة مليون برميل يوميًا، التي أقرّتها السعودية لشهر يوليو/تموز، تتضمن إشارة ضمنية إلى موسكو بضرورة تحمّل المسؤولية في الالتزام بتخفيضات الإنتاج، خاصة أن المملكة -بهذا الخفض- تحمل على عاتقها تحقيق التوازن في سوق النفط.
وعن توقعات الإنتاج في 2023، تُقدّر وكالة الطاقة الدولية أن إمدادات روسيا من النفط ستبلغ 9.5 مليون برميل يوميًا في المتوسط، مقابل 9.8 مليون برميل يوميًا عام 2022.
ومن جانبها، تتوقع منظمة أوبك انخفاض إنتاج النفط الروسي والسوائل الأخرى بنحو 750 ألف برميل يوميًا خلال العام الجاري (2023)، ليصل إلى متوسط 10.28 مليون برميل يوميًا.
ويرصد الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إنتاج روسيا من النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية منذ عام 1985:
صادرات النفط الروسي
انخفضت صادرات النفط الروسي خلال مايو/أيار 2023، على أساس شهري، بقيادة المشتقات النفطية، بعد ارتفاع دام شهرين متتاليين دفعها إلى مستويات ما قبل غزو أوكرانيا (فبراير/شباط 2022)، ما أكد مرونتها أمام العقوبات الغربية.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، انخفضت صادرات روسيا من النفط الخام والمشتقات النفطية بمقدار 260 ألف برميل يوميًا، على أساس شهري، لتصل إلى 7.8 مليون برميل يوميًا، خلال مايو/أيار 2023، لكنها ظلت دون تغيير تقريبًا على أساس سنوي.
جاء هبوط صادرات النفط الروسي خلال مايو/أيار 2023 مع تراجع صادرات المشتقات النفطية بمقدار 350 ألف برميل يوميًا، لتصل إلى 2.6 مليون برميل يوميًا.
في المقابل، ارتفعت صادرات روسيا من النفط الخام بمقدار 90 ألف برميل يوميًا، لتصل إلى 5.2 مليون برميل يوميًا، وفق التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.
ويستعرض الرسم الآتي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، صادرات النفط الروسي منذ بداية العام الماضي، قبل بدء غزو أوكرانيا:
وشكّلت الصين والهند ما لا يقلّ عن 56% من إجمالي صادرات النفط الروسي، في حين استحوذت الشحنات إلى أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية على 12%، مع الوضع في الحسبان أن هناك جهات تصدير غير محددة لخام موسكو؛ خوفًا من العقوبات الغربية.
وفرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على واردات الخام الروسي بدءًا من 5 ديسمبر/كانون الأول 2023، قبل تطبيق حظر آخر على المشتقات النفطية بداية من 5 فبراير/شباط 2023، إلى جانب إقرار سقف سعري على الخام ومشتقاته، لتحجيم إيرادات موسكو.
إيرادات النفط الروسي
مع تراجع إنتاج النفط الروسي وصادراته، انخفضت عائدات التصدير بنحو 1.4 مليار دولار خلال مايو/أيار الماضي إلى 13.3 مليار دولار، مع تراجع متوسط أسعار الخام من 60 دولارًا للبرميل في أبريل/نيسان، إلى 55 دولارًا للبرميل الشهر الماضي.
وكانت بيانات وزارة المالية الروسية قد أظهرت تراجع إيرادات روسيا من النفط والغاز في الميزانية الفيدرالية بنحو 36% في مايو/أيار، على أساس سنوي.
وبدءًا من 5 فبراير/شباط 2023، فرض الاتحاد الأوروبي ومجموعة الـ7 وأستراليا سقفًا سعريًا للمشتقات النفطية الروسية، عند 100 دولار للبرميل للمنتجات الأعلى سعرًا، مثل الديزل والبنزين، فضلًا عن حدّ يبلغ 45 دولارًا للبرميل للمنتجات الأقلّ جودة.
وجاء ذلك بعد تطبيق سقف سعري على شراء النفط الخام الروسي عند 60 دولارًا للبرميل في ديسمبر/كانون الأول 2023.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط الروسي ترتفع إلى مستويات ما قبل غزو أوكرانيا
- روسيا.. قوة عالمية كبرى في صناعة النفط والغاز (10 رسومات بيانية)
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية: الطلب العالمي على النفط قد يبلغ ذروته قبل 2030
- إنتاج الغاز المغربي قد يرتفع 300% قريبًا بفضل الاكتشافات الجديدة
- توقف محطات توليد الكهرباء بالفحم في أستراليا.. وصعود متوقع بالأسعار